الغيرة غريزة جموح تحتاج إلى ترويض وألا قلبت حياتكم الزوجية إلى حروب نفسية تذهب بالسعادة الزوجية , والغيرة المعتدلة ترعى الحب وتُبقي جذوته متقدة لا تخبو ،بل هي دليل على الحب ، ولكن إن زادت عن حدها ، وخرجت عن طورها ، قتلت الحب وأوهنت الثقة أو تحولت إلى نار حارقة تأكل الأخضر واليابس حتى تجعل الحياة الزوجية هشيما ورماداً , ولكي تبقى الغيرة محمودة تزيد الحب وتعزز الثقة إليك هذه الخطوات :
1. تقوى الله : فهي تحفظ القلب من نزغات الشياطين , ولهذا قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لحفصة وقد غارت من صفية رضي الله عنهما: ( اتق الله )
2. لا تقارني نفسك بالآخرين : فلا تقارني نفسك بأم زوجك , أو أخواته. إن المقارنة تشغل في قلبك نار الغيرة وتحرق حياتك وتذهب بحبك لزوجك .
3. اشغلي نفسك ووقتك بالنافع المفيد : إن الفراغ يقود أحياناً إلى التفكير السلبي .ويفتح باب الوساوس والشك.
4. ابتعدي عن مجالس الشقاق : هناك من جيرانك أو زميلاتك أو حتى من قرباتك ممن قد تظهر لك الود من قد تثير غيرتك وغضبك بأحاديثها التحريضية التي تستثير غيرتك .
5. أحسني الظن بزوجك : لا تفسري برَّه بأمه أو صلته لأخواته بأنه إهمال لك أو إجحاف بحقك أو تفضيل لهم عليك , فللأم البر ، ولقرابته الصلة، ولك الرحمة والمودة , ولكل منزلته وحقه .
6. ثقي بنفسك وقدراتك : لا تنظري إلى نفسك نظرة دونية .فأنت جميلة وحبيبة إلى زوجك ؛ ولذلك اختاركِ دون النساء لتكوني حليلته.
7. لا تتجسسي على زوجك : بأي صورة من الصور وعامليه بما ظهر لك من أعماله وصفاته وأخلاقه .
8. حاسبي نفسك : قفِ مع نفسكِ وحاسبيها على الغيرة المذمومة حتى لا تتعمق وتتعزز في شخصيتك وتصبح تقودك إلى خراب بيتك وذهاب سعادتك.
9. ليكن الزواج عندك شراكة وتكامل وتعاون: وليس تملك واستبداد ، ولهذا دعي لزوجك مساحة من الخصوصية و هامش من الحرية يتصرف في ماله ووقته كما يريد في طاعة الله.
10. الدعاء : وهو خير علاج للغيرة المذمومة اشتكت إحدى أمهات المؤمنين من الغيرة فقال لها صلى الله عليه وسلم : (أما قولك اني امرأة غيرى فسأدعوا الله لك فيذهب غيرتك).
وأخيرا فالغيرة غير المنضبطة معاناة وتعاسة , فجاهدي نفسك لتغلب عليها ،واعلمي أن الحب يولد الغيرة والغيرة تقتل الحب متى ما خرجت عن مسارها.
الكاتب : د. مازن بن عبدالكريم الفريح