" أنا " و " أنت " في الحوارات الزوجية…
هو قادم خلال عشر دقائق، ثم تمر العشرة، ونصف الساعة، وساعة، ثم يحضر.
هي: قلتَ عشر دقائق، وأنا منتظرة هنا لساعة.
هو: سامحيني، فالطريق كان مزدحمًا.
هي: هذه ليست المرة الأولى، "أنت" هكذا متأخرًا دائمًا، كان عليك أن تتصل بي.
هو: لقد نفذ رصيدي وليس معي ما أرنُّ به.
هي: كيف أثق بك؟ هل تظن أنني بلهاء؟ ليس عليَّ إلا انتظارك؟
هو ينظر بحيرة وبصمت.
أخي/ أختي الزوجة:
لقد بدأ الزوج بالعذر الحقيقي، ثم اشترى السلامة بعد ذلك بالصمت والانغلاق.
حولي "أنتَ" إلى "أنا":
"أنت" صيغة رديئة في التواصل، تعني: أنت مسئول "مذنب"، ولا بد أن تتبدل، أما "أنا" فغير مسئول.
"أنا" تعني التفكير لترجمة سبب الغضب، هي غاضبة ليس لأنه متأخر، ولكنها غاضبة لشعورها بعدم أهميتها عنده، مما أدى إلى الإحباط ثم الغضب، وتُنمِّي هي هذا الانفعال كلما زاد الوقت، وكلما أمعنت في تفسيراتها لتأخره:- هو أهملني.– لا يعتمّ بي.
– عملُه أهم مني.
-يظنني بلا أحاسيس.
انفعال آخر:
فلماذا لا يكون هناك انفعال آخر بسبب تأخره، والتعبير عنه بشكل آخر:
– الحزن بسبب وحدتها.
– الخوف أن يهتم بشيء أكثر منها.
– الشعور بالذنب أنها قد تكون فعلت شيئًا سبَّب هذا التأخير.
– الخوف أن يكون حدث له مكروه.
– وأحيانًا؛ الفرح لأنها استطاعت الاستعداد الكامل قبل وصوله.
فإذا قابلته تقول:
– "أنا" حزينة لتأخرك، لأن هذا يعني أنني لا قيمة لي عندك.
– لو تعلم فقط مدى خوفي لتأخرك … تصورت حدوث شيء وقلقت عليك.
– لو تعلم كم أشتاق إلى وصولك.
انظري إليه وقد برقت عينه، واقترب منكِ يحاول إثبات عكس ذلك.
(لا يوجد رجل يستطبع مقاومة هذا الاستقبال، ولو عرف الرجل أن هذا التعبير سيكون في استقباله لفعل المستحيل ليصل بسرعة في المرة القادمة، وبالعكس؛ إذا تكرر في كل مرة هذا النزاع فسيكون رد فعله "الشجار ينتظرني على كل حال، سواء وصلت متأخرًا عشر دقائق أو ساعة") [بالمعروف، د. أكرم رضا، ص(166)].
وحتى لا يتصعَّد الموقف أكثر، فإن الزوج كان يستطيع أن يزيل فتيل التصعيد بأن يرد عليها عند وصوله:
– أعرف أن تأخري أغضبكِ، وأنكِ كنت تنتظريني، أعتذر.
على أي حال، إذا ترك كل منهما "أنت" فإن الحوار سيبقى مفتوحًا، وإلا فإن الإحباط سيتكرر، ويتراكم معه الغضب والحقد، ويصعب التواصل.
إن معنى "أنا" أن تسألي نفسك: لماذا أنا منفعلة؟ فإذا عرفت السبب الحقيقي للانفعال فلن تتراكم التغيرات، ولن يكون رد الفعل سلبيًّا.
وليعلم الرجال أن النساء يمِلن إلى الاهتمام بالآخرين، بل والتفاني في ذلك، فعندما يتأخر زوجُها فإنها تهتم بهذا التأخير، بل وقد تتوتر وتتوقف حياتُها وأعمالهُا قلقًا عليه.
ولتُدِرك الزوجة أن قولها: "أنا" بدلًا من "أنتَ"، وأن انفعالها بذكاء، من شأنه أن يجعل الحوار متصلًا بينها وبين زوجها، ولا يكون الصمت والانطلاق هو نهاية الحوار.
إبليس وآدم … و"أنا" و"أنت":
انظر أخي القارئ/ أختي القارئة إلى الفرق بين كلام إبليس لعنه الله، وبين كلام آدم عليه السلام في القرآن، فكلام إبليس: {رَبِّ بِمَا أَغْوَيْتَنِي}[الحجر: 39]، أي "أنت" السبب تعالى الله عما يقول علوًا كبيرًا، وكلام آدم: {قَالَا رَبَّنَا ظَلَمْنَا أَنْفُسَنَا}[الأعراف: 23]، وفيه تحمُّل للمسئولية الذاتية.
حتى في الحوار الزوجي، فإننا نجد الفرق الكبير بين عبارة من مثل: "أنا دومًا أتطلع إلى عودتك إلى المنزل في المساء؛ لأراك وأتحدث معك"، وعبارة سلبية مثل: "أنت لا تهتم أبدًا بالاستماع إليَّ عندما نلتقي في المساء".
إن الحديث بضمير "أنا" أكثر فعالية وتأثيرًا من الحديث بضمير "أنتَ"، وعبارة "أنا" تخفف من حدة ما تريدين أن تقوليه.
حاولي أن تقارني بين العبارتين التاليتين:
– الأولى: "أنتَ لا تبالي بحالة المنزل"، حيث يفهمها السامع على شكل: "أنت تتهمني بالتقصير".
– الثانية: "أنا أشعر بالوحدة عند القيام بأعمال المنزل"، والمعنى: أنها تتحمل مسئولية العمل بالمنزل حتى ولو أحست بالوحدة، وهي تقوم بذلك بمفردها.
أخي القارئ/ أختي القارئة:
عندما يتحدث الزوجان بطريقة ذاتية "أنا"، وعندما يُضمِّنا كلامهما معانٍ إيجابية، فإن تحسُّن علاقتهما يكون فُجائيًّا وكبيرًا، وقد يصلا إلى حلول لمشكلاتهما بمجرد تحسين طريقة الكلام والحوار.
حقيقي أنه ليس من السهل أن يبدأ الإنسان بالحديث بالضمير الذاتي "أنا"، فهذا يتوقف على قرار أن يبدأ الإنسان بتحمل مسئوليته عن مشاعره وحاجاته، وبأن يكون لطيفًا في التعبير عن نفسه، ويحتاج هذا إلى اكتساب مهارة خاصة في القدرة على الحديث عن الذات.
(إن استعمال الضمير الذاتي "أنا" يعني أن لا يعود الإنسان يستعمل عبارات من مثل "أنت دومًا"، أو "أنت أبدًا لا تفعل كذا"، أو "أنت تجعلني أشعر"، وإنما أن يستعمل بدلًا منها: "أنا أشعر"، أو "أنا أرغب"، أو "أنا لا أريد أن" …
إن هناك ثلاث كلمات هامة في اكتساب مهارات الاستماع والكلام، وهي: المشاعر والحاجات والرغبات، فهذه الكلمات البسيطة الثلاث: "أنا أشعر"، و"أنا أحتاج"، و"أنا أرغب" ـ تعبِّر عما نحتاج جميعًا أن ننقله للآخرين للتعبير عن أنفسنا، وما نحتاجه من الآخرين لمساعدتنا، ونقول على سبيل المثال:
– أنا أشعر في الفترة الأخيرة بكثير من الضغط والتعب.
– أنا أحتاج لبعض الراحة.
– أنا أرغب أن تفهم ماذا يعني هذا بالنسبة لي، وربما تستطيع مساعدتي بالبحث عن طريقة للحصول عن تلك الراحة.
والأمر الأهم أن يتكلم الإنسان بعبارات ذاتية، ويتحدث عن نفسه باختصار ودون إطالة، ومن الصعب على بعض الناس اكتساب مثل هذه المهارة، وقد يحتاجون لكثير من التشجيع والصبر إذا كان عندهم بطء في هذا الأمر) [التفاهم في الحياة الزوجية، د. مأمون مبيض، ص(139-140) باختصار
والخلاصة:
رأينا كيف نتحدث مع بعضنا، فبدل أن يلوم بعضُنا الآخر بالحديث عن "أنت" و"أنا"، فمن المهم أن يكون حديث الإنسان إيجابيًّا وذاتيًّا عن نفسه، وذلك باستعمال ضمير "أنا" و"إني" للتعبير عن مشاعرنا وحاجاتنا ورغباتنا، وهذا هام، وخاصة عند تعلم مهارة الاستماع والكلام ومواصلة الحوار مع الطرف الآخر
اذا عجبكم لا تنسوا تقيمي
يعطييييييييك العافييييييييييه ي الغلا
مووووضوووع في غاااية الروووووعه
يسلمووووو حبيبتي ,,,
تقبلي مروووري
أختك &المتوهجة&
دمتي بود
ويستحق التقييم