الرضا و القناعة عنصري نجاح …
القناعة كنز لا يفنى و الرضا استقرار و سكون مريح …
أحد مشاكلنا الزوجية تكمن في حالة السخط و الطمع على ما في ايدينا من حياة أسرية نعيشها …
قد تكون هناك أسباب وجيه و مقبولة لحالة السخط و عدم الرضا … و نحن لا ننكر أي حق لنا في ذلك و لا ندعو إلى السكون و الركينة و التنازل عن حقوقنا …
ما ندعو إليه هو الالتفات إلى تلك المساحات النيرة و الجميلة في كل طرف منا …
نحن كزوجين لكي نجتاز تلك العقبات الزوجية المورثة لحالة السخط و عدم الرضا و الطمع … علينا أن …
عندما نقدم على دخول عالم المتزوجين ندخله و في ذهنيتان الكثير من الصور و الآراء و التجارب المسموعة عن هذا العالم … علينا أن نمحصها و نتمعن في مكامن صدقها … فكم من خيال ينسج واهم عليها … فمن هنا …
يجب أن نتفق على نقطة مهمة و هي أن كل إنسان سوي يحمل بين جنباته الكثير من الصفات و الأخلاق الحميدة و التي هي باعث له على أن يكون شخص وفي معطاء بلا حدود و يكون شخص حافظ لأمانة الحياة الزوجية و إن كان هذا الفرد تكمن فيه صفات سلبية منها ما هو فطري أو مكتسب نتيجة تربية و تنشئة خاطئة أو نتيجة عادة مكتسبة حديثا لكن هذه الصفات لا ترقى ان تنسحب منه باقي شمائله الجميلة و أخلاقه الرفيعة …
نحن بحاجة دائمة لاكتشاف حبيبنا و جواهره المدفونة لكي ننطلق في استثمارها في مجال حياتنا التي يجب علينا أن نسعى لجعلها مستقرة و آمنة خاصة إذا رزقنا بأبناء …
الزوجان يطلبان الجمال و الرشاقة الجسدية و خاصة الزوج يكون هذا همه الأكبر فإذا صار هذا همه أورث داخل نفسه حالة الطمع في كسب الجمال و الاستحواذ عليه فتراه يقفز من حضن إلى حضن يحلم بان يكتشف أعماق الجمال الجسدي …
الزوجة قد تكون فيها مثل هذه لكن بصورة اقل لكنها دائما تبحث عن دفء و حنان فائض فلا هي تقتنع بحنان زوجها و حبه الذي يعرضه فيصورة بصور تختلف عما تعرض من قبل المرأة أو تتمناه … فتراها تبحث عن أخر تعتقد انه في ظل كنفه ستجد ضالتها المنشودة …
الزوج يبحث عن متعته الجنسية حد الإغراق و كأن الحياة متوقفة عليه فيعيش في حالة بحث عن متعة موهومة فتورثه حالة عدم الرضا و السخط من زوجته …
فيبدا رحلة الألف ميل نحو الرمال المتحركة باحثا عن إشباع ذلك …
نحن لا ننكر إن للجنس حيز في حياتنا لكننا بوسعنا أن نحصل على لذة الجنس مع أزواجنا بطريقة محترمة و مشبعة و ممتعة حد الجنون لنا إذا وعينا أن الجنس غريزة آنية يمكن العيش معها بقليل من التجديد و التفكير في متعة الجسد بما يكمن فيه من دفء مشاعر فياضة تكون وقود حرارته و سخونته …
القناعة و الرضا تتولد مع التمعن في محاسن أزواجنا و زوجاتنا بس بشرط أن تكون لدينا قابلة البحث عمن مكامن الجمال فينا لا في ما أيدي غيرنا …
القناعة كنز لا يفنى وهي سر السعادة والإشباع ..
ومتى ما قنع احد الزوجين بواقعه وتجنب عقد المقارنات بين شريكه وبين الآخرين ، سيعيش واقعه
براحة بال واطمئنان وبعيدا عن الشعور بالنقص
دمتي في رعاية الله
ربنا يرضينا ويرضى عننا اللهم امين