متجدد باذن الله منقول للفائدة
كيف يُصنَع مع اللوحات المعلّقة في المساجِد ؟
السلام عليكم و رحمة الله و بركاتــــه
شيخنا الفاضل عبد الرحمن السحيم
عندنا في الحي مسجد أو مصلى بالأحرى ، يصلي به أهل الحي و لكن هناك لوحة ضخمة و كبيرة تحوي كلمة الله ـ محمد و أنا أعلم أن هذا لا يجوز بفتاوى كبار علمائنا و لكن سؤالي ماذا عساي أن أفعل ؟ هل آخذ اللوحة بدون أن يروني أم ماذا ؟ علما أني لو كلمت أهل الحي قد لا يستجيبوا لقلة علمهم
أفدنا جزاك الله الفردوس الأعلى
الجواب :
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
وجزاك الله خيرا .
إذا كنت تستطيع إزالة الكتابة ، أو إزالة اللوحة بكاملها ، فافعل ؛ لأن تعليق اللوحات والكتابات في المساجد من الأمور المحدثة ، خاصة إذا كانت آيات قرآنية ، أو إذا كانت تشتمل على مخالفات مثل هذه المذكورة في السؤال .
وإذا استطعت إقناع الإمام بحيث يرفعها ويمنع غيرها ، فهو أولى .
وكان الله في عونك .
المجيب الشيخ / عبد الرحمن بن عبد الله السحيم
عضو مكتب الدعوة والإرشاد
السلام عليكم
كيف حال الشيخ حفظك الله
شيخ عندي سؤال عن موضوع قرأته
كيف تحارب النفس ..
إن كلمة ( نفس ) هي كلمة في منتهى الخطورة ، وقد ذكرت في القرآن الكريم في آيات كثيرة ، يقول الله تبارك وتعالى :
في سورة ( ق )
{ ولقد خلقنا الإنسان ونعلم ماتوسوس به نفسه ونحن أقرب إليه من حبل الوريد }
إن هناك مجموعة من الناس ليست بالقليلة تحارب عدو ضعيف جداً اسمه ( الشيطان )
والناس هنا تتسائل : نحن نؤمن بالله عز وجل ، ونذكره ، ونصلي في المسجد ، ونقرأ القرآن ، ونتصدق ، و ….. و…… و …. إلخ
وبالرغم من ذلك فما زلنا نقع في المعاصي والذنوب ! ! !
والسبب في ذلك هو أننا تركنا العدو الحقيقي وذهبنا إلى عدو ضعيف ، يقول الله تعالى في محكم كتابه {{ إن كيد الشيطان كان ضعيفا }}
إنما العدو الحقيقي هو ( النفس ) ، نعم … فالنفس هي القنبلة الموقوتة ، واللغم الموجود في داخل الإنسان
أحبتي في الله , يقول الله تبارك وتعالى : سورة ( الإسراء ) :{ اقرأ كتابك كفى بنفسك اليوم عليك حسيبا }
وقوله تبارك وتعالى : سورة ( غافر ) : { اليوم تجزى كل نفس بما كسبت لا ظلم اليوم إن الله سريع الحساب }
وقوله تبارك وتعالى سورة ( المدثر ) : { كل نفس بما كسبت رهينة }
وقوله تبارك وتعالى : سورة ( النازعات ) : { وأما من خاف مقام ربه ونهى النفس عن الهوى }
وقوله تبارك وتعالى : سورة ( التكوير ) : { علمت نفس ما أحضرت }
لاحظوا يا أيها الأحبة أن الآيات السابق ذكرها تدور حول كلمة ( النفس ) ، فما هي هذه النفس؟؟؟
يقول العلماء : أن الآلهة التي كانت تعبد من دون الله
(( اللات ، والعزى ، ومناة ، وسواع،وود ، ويغوث ، ويعوق ، ونسرى ))
كل هذه الأصنام هدمت ماعدا إله مزيف مازال يعبد من دون الله ، ويعبده كثير من المسلمين ،يقول الله تبارك وتعالى : {{ أفرأيت من اتخذ إلهه هواه}} , ومعنى ذلك أن هوى النفس إذا تمكن من الإنسان فإنه لا يصغي لشرع ولا لوازع ديني ولا لآمر ولا لناهي ولا لداعية ولا لعالم ولا لشيخ ، لذلك تجده يفعل ما يريد
يقول الإمام البصري : وخالف النفس والشيطان واعصهما
لو نظرنا إلى الجرائم الفردية المذكورة في القرآن الكريم كجريمة ( قتل قابيل لأخيه هابيل )وجريمة ( امرأة العزيز وهي الشروع في الزنا) وجريمة ( كفر إبليس)
لوجدنا أن الشيطان برئ منها براءة الذئب من دم ابن يعقوب ففي جريمة ( قتل قابيل لأخيه هابيل ) يقول الله تبارك وتعالى : { فطوعت له نفسه قتل أخيه }
عندما تسأل إنساناً وقع في معصية ما !!! وبعد ذلك ندم وتاب ، ما الذي دعاك لفعل هذا سوف يقول لك : أغواني الشيطان ، وكلامه هذا يؤدي إلى أن كل فعل محرم ورائه شيطان فيا ترى الشيطان عندما عصى الله ، من كان شيطانه ؟؟؟
إنه مثلما يوسوس لك الشيطان ، فإن النفس أيضاً توسوس لك ، نعم … ( إن النفس لأمارة بالسوء )
إن السبب في المعاصي والذنوب إما من الشيطان ، وإما من النفس الأمارة بالسوء ، فالشيطان خطر .. ولكن النفس أخطر بكثير … لذا فإن مدخل الشيطان على الإنسان هو النسيان فهو ينسيك الثواب والعقاب ومع ذلك تقع في المحظور
قال الله عز وجل في محكم كتابه الكريم : { وَمَا أُبَرِّىءُ نَفْسِي إِنَّ النَّفْسَ لأَمَّارَةٌ بِالسُّوءِ إِلاَّ مَا رَحِمَ رَبِّيَ إِنَّ رَبِّي غَفُورٌ رَّحِيمٌ} سوره يوسف(53)
الجواب :
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
وحفظك الله ورعاك .
أخشى أن يكون هذا مِن التقوّل على الله ؛ لأن المتكلِّم في تفسير القرآن يُخبر عن مراد الله تعالى بِكلامه ، ويكشف عن معنى كلام الله .
والكاتب أشار إلى ضعف الشيطان ، بل قال : إنه ضعيف جدا .
وهذا فيما يتعلق بِكيد الشيطان ؛ لأن كيده راجِع إلى الوسوسة ، كما قال عليه الصلاة والسلام لأصحابه حينما شَكَوا من الوسوسة وما يجدون منها ، فقال : الله أكبر . الله أكبر . الله أكبر ، الحمد لله الذي رد كيده إلى الوسوسة . رواه الإمام أحمد وأبو داود .
والشيطان يَقْوى ويتقوّى إذا غفل الإنسان عن الذِّكر ، ولذلك سُمِّي " الخناس "
قال ابن عباس رضي الله عنهما : الشيطان جَاثِم على قَلب ابن آدم فإذا سَهَا وغَفَل وَسْوَس ، وإذا ذَكَر الله خَنَس .
وروى الإمام أحمد وأبو داود عن أبي تميمة الهجيمي عمّن كان رديف النبي صلى الله عليه وسلم قال : كنت رديفه على حمار فعثر الحمار ، فقلت : تَعِس الشيطان ، فقال لي النبي صلى الله عليه وسلم : لا تقل تعس الشيطان ، فإنك إذا قلت : تعس الشيطان ، تعاظم الشيطان في نفسه ، وقال : صرعته بقوتي ! فإذا قلت : بسم الله تَصاغَرَتْ إليه نفسه حتى يكون أصغر مِن ذُباب .
وإذا عَلِمْت ذلك ، تبيّن لك خَطَر الشيطان ، ولذلك شُرِعت الاستعاذة بالله منه .
وخَطَر الشيطان فهو أعظم مِن خَطَر الـنَّفْس ، ولذا فإن الله شَرَع الاستعاذة بالله مِن الشيطان بِثلاث صِفات ، فقال : (قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ النَّاسِ (1) مَلِكِ النَّاسِ (2) إِلَهِ النَّاسِ) مِن أي شيء ؟ (مِنْ شَرِّ الْوَسْوَاسِ الْخَنَّاسِ) .
بينما ما يتعلّق بالإنسان نفسه وبالهوام ، قال : (قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ الْفَلَقِ) مِن أي شيء ؟ (مِنْ شَرِّ مَا خَلَقَ (2) وَمِنْ شَرِّ غَاسِقٍ إِذَا وَقَبَ (3) وَمِنْ شَرِّ النَّفَّاثَاتِ فِي الْعُقَدِ (4) وَمِنْ شَرِّ حَاسِدٍ إِذَا حَسَدَ) .
قال الرازي في تفسير سورة الناس ما نصّه :
واعلم أن هذه السورة لَطيفة أخرى ، وهي أن الْمُسْتَعَاذ به في السورة الأولى مَذكور بِصِفة واحدة ، وهي أنه رب الفلق ، والْمُسْتَعَاذ مِنه ثلاثة أنواع مِن الآفات ، وهي الغَاسِق ، والنفاثات ، والحاسد . وأما في هذه السورة فَالْمُسْتَعَاذ بِه مَذْكُور بِصِفَات ثَلاثة ، وهي الرَّبّ ، والْمَلِك والإله ، والْمُسْتَعَاذ مِنه آفَة واحِدة ، وهي الوسوسة ، والفَرْق بَيْن الْمَوْضِعَين أن الثناء يَجِب أن يَتَقَدَّر بِقَدْر الْمَطْلُوب ، فالمطلوب في السورة الأولى سَلامة الـنَّفْس والبَدن ، والمطلوب في السورة الثانية سَلامة الدِّين ؛ وهذا تنبيه على أن مَضَرَّة الدِّين وإن قَلَّت أعظم مِن مَضَار الدنيا وإن عَظُمَت ، والله سبحانه وتعالى أعلم . اهـ .
والله سبحانه وتعالى قد وصف الشيطان بالعدوّ المبين ، وجاء التحذير منه في غير ما سُورة من سُور القرآن ، ومِن خُطواته وخطراته .
جواب امرأة العزيز كان اعتذارا ، وهي قد اعترَفَتْ بِما عَمِلت ، وكانت أنْكرته سابقا ، فإنها قالت : (الآَنَ حَصْحَصَ الْحَقُّ أَنَا رَاوَدْتُهُ عَنْ نَفْسِهِ وَإِنَّهُ لَمِنَ الصَّادِقِينَ) ثم قالت : (وَمَا أُبَرِّئُ نَفْسِي إِنَّ النَّفْسَ لأَمَّارَةٌ بِالسُّوءِ إِلاَّ مَا رَحِمَ رَبِّي) .
وقالت ذلك ونسَبَتْه إلى نَفْسِها لأنه رَمَتْه بالتّهمة في أول الأمر ، حيث قالت : (مَا جَزَاءُ مَنْ أَرَادَ بِأَهْلِكَ سُوءًا إِلاَّ أَنْ يُسْجَنَ أَوْ عَذَابٌ أَلِيمٌ) !
فأرادتْ تأكيد ذلك ، وتأكيد براءة يوسف عليه الصلاة والسلام وأنها لا تُبرّئ نفسها .
ثم إن النفس وحدها تضعف ، بينما هي مع الشيطان أقوى .
ألا ترى أن النفس تضعف وتضعف دواعي الشهوة فيها حال تصفيد الشياطين في حال الصيام في شهر رمضان ؟
بينما تقوى على المعصية في غير ذلك .
وهذا دالّ على أن النفس وحدها ضعيفة ، بينما هي مع الشيطان تتقوّى .
فكيف إذا اجتمع داعي الهوى والشيطان مع النفس الأمّارة بالسوء ؟
وأما الآيات التي استدل بها صاحب الموضوع فقد وضعها في غير موضعها ، مثل : آية الإسراء (اقْرَأْ كِتَابَكَ كَفَى بِنَفْسِكَ الْيَوْمَ عَلَيْكَ حَسِيبًا) ، والآيات التي أوردها بعدها لا دلالة فيها على ما ذَهب إليه ، وما فهمه مِن خطورة النفس ، إلاّ أن يُقال ما جاء في آية النازعات : (وَأَمَّا مَنْ خَافَ مَقَامَ رَبِّهِ وَنَهَى النَّفْسَ عَنِ الْهَوَى) .
كما أنه ليس صحيحا أن الآلهة التي كانت تُعبد مِن دون الله قد هُدِمت ، بل لا زال هناك آلهة تُعبد مِن دون الله ، وسيعود الشرك في هذه الأمة ، كما أخبر الصادق المصدوق صلى الله عليه وسلم بِقوله : لا تَقُومُ السَّاعَةُ حَتَّى تَضْطَرِبَ أَلَيَاتُ نِسَاءِ دَوْسٍ عَلَى ذِي الْخَلَصَةِ . وَذُو الْخَلَصَةِ طَاغِيَةُ دَوْسٍ الَّتِي كَانُوا يَعْبُدُونَ فِي الْجَاهِلِيَّةِ . رواه البخاري ومسلم .
ومن غير اللائق ومِن خِلاف الأدب تبرئة الشيطان الذي نُسِب إليه كل شرّ وبلاء .
والذي هو العدو المبين .
والذي أمَر الله باتِّخاذه عدوا ، كما قال تعالى : (إِنَّ الشَّيْطَانَ لَكُمْ عَدُوٌّ فَاتَّخِذُوهُ عَدُوًّا إِنَّمَا يَدْعُو حِزْبَهُ لِيَكُونُوا مِنْ أَصْحَابِ السَّعِيرِ) .
بل هو أصل كل شقاء لبني آدم ، ومعلوم لكل مسلم عداوته لأبينا آدم ، وإخراجه لأبِينا آدم من الجنة .
وما استُدِلّ به على عدواة النفس لا يُواتيه كلام المفسِّرين .
كما في قوله تعالى : (فَطَوَّعَتْ لَهُ نَفْسُهُ قَتْلَ أَخِيهِ)
قال مجاهد : (فَطَوَّعَتْ لَهُ نَفْسُهُ قَتْلَ أَخِيهِ) : شجعته على قتل أخيه .
وقال ابن جرير في تفسيره : يعني جل ثناؤه بقوله : (فَطَوَّعَتْ) فآتتهُ وساعدته عليه .
والنفس تتمنّى وتشتهي .. والشيطان يُساعدها ويُعينها على الباطل .
ولذلك جاء في الحديث : مَنْ أَشَارَ إِلَى أَخِيهِ بِحَدِيدَةٍ فَإِنَّ الْمَلائِكَةَ تَلْعَنُهُ حَتَّى يَدَعَهُ ، وَإِنْ كَانَ أَخَاهُ لأَبِيهِ وَأُمِّهِ . رواه مسلم .
وسبب ذلك أن الشيطان قد يدفعه لارتكاب جريمة ، ولذلك جاء في رواية ما يُفسِّر هذه الرواية : لا يُشِيرُ أَحَدُكُمْ إِلَى أَخِيهِ بِالسِّلاحِ فَإِنَّهُ لا يَدْرِي أَحَدُكُمْ لَعَلَّ الشَّيْطَانَ يَنْزِعُ فِي يَدِهِ فَيَقَعُ فِي حُفْرَةٍ مِنْ النَّارِ . رواه مسلم .
كما أن النفس نَفْسَان : أمّارة بالسوء ، ولوّامـة ، وهي التي أقسم الله بها ، وهي التي تلوم صاحبها .
فليست النفس شرّ في كل أحوالها .
بينما الشيطان شرّ وبلاء .
والله تعالى أعلم .
المجيب الشيخ / عبد الرحمن بن عبد الله السحيم
عضو مكتب الدعوة والإرشاد
فضيلة الشيخ
كل عام وأنت بخير
وجزاكم الله خيرا على جهدكم فى هذا المنتدى المبارك
لو أوصى إنسان ألا يقبر ليلا هل تنفذ وصيته؟ لأني وجدت أحد الأشخاص قد مات قبل المغرب وأخرت الجنازة إلى ظهر اليوم التالي وعندما سئل أهله عن ذلك قالوا أنه كان أوصى ألا يدفن ليلا
فهل كانوا سيأثمون لو لم ينفذوا الوصية ؟
وجزاك الله خيرا
الجواب :
وجزاك الله خيرا .
وكل عام وأنت بخير .
أخشى أنهم آثمون لتأخير جنازته ؛ لأن الأحاديث جاءت بالإسراع بالجنازة وتجهيزها .
ففي حديث أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه عَنْ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قَالَ : أَسْرِعُوا بِالْجِنَازَةِ فَإِنَّهَا إنْ تَكُ صَالِحَةً فَخَيْرٌ تُقَدِّمُونَهَا إلَيْهِ ، وَإِنْ تَكُ سِوَى ذَلِكَ فَشَرٌّ تَضَعُونَهُ عَنْ رِقَابِكُمْ . رواه البخاري ومسلم .
قال العيني : رَوى أبو داود وروى الطبراني بإسناد حَسَن مِن حَديث ابن عمر ، سَمِعْتُ رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : إذا مَات أحَدُكم فلا تَحْبِسُوه ، وأسْرِعُوا بِه إلى قَبْرِه .
وقد كان الصحابة يُسارعون في تجهيز الجنازة ودفنها حتى إنهم ليدفنون الميت ليلا وما يستأذنون رسول الله صلى الله عليه وسلم ، لعلمهم بأمره بالمبادرة في دفن الميت . كما في الصحيحين في قصة الرجل – أو المرأة – الذي كان يقُم المسجد .
ومثل هذه الوصية لا يجوز تنفيذها إلاّ لو كان ذلك لمصلحة شرعية .
والله أعلم .
المجيب الشيخ / عبد الرحمن بن عبد الله السحيم
عضو مكتب الدعوة والإرشاد
السلام عليكم ورحمة الله
فضيلة الشيخ
ما حكم أكل أم الربيان وسرطان البحر ( القبقب ) لأن هناك من يقول بأنها حرام؟
الجواب :
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
الأصل في الأشياء الإباحة ، ولا يُحرّم شيء إلاّ بِدليل .
ويجوز أكل صيد البحر لقوله تعالى : (أُحِلَّ لَكُمْ صَيْدُ الْبَحْرِ وَطَعَامُهُ مَتَاعًا لَكُمْ وَلِلسَّيَّارَةِ) .
ويجوز أكل الروبيان وأمّـه ! وكذلك سرطان البحر ( القبقب ) .
ومن منع أكلها فعليه الدليل .
والله أعلم .
المجيب الشيخ / عبد الرحمن بن عبد الله السحيم
عضو مكتب الدعوة والإرشاد
أحد المواقع الألكترونية يحتوي على مجموعة ضخمة من الكتب الألكترونية المجانية على حد تعبيره التي يمكن لكل زائر للموقع أن يقرأها ويطلع عليها وهي عبارة أصلا عن كتب لها مؤلفون كتب عليها حقوق الطبع محفوظة….علما بأن الموقع قام بعمل حماية لهذه الكتب من أن يقوم أي شخص بإجراء أي تعديل عليها ويتعمد بعض ناشري الكتب الإلكترونية العربية في الإنترنت إلى منع خاصية الطباعة بعد تحويل الملف إلى تنسيق (pdf)، وحجتهم في ذلك الحفاظ على الحد الأدنى من حقوق الناشر والمؤلف، فلو أتيحت هذه الميزة لطبعت واستخدمت بشكل تجاري ووجدتها على الأرصفة وتسببت في خسائر فادحة لهم مما يعني عدم نشر كتب قادمة مستقبلاً لعدم جدواها الاقتصادية. ناهيكم عن الإشكاليات القانونية التي قد تواجه استمرار هذه المواقع. فهم لا يهدفون إلى إلغاء حقوق الآخرين هكذا بكل بساطة، بل لتشجيع القراءة وإتاحة الفرصة للجميع للحصول على الكتب التي منعها مقص الرقيب مع المحافظة على الحد المقبول لاستمرار رواج الكتب المطبوعة، على حد قول أحدهم. مع العلم بأن الكتب الإلكترونية غير القابلة للطباعة هي التي تباع بسعرٍ مساوٍ للكتاب المطبوع من قبل المكتبات الإلكترونية التجارية.
فهل يجوز قراءة هذه الكتب أو هل يجوز قراءة لبعض مقتطفات الكتاب وليس بأكمله كما لوكان الشخص داخل متجر مع العلم بأنه يتعذر على الشخص ويصعب عليه الحصول على هذا الكتاب وشراؤه ؟
وجزاكم الله خيرا ياشيخنا
الجواب :
وجزاك الله خيرا
تجوز الاستفادة من تلك الكُتب ، كما تجوز قراءتها .
وأما الشراء فإذا عُلِم أن الكتاب مسروق أو يُتاجَر به دون صاحبه فلا يجوز شراؤه .
والله تعالى أعلم .
المجيب الشيخ / عبد الرحمن بن عبد الله السحيم
عضو مكتب الدعوة والإرشاد
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
صديقتي متحصلة على الشهادة الجامعية من كلية راقية وحاليا تقدم لخطبتها شاب حاصل على الدبلوم العالي من معهد عادي فقامت برفضه وكانت حجتها أنه غير مناسب لها من ناحية المستوى الثقافي – فهل يجوز رفض الخاطب إذا لم يكن مناسب للخاطبة من ناحية المستوى الثقافي؟
الجواب :
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
لا يجوز ردّ الخاطب إذا كان مرضي الدِّين والْخُلُق بِحجّة أن تعليمه أقلّ من تعليم الفتاة !
فالنبي صلى الله عليه وسلم حذَّر من ذلك ، فقال : إِذَا خَطَبَ إِلَيْكُمْ مَنْ تَرْضَوْنَ دِينَهُ وَخُلُقَهُ فَزَوِّجُوهُ إِلاَّ تَفْعَلُوا تَكُنْ فِتْنَةٌ فِي الأَرْضِ وَفَسَادٌ عَرِيضٌ . رواه الترمذي ، وحسنه الألباني .
والله تعالى أعلم .
المجيب الشيخ / عبد الرحمن بن عبد الله السحيم
عضو مكتب الدعوة والإرشاد
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
فضيلة الشيخ عبد الرحمن السحيم – وفقك الله لكل خير ونفع الله بك الإسلام والمسلمين –
انتشر بين الناس خبر قيل فيه أنه بمقدور الإنسان أن يمنع نزول المطر وذلك باستخدام عملية تُسمى ( عملية تفريق السُحب )
وآليّة هذه العملية أن يتمّ تزويد طائرات شحن حمولات من أيوديد الفضة والنتروجين السائل ومسحوق الاسمنت لتفريق السحب، حيث تشكل تلك المواد حاجزا لمنع البروتونات والالكترونات في الجو من إحداث احتكاك في السحاب ونزول المطر.
فما حُـكم هذا الصنيع ؟
وهل بمقدور الإنسان أن يمنع قدر الله في الكون كإنزال المطر أو منعه أو غير ذلك مِن الظواهر التي نراها في الطبيعة ؟
وشكر الله لك فضيلة الشيخ وزادك مِن فضله وعظّم الله لك الأجر ويسّر الله لك كل عسير .
الجواب :
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
آمين ، ولك بمثل ما دعوت .
ليس بمقدور الإنسان أن يرد قضاء الله عَزّ وَجلّ بمثل هذا !
ثم إن هذا مُضادّة لقضاء الله وقَدَرِه ، ومُشاقّة لله تعالى في خَلْقِه وكَونِه .
وإنما يُرَدّ القضاء بِصدق التوبة والدعاء ، لقوله عليه الصلاة والسلام : لا يَرُدُّ الْقَضَاءَ إِلاَّ الدُّعَاءُ ، وَلا يَزِيدُ فِي الْعُمْرِ إِلاَّ الْبِرُّ . رواه الترمذي من حديث سلمان رضي الله عنه ، وقال الألباني : حَسَن .
ورواه الإمام أحمد وابن ماجه من حديث ثوبان رضي الله عنه .
ولا زلت أتذكّر قبل عدة سنوات حاولت بعض الدول العربية استمطار السُّحُب عن طريق بعض المواد ، فأُصيبت بالغبار والأتربة !
وهَـبُوا أنهم استطاعوا ذلك بِسابق عِلْم الله وتقديره وتمكينه لهم استدراجا ، فأين هم عن البحر وسطوته ؟
هل غاب عن أذهانهم ما فعله الله ببعض الدول في الطوفان وهيجان البحر ؟
أفأمِنوا أن تأتيهم غاشية مِن عذاب الله مِن تحت أرجلهم بالخسف ؟
وصدق الله (أَفَأَمِنُوا أَنْ تَأْتِيَهُمْ غَاشِيَةٌ مِنْ عَذَابِ اللَّهِ) ؟
(أَفَأَمِنُوا مَكْرَ اللَّهِ فَلا يَأْمَنُ مَكْرَ اللَّهِ إِلاَّ الْقَوْمُ الْخَاسِرُونَ)
فالواجب على العقلاء التنادي إلى التوبة النصوح ، وإلى صِدق اللجوء إلى الله .. وعدم التعلّق بالأسباب المادية وحدها ، فإنه ما نَزَل بلاء إلاّ بِذنب ، ولا رُفِع إلاّ بِتوبة .
لقد اشتغل أكثر الناس بِدراسة الأسباب المادية المباشرة ، وهذه وغن كانت محلّ نَظر ، إلاّ أنهم غفلوا عما هو أعظم مِن ذلك ، وهو الأسباب الحقيقية وراء السيل والطوفان ، وما هو أعظم منها .. وهو كثرة الفواحش والمعاصي ، بل والمجاهرة بها . وجُرأة السفهاء ، وجَلَد الفاجر ، وعَجز الثقة .. حتى أصبح الآمر بالمعروف الناهي عن المنكر محلّ سُخرية واستهزاء .. بل مُنِع الأمر والنهي في بعض الأسواق ..
واستُهزئ بِالكتاب والسنة شِعْرًا ونَثْرًا ..
واتُّهِم أهل الصلاح والإصلاح بأصناف مِن الـتُّهَم ..
ومُكِّن للفُجّار والفُسّاق في بعض وسائل الإعلام يَنالون مِن أهل العلم والصلاح متى شاءوا وكيفما شاءوا .. لا رادِع لهم .. ولا مُؤدِّب ..
والله المستعان ..
قال ابن القيم : اقشعرّت الأرض وأظْلَمَت السماء , وظهر الفساد في البر والبحر مِن ظُلم الفجرة , وذهبت البركات , وقلّت الخيرات , وهَزلت الوحوش , وتكدّرت الحياة مِن فِسْق الظَّلَمة .
بكى ضوء النهار وظلمة الليل مِن الأعمال الخبيثة والأفعال الفظيعة , وشَكا الكِرام الكاتبون والمعقبات إلى ربهم مِن كثرة الفواحش وغَلَبة المنكرات والقبائح . وهذا والله مُنْذِر بِسَيْل عَذاب قد انعقد غمامه , ومؤذن بليل بلاء قد ادْلَهَمّ ظلامه . فاعْزِلُوا عن طَريق هذا السيل بتوبة نصوح ما دامت التوبة ممكنة وبابها مفتوح . وكأنكم بالباب وقد أُغْلِق , وبالرهن وقد غَلِق ، وبالجناح وقد عَلِق ، (وَسَيَعْلَمُ الَّذِينَ ظَلَمُوا أَيَّ مُنْقَلَبٍ يَنْقَلِبُونَ) . اهـ .
فإن دَفْع البلاء لا يكون بمُجرّد الأسباب المادية ، بل بالأسباب الحقيقة ، مِن التوبة والإنابة والرجوع إلى الله تعالى ، والصدقات وأعمال البِرّ .. وغير ذلك مما يُستَدْفَع به البلاء . كما فعل أهل المدينة النبوية حينما أصابتهم الرجفة والزلزلة وظُهور النار العظيمة ، كما ذَكَر ذلك المؤرِّخون ، مما أخبر به النبي صلى الله عليه وسلم مِن ظُهور نار بأرض الحجاز . كما في الصحيحين . وقد وقع ذلك سنة أربع وخمسين وستمائة للهجرة .
والله تعالى أعلم .
المجيب الشيخ / عبد الرحمن بن عبد الله السحيم
عضو مكتب الدعوة والإرشاد
س/ إحدى الأخوات قالت ذات يوم ( إذا توظفت سأعطي أمي وأبي راتب شهرين ) فهل يعتبر من النذر ، وإذا كان نذراً هل لابد أن تعطيهم راتب شهرين بالتمام لأنها قد توظفت مرتين ففي المرة الأولى أخذت راتب أسبوع تقريبا من أخر الشهر وراتب الشهر الذي يليه ثم أعطته لوالديها ، وكذلك في المرة الثانية من توظيفها لم تأخذ راتب شهرين بالكامل ، هل خلصت من نذرها أم لا ؟
الجواب :
هذا يُعتبر وَعْد ، والوفاء بالوعد مِن صِفات المؤمنين الصادقين .
وإذا كانت أعطتهم ما ذَكَرَت ، فهي قد وَفَتْ بِوعدها وزيادة .
والنذر لا بُدّ فيه من نية النذر ومن التلفّظ بِصيغة معينة .
والله تعالى أعلم .
المجيب الشيخ / عبد الرحمن بن عبد الله السحيم
عضو مكتب الدعوة والإرشاد