بسم الله الرحمن الرحيم
يرضى المؤمن والمؤمنة ان تمر السنة والثانية والثالثة والعاشرة ولم يقف احد منهما مع نفسه وقفة صدق .. يتفقد حاله مع مرور الأيام والليالي ، ماذا زادني هذا الليل؟ وماذا زادني هذا النهار ؟ البارحة ليلة قد مرت علي وعليكم .. فبماذ ازددنا او من ماذا تزودنا في ذلك اليوم؟ واذا كان مرور اليوم والليلة يوما بعد يوم وليلة بعد ليلة .. تمر سدى لا زيادة لنا فيها في معاني الاقبال على الله .. ولم نعرف بهذا حقيقة التشوق الى الله … ولم نتخذها سلما للارتقاء الى سبيل المصافاة ..فما قيمة هذه الحياة ؟ هل قيمة الحياة طعام وشراب ؟ هل قيمة الحياة لباس وثياب؟ هل قيمة الحياة أموال وذهب مآلها الى لذهاب ؟ هل قيمة الحياة منزلة عند الخلق..يوشك ان تشاب ؟ هل قيمة الحياة ان يرضى الانسان ..الذي خلقه ربهجل جلاله وتعالت عظمته خلقه له سبحانه.. يرضى ان ينحط من رتبة يعيش فيها لربه وهي أرقى الرتب..الى مرتبة يعيش فيها لنفسه ؟ يعيش فيها لهواه؟ يعيش فيها للدنيا؟ يعيش فيها للناس ؟ انه لهوان بعينه .. ان يصرف الله قلب العبد عن طلب القرب منه ، وانما أرسل الله سيدن ومولانا محمدا وأرسل قبله الرسل صلوات الله وسلامه عليهم أجمعين نوابا عن حضرته لينبهونا الى هذا المقصد .. ليرشدونا الى هذا المطلب.. ليكون للواحد منا اعتناء بأمر سيره الى الله جل جلاله
ان اليوم الذي يمر عليك وكذلك الليلة ..اليوم والليلة فيهما خزائن من جود الله لا تعد ولا تحصى ، لا يقف وقف على ما أودع الله تعالى فيهما ، بل ولو اتسع المدرك عند احدنا لوجد ان النفس الذي يمر عليه فيه من خزائن جود الله ما لا يتصور ولا يحاط به ولا يحصى ، لأن لله جل جلاله سمى نفسه المعطي .. وسمى نفسه المنان ..وسمى نفسه الوهاب .. وسمى نفسه الكريم .. وسمى نفسه العفو .. وسمى نفسه المحسن ، وهذه الأسماء هي نعوت وأوصاف للرب الأعلى ولم يقمها الله تعالى عبثا .
دعوة رائعه وتنبيه مهم للوقوف مع النفس ومحاسبتها
جزاكِ الله كل خير اختي وبارك فيكِ ونفع الجميع بنصحكِ
تحيتي وتقديري لكِ..
وبارك الله فيكِ ووفقكِ
دمتي برعاية الله