تخطى إلى المحتوى

الفقير وصاحب البستان قصص 2024.

الفقير وصاحب البستان

خليجية

خليجيةخليجيةخليجية
يحكى أنه في القرن الاول الهجري كان هناك تقي يطلب العلم ومتفرغ له ولكنه كان

فقيرا .

وفي يوم من الايام خرج من بيته من شدة الجوع ولاْنه لم يجد ما يأكله فانتهى به الطريق

الى احد البساتين والتي كانت مملؤة بأشجار التفاح وكان أحد أغصان شجرة منها متدليا في الطريق

… فحدثته نفسه أن يأكل هذه التفاحة ويسد بها رمقه ولا أحد يراه ولن ينقص هذا البستان بسبب

تفاحة واحدة … فقطف تفاحة واحدة يأكلها حتى ذهب جوعه ولما رجع الى بيته بدأت نفسه تلومه

وهذا هو حال المؤمن دائما .

جلس يفكر ويقول كيف أكلت هذه التفاحة وهي مال لمسلم ولم أستأذن منه و لم

أستسمحه فذهب يبحث عن صاحب البستان حتى وجده فقال له الشاب : يا عم بالامس بلغ مني

الجوع مبلغا عظيما وأكلت تفاحة من بستانك من دون علمك وها أنا ذا اليوم أستأذنك فيها .

فقال له صاحب البستان … والله لا أسامحك بل أنا خصيمك يوم القيامة عند الله …….

بدأ الشاب المؤمن يبكي ويتوسل اليه أن يسامحه وقال له أنا مستعد أن أعمل أي شيىء

بشرط أن تسامحني وتحللني وبدأ يتوسل الى صاحب البستان وصاحب البستان لا يزداد الا اصرارا

وذهب وتركه والشاب يلحقه ويتوسل اليه حتى دخل بيته وبقي الشاب عند البيت ينتظر خروجه الى

صلاة العصر …..

فلما خرج صاحب البستان وجد الشاب لا زال واقفا ودموعه التي تحدرت على لحيته فزادت

وجه نورا غير نور الطاعة والعلم فقال الشاب لصاحب البستان يا عم أنني مستعد للعمل فلاحا في هذا

البستان من دون أجر باقي عمري أو أي أمر تريد ولكن بشرط أن تسامحني .

عندها …. أطرق حاحب البستان يفكر ثم قال يا بني انني مستعد أن أسمحك الان لكن بشرط

………….

فرح الشاب وتهلل وجهه بالفرح وقال اشترط ما بدى لك ياعم فقال له صاحب البستان : شرطي

هو أن تتزوج ابنتي !!!!! صدم الشاب من هذا الجواب وذهل ولم يستوعب بعد هذا الشرط ثم أكمل

صاحب البستان قوله …….. لكن يا بني اعلم أن أبنتي عمياء وصماء وبكماء وأيضا مقعدة لا تمشي

ومنذ زمن وأنا أبحث لها عن زوج أستأمنه عليها ويقبل بها بجميع مواصفاتها التي ذكرتها فان وافقت

عليها سامحتك .

صدم الشاب مرة اخرى بهذه المصيبة الثانية …..

وبدأ يفكر كيف يعيش مع هذه الفتاة خصوصا أنه لا يزال في مقتبل العمر ؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟

بدأ يحسبها ويقول اصبر عليها في الدنيا ولكن أنجو من ورطة التفاحة!!!!!!!!

ثم توجه الى صاحب البستان وقال له يا عم لقد قبلت ابنتك وأسأل الله أن يجازيني على نيتي

وأن يعوضني خيرا مما أصابني ….

فقال له صاحب البستان …… حسنا يا بني موعدك يوم الخميس القادم عندي في البيت

لوليمة زواجك وأنا أتكفل بمهرها .

فلما كان يوم الخميس جاء هذا الشاب متثاقل الخطى ….. حزين الفؤاد …. منكسر الخاطر…

ليس كأي زوج ذاهب الى عرسه فلما طرق الباب فتح له أبوها وأدخله البيت وبعد أن تجذابا أطرف

الحديث قال له يابني …. تفضل بالدخول على زوجتك وبارك الله لكما وعليكما وجمع بينكما على خير

وأخذ بيده وذهب به الى الغرفة التي تجلس فيها ابنته فلما فتح الباب وراّها ؟؟؟……. فاذا هي فتاة

بيضاء أجمل من القمر قد انسدل شعرها كالحرير على كتفيها فقامت ومشت اليه فاذا هي ممشوقة

القوام وسلمت عليه وقالت السلام عليك يا زوجي ….. أما صاحبنا فهو قد وقف مكانه يتأملها وكأنه

أمام حورية من حوريات الجنه نزلت الى الارض وهو لا يصدق ما يرى ولا يعلم ما الذي حدث ولماذا قال

أبوها ذلك الكلام …. ففهمت ما يدور في باله فذهبت اليه وصافحته وقبلت يده وقالت انني عمياء من

النظر الى الحرام وبكماء من قول الحرام وصماء من الاستماع الى الحرام ولا تخطو رجلاي خطوة الى

الحرام ….. وأنني وحيدة أبي ومنذ عدة سنوات وأبي يبحث لي عن زوج صالح فلما أتيته تسأذنه في

تفاحة وتبكي من أجلها قال أبي : ان من يخاف من أكل التفاحة لا تحل له حري به أن يخاف الله في

ابنتي فهنيئا لي بك زوجا وهنيئا لاْبي بنسبك …….

وبعد عام أنجبت هذه الفتاة من هذا الشاب غلاما من القلائل الذين مروا على هذه الامة.

أتدرون من هو ذلك الغلام ؟؟؟؟؟؟

انه الامام أبو حنيفة صاحب المذهب الفقهي المشهور

مشكورة حبيبتي
يعطيك العافية على القصة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.