بسم الله الرحمن الرحيم
و الصلاة و السلام على سيدنا محمد و على اله و صحبه اجمعين
ذكر لي أحد الصحب اسم رواية عاطفية كتبت على صفحات النت…فبحثت عنها حتى وجدتها…و طالعت تلك الأرقام القياسية التي حققتها…فاندهشت منها وتعجبت…فقد قرأها في أحد المنتديات مليون و ربع المليون من المتتبعين ( يعتبر هذا العدد في عداد المطبوعات من الأرقام القياسية )… و وجدتها في مدونة أخرى قد لخصت …و اختصرت …و حذفت الردود…و أضيف عليها وحذف منها…و لعل عدد صفحات تلك الرواية جعلني أتردد بقراءتها أو المرور عليها…فسألت عنها فقال من أطلع عليها إنها رواية عاطفية تحتوي الكثير من المشاهد التي تتوقف النفس الطيبة عن متابعتها …
أخوتي و أخواتي…
إن القصص الروائية العاطفية المنسوجة بدقة بدأت تغزوا عقول الشباب و الشابات…ومعها بدأت تُدق أجراس الخطر…و هذا الخطر لا أتقوله عليها عبثاً…أو أحاربه لهواً في نفسي..أو أنني ممن أشهر سلاحه ليحارب روايات الحب و الروايات الرومانسية لمجرد أنها تحكي قصص الحب و تصف حال المتحابين فقط ..أو لأنها رسمت بشكل عاطفي…ليس هذه معارضتي لمثل هذه الرواية أو غيرها…و لكن معارضتي أن مثل هذه الروايات النتيه بعيدة عن الرقابة…و أنها أيضاً كتبت بأيدي غير معروفة ممن أعطاهم الله حساً في الأسلوب و حرموا من تجارب الحياة الواقعية فخلطوا عملاً صالحاً وآخر سيئاً…و أضف إلى ذلك أنها تفقد الصياغة الواقعية التي تلامس حياتنا و تحاكي واقعنا…إنني أتوقف عند مثل هذه الروايات …لأن مثل هذه الرواية تجعل الفتيات و الفتيان يعشوا جواً رومانسياً حالماً…و يحلقوا بعالم آخر …مبني على أحلام وردية…و تصور الحياة بأنها حياة لا تعرف إلا الحب…و أن الحب بين العشاق هو الهدف الأسمى …بل هو الأساسي في حياتنا…و أن الحب قادر على التغلب على جميع العقبات…أو بمعنى أصح أن الحب يتحدى كل العقبات…فهي ترسم جو شاعري بين الحبيب و المحبوب ملؤه التحدي…و نهايته إما الوصول للمحبوب…أو أن نهايته هو نهاية الحياة بالكلية…و تجعل من يقرأ هذه القصة يعيش الأمنيات…و يحلم بتلك الحياة…فتبدأ الفتاة تفكر بحياتها…و كيف لها أن تعيش حياة مشابهة سعيدة…و تبدأ رحلة البحث عن الحبيب…و فارس الأحلام الذي تنتظره بعد مغيب…و الذي سوف ينفذ معها سيناريو هذه القصة…فهنا تدخل الفتاة بكل مشاعرها…و بعواطفها الفياضة في جو وردي شاعري جميل…و لكنه ينتظر التطبيق…و الخوف ليس الخوف أن تعيش الفتيات مثل تلك المشاعر الجميلة…وتلك الجمل من الأحلام الرائعة…و لكن خوفي أكبر…و قلقي أعظم…إن خوفي من مثل هذه الروايات أنها عندما تقرأها الفتاة المتزوجة المحرومة من مثل هذه المشاعر تعتقد أن الجميع يعيش في نعيم وأنها هي وحدها التي خانها الحظ و أن حياتها منذ أساسها هي حياة فاشلة و أن ما يكتنفها من مشاكل أساسه أنها بدأت حياتها الزوجية بطريقة خاطئة…فقد بدأتها بدون قصة حب مماثلة مما يعرض على صفحات النت أو في أي وسيلة إعلامية…لذا استمرت حياتها بعد الزواج خالية من أحلام الحب..أما خوفي على الصغيرات من الفتيات ممن ينظرن المستقبل المشرق… أن تدلف إلى تلك الحياة عبر أبواب مظلمة…فهي تنظر إلى القصص المحبوكة أنه حق لا يخالطه باطل..و تنظر إلى القصص الجميلة أنها أماني يسعى الجميع لتحقيقها..ولا تعلم أن عالم النت عالم واسع مفتوح للجميع…فالكبير و الصغير يدخله…و العاقل و الناقص يتجول فيه…لذا قد يرى الكبير المحنك مثل هذه الروايات فيحذرها..و يراها الصغير الغض فيقع في شراكها….و قد يراها العاقل فيتبسم ساخراً منها…و يراها الجديد على الحياة و يتبسم فرحاً بها…و بالتالي قد تكون النهايات بحسب البدايات…فالنهاية أن الفتيات و الفتيان عندما يعيشوا الحياة الحقيقية يجدوا أن الحياة بصعوباتها…وضغوطاتها…ومشاكل ها تخالف مارسمته تلك الروايات..وتبدأ رحلة المتاعب …إثر تلك الصدمة…أو يستمر الفتى و الفتاة بانتظار الحياة السعيدة الموعودة وذلك بالتمني و انتظار السعادة المزخرفة أن تتحقق…فهنا تخرب بيوت…وتموت أحلام…وتذبل آمال…و يبدأ إيقاع الحياة بفرض نفسه على الجميع وبقوة…فمن ينجوا من تلك المهلكة فهو السعيد…و القليل هم الناجون…وهم الذين يفيقون من أحلامهم و يبتدئون العيش على أرض الواقع…ويعلمون أن صدمة الحياة هي النجاة و هي شرارة اليقظة من السبات…
منقول للافادة
لاتنسونا من صالح دعائكم
سبحان الله و بحمده سبحان الله العظيم
طرح أكثر من رآئع اختي 9amar
كـانت الروايـات تعتبر من الفنون الأدبيـة المرموقة ..
لاأنكـر شغفي العميق لقراءة الروايات الفصحى سواء عربية أو أجنبيـة
التي تحمـل كنزاً معرفياً وأسلوباً أدبيـاً راقياً . .
وتعشق حيـاة الريف والحب العذري مثل رواية (ظلمتني ياقلبي)
أستغرب كثيراً من الروايات وخـــــاصة المحليــة
التي تضم لهجة عامية .. وركاكة في الأسلوب
فهي لا ترفع مستوى اللغة والمعرفة عند القارئ . .
مثــال على ذالك روايـة (فارس أحلامي ) وغيرها كثير
التي تسهب عن قصة حب جاءت بعد معاكسات في شارع التحلية
وترقيم .. الخ
مثل تلك الروايات خطرة جداً على الفتيات . . وضياع الكثير من الساعات
لشيء لايفيد حقاً . .
شكراً لك عزيزتي ع الطرح .. وسدد خطاكِ
كل الود والتقدير لكِ
سُبحانَ الله وبحمدِهـ .. سُبحَان الله العَظيم
وثبتك على دينه
مشكورة اختي في الله –نور الايمان –و–العفو عند المقدرة على التقيم
سبحان الله و بحمده سبحان الله العظيم
الللهم باعد بيننا و بين ذنوبنا و اغفر لنا و ارحمنا انك انت ارحم الراحمين
فرق كبير بين الروايات ذات المضمون الهادف و بين الروايات التي لا معنى لها و لا هدف ، سوى اتلاف عقول الشباب و المراهقين خاصة .
مشكورة يا اختي قمر على موضوعك الرائع .
المشكلة الان تفاقمت بتجسيد هذه الروايات في شكل مسلسلات يومية مثل ما نرى المسلسلات الاخيرة التركية تصل حلقاتها الى 100 حلقة مما تجعل الشباب يعيشونها صورة وصوتا ..
مشكورات على المرور و على التعليق
جعله الله في ميزان حسناتكن