يا لروعــة الآيات حيـن تشـرق في حنايا الروح …
فتُورِقُ وتستريح
وما أجملَ الكلماتِ حِينَما تُزْهِرُ في الصُّدُورِ
وتُحلِّقُ في أفئدةِ الناسِ مثلَ أسرابِ الطيور
و أنا أقرأُ سورةَ العنكبوت
وقد استَوْقَفَتْنِي آيةٌ ظَلَلْتُ أُرَدِّدُها
ولا يَمَلُّ اللِّسانُ من استعادتِها
بل يشعر القلبُ كلَّ مَرَّةٍ برَوْعَتِها
( بَلْ هو آياتٌ بيِّناتٌ في صُدُورِ الذين أُوتُوا العلم )
الآياتُ هي الآياتُ ولكنَّها
في السُّطُورِ كَلِماتٌ .. وفي الصُّدُورِ نَبْضٌ
وحَرَكَةٌ وسَعْيٌ إلى تغيِيرِ أنْماطِ السُّلُوكِ وِفْقَ هذه الكَلِمات
وحينما تَتَغَلْغَلُ الآياتُ في القُلوبِ
تُثْمِرُ أحسنَ الثمارِ
وأما إذا ما بَقِيَت هذه الآياتُ حبيسةَ السُّطُور
فسيظلُّ القلبُ على الدَّوامِ قَفْراً مِن القِفار
إنَّ كثيراً مِن الناسِ مِن حَوْلِنا
يقرأون الآياتِ.. ويحفظُون الأمثالَ.. ويُنْشِدون الأشعار
ولكنَّ قليلاً مِنْ هؤلاءِ
مَنْ يُدْرِك كَوامنَ الرَّوعةِ ويغوصُ على المعاني والأسرار
وأقلُّ مِن هذا القليلِ
مَنْ يأخُذُ الكلامُ بتلابِيبِه ، ويُمْطِرُهُ بشآبِيبِه
فيُدِرُّ الدَّمْعَ مِن مَيازيبِه
كما روى البخاري عن عبدِ الله بن شداد قالَ:
سمعتُ نَشِيجَ عمر وأنا في آخرِ الصُّفوفِ يقرأ:
( إنَّما أشْكُو بَثِّي وحُزْنِي إلى الله )
.. تساءلتُ..
كمْ بين الكلماتِ التي تُغرَسُ في الصُّدورِ
والكلماتِ التي تُحبَسُ في السُّطورِ
فلا ترى النور؟
و ما فائدةُ الأفكارِ مهما كانت جميلةً وبرّاقة
إذا لم تتحوَّلْ سُلوكاً وتتمثَّلْ مُعامَلَةً وأخلاقا ؟
إنَّ الكلِماتِ في السطورِ
بحوثٌ ، ودروسٌ ، ومواعِظُ نظريّةٌ
وأما الآياتُ التي في الصدورِ
فلها في واقعِ الناسِ ثمراتٌ عمليّةٌ
فهي :
بُرهانٌ عقليٌّ ، وذَوقٌ وِجدانيٌّ ، ومعرفةٌ يقينيّةٌ
.. هذه عُيُونُ الناسِ..
تجري كلَّ حِينٍ بين الكَلِماتِ ،
وتُطالِعُ السُّطُورَ ، وتُقلِّبُ الصفحاتِ
.. ولكنْ ..
مَن يُدْرِكُ حَلاوةَ العباراتِ ،
ويَجْنِي ثَمَرَ الكلماتِ؟
ويقطفُ زَهرَ المفرداتِ؟
إنَّ الكلماتِ الحبيسةَ في السُّطورِ
مهما كانت رائعةً وبديعةً
لا تتحوَّلُ إلى معرفةٍ ، وإدراكٍ ونُورٍ
إلا إذا صارتْ آياتٍ بيِّناتٍ في الصُّدورِ
وصدقَ الله العظيم حين قال عن كتابِهِ:
( بل هو آياتٌ بيِّناتٌ في صُدُورِ الذين أُوتُوا العِلم )
وكثيرٌ مِن الناسُ تسْحرُهم روعةُ الكلماتِ ببلاغتِها وفصاحتِها
و تأسرُهم سلاسةُ التعابيرِ ، ورشاقتُها، ورِقَّةُ ألفاظِها وعُذوبتُها
و لكنّها تحبسُهم عن مُلاحظةِ جَوهرِ الجمال
حين يتمثلُ في ميلادِ الإنسانِ والحياةِ من رَحِمِ الكلمات
كما قال ربُّ العالمين:
(هو الذي بعث في الأميِّين رسولاً منهم يتلو عليهم آياتِه ويزكِّيهم ويعلِّمهم الكتابَ والحكمة وإن كانوا من قبل لفي ضلالٍ مبين )
وقد فقِهَ عمر بن الخطاب – رضي الله عنه -هذا المعنى
فعاتَبَ نفسَهُ ؛ حين لم يُثْمِرْ سُجُودُه بُكِيّاً
كما روى ابنُ كثير أنَّ عمر – رضي الله عنه –
سجد عند قول الله – عز وجل -:
( وإذا تُتْلَى عليهم آياتُ الرَّحْمَنِ خَرُّوا سُجَّداً وبُكِيّاً )
وقال: ( هذا السّجود؛ فأين البُكِاءُّ ؟ )
.. كَمْ مِن الناسِ ..
ذاقَ لَذَّةَ غَرْسِ الكَلِماتِ في قُلوبِ الآخِرين
فأينعتْ حياتُهم القاحِلةُ وأشرقتْ بأحلى السُّنْبُلات؟
مَن عَرَفَ حلاوةَ رَسْمِ السَّعادةِ بالعِباراتِ الـمُثْمِرَةِ
التي تنبتُ في سُويداءِ القلوب
مثل النَّخْلِ الباسِقات ( لها طلعٌ نَضِيد )؟
إنَّ القلوبَ وحدَها هي التي تتعامل مع الكلمات ادراكا ووعياً
ولذلك
لا تُلقي الأُذنُ سمعاً
ولا تَذْرِفُ العينُ دَمعاً
إلا إذا أدركَ القلبُ روعةَ القرآنِ وخالَطَتْهُ بشاشةُ الإيمان
فحينئذٍ تصِيرُ الكلماتُ عِلماً
وتُثِيرُ فِقهاً وذوقاً ، وتَسِيرُ بين الناسِ معرفةً وفهماً
( وكذلك الإيمانُ حينَ تُخالِطُ بشاشتُه القلوب )
أينَ مِنّا مَعْشَرَ المسلِمِين ثَمَراتُ الآياتِ؟
وما فائدةُ ما نتلُو ونحفظُ .. على قلوبِنا وعُقولِنا ومنهجِنا في الحياةِ ؟
إذا لم تتحوَّلْ إلى عِبَرٍ وعِظات ؟
إنَّما الآياتُ لأهلِها .. الذين أثْنَى الله – عز وجل – عليهم بأنهم
( كانوا قليلاً مِنَ الليلِ ما يَهْجَعُون وبالأسْحارِ هُمْ يستغْفِرُون )
فهي تُوقِظُهم بالأسْحارِ وتُعمِّرُ قلوبَهم بالنَّهار
كما روى ابنُ عمر عن النبيِّ – صلى الله عليه وسلم –
أنه قال: لا حسدَ إلا في اثْنَتَيْنِ:
رجلٌ آتاه اللهُ القرآنَ ؛ فهو يقومُ به آناءَ اللَّيْلِ وآناءَ النَّهارِ
ورجلٌ آتاهُ اللهُ مالاً ؛ فهو يُنْفِقُهُ آناءَ اللَّيْلِ وآناءَ النَّهار
وأمَّا الذين لم يَقُومُوا بالآياتِ لَيْلاً.. ولَمْ يَصْحَبُوها نَهارا
فلَيْسُوا مِن أهْلِها
بلْ هُمْ أبْعَدُ النَّاسِ عَنْها ..
لأنَّهم وَرِثُوا الكِتابَ ودَرَسوه ،
ولَكِنَّهُمْ لمْ يَتَكَيَّفُوا به ،
ولم تتأثَّرْ بهِ قُلوبُهم
هذا شأنَ العقيدةِ حين تتحوَّل إلى ثقافةٍ تُدْرَسُ وعِلْمٍ يُحْفَظُ
هُمْ دَرَسُوا الكتابَ وعَرَفُوا ما فِيهِ ..
بلى…
ولكنَّ الدِّراسةَ لا تُجْدِي ما لم تُخالِطْ القُلُوب
وكَمْ مِن دارِسِينَ للدِّينِ وقُلوبُهم عنهُ بعيدة
وهل آفةُ الدِّينِ إلا الذين يَدْرُسُونَهُ دِراسةً ولا يأخُذُونَهُ عَقيدةً ؟
ماأجمل تلك المشاعر التي
خطها لنا قلمكِ الجميل هنا
لقد كتبتِ وابدعتِ
كم كانت كلماتكِ رائعه في معانيها
فكم استمتعت بطرحك الجميل
بين سحر حروفكِ التي
ليس لها مثيل
الله يعطيكـِ العافيه يارب
خالص مودتى لكـِ
هلاااا فيك نعہ_ـومہ_ـه
سلمك ربي من كل شر
شكرآآآ لتواجدك الطيب وردك الاطيب
يعطيك الف عافية
غاليتي نسمات بلادي
ماأجمل تلك المشاعر التي خطها لنا قلمكِ الجميل هنا لقد كتبتِ وابدعتِ كم كانت كلماتكِ رائعه في معانيها فكم استمتعت بطرحك الجميل بين سحر حروفكِ التي ليس لها مثيل الله يعطيكـِ العافيه يارب |
مرحبآآآآ فيكbent ihssan
سرني تواجدك في صفحتي
ازدان موضوعي بطيب ردك
شكرآآآآ لجميل ما كتبتي من عطر الكلمااات
لاعدمنا تواجدك الطيب هناااا
يعطيك الف عافية
ودي وتحيتي لك …
جزاك الله خيرا