هل تعلمين أنّ أكثر من 80 في المئة من النساء في الإمارات، معرضات للإصابة بترقق العظام؟ هذا ما أشارت إليه دراسة أجراها «مركز دبي للعظام والمفاصل» قبل فترة، وبيّنت أنّ كمية فيتامين D لدى البالغين في دولة الإمارات ــ من الرجال والنساء ـ تقل بنسبة 24 في المئة عن المعدل المطلوب!
بالطبع لا تنحصر مشاكل العظام في دول الخليج العربي وحدها، إذ تشير إحصاءات "منظمة الصحة العالمية " إلى أن أمراض العظام ستؤثر خلال السنوات المقبلة في 30 في المئة من سكان الشرق الأوسط، ممن هم فوق الخمسين، وترتفع هذه النسبة على صعيد العالم لتطال 60 في المئة معظمهم من النساء.
أرقام تدفعنا إلى التوقّف قليلاً عند هذا المرض الذي يسبب نتائج مأساوية في حالة تطوّر الكسور وبعضها لا يشفى أبداً، وقد يسبب إعاقة كاملة للمرضى عن الحركة. تعرّف "منظمة الصحة العالميّة" ترقق العظام بالمرض الذي يؤدي إلى إضعاف وزن العظام، وتهديم نسيج العظام من الداخل، ما يؤدي إلى هشاشة العظام، وبالتالي يجعلها عرضةً للكسر. ويعتبر كسر الحوض أو الورك، الأكثر خطورة في هذه الحالة، لأنّه غير قابل للشفاء أولاً، ويمنع المرضى من الحركة ثانياً. ويمكن لهذا الكسر أن يؤدي إلى نتائج كارثية. إذ تتبعه لدى ثلاثين في المئة من الحالات وفاة بعد أقل من سنة على الإصابة… هذا إن أغفلنا الآلام الكبيرة التي تعيشها المريضة.
أما لناحية كسر الكتف، فإنّ هذا يسبب تدهور نوعية حياة المرأة، تماماً كما لو كانت مصابة بسرطان الثدي.
كيف نحافظ على وزن العظام، ونتجنب الوصول إلى مرحلة يصير فيها العلاج صعباً؟
1. الرياضة علاج أساسي، لأنّ الحركة تساعد في تقوية العضلات والعظام أيضاً. وفي هذا السياق، يجدر ممارسة أنواع رياضة تتحدّى العظام، مثل المشي والعدو، في حين أنّه في تمارين السباحة مثلاً، يحمل الماء وزن الجسم، ويخفف بالتالي الضغط على العظام.
2. التعرّض لضوء الشمس بمعّدل لا يقلّ عن 10 دقائق في اليوم، بهدف مساعدة الجسم في تخزين ما يكفيه من الفيتامين D الضروري لتثبيت الكالسيوم في العظام.
3. الوقاية تكمن أساساً في الفحص الدوري. هناك فحص خاص يقوم به الطبيب للتأكد من الإصابة، وهو أشبه بالفحص الشعاعي. يجدر النساء بعد سنّ اليأس القيام به بشكل دوري، لمنع زيادة المرض بشكل يصير علاجه مستحيلاً.
4. تناول العقاقير ليس حلاً إلا في حال وصفه الطبيب، إذ يمكن أن يساعدك بواسطة إضافات من الفيتامينات. لكن تبقى الوقاية الأنسب هي اتباع نظام غذائي غني بالكالسيوم. لكن يجدر به أن يكون نظاماً طويل الأمد، لأن بناء العظام كما نعرف يصير بطيئاً كلما تقدمنا في السنّ.
