تخطى إلى المحتوى

القتن تاتي من كل حدب وصوب فاين المفر – الشريعة الاسلامية 2024.

  • بواسطة
القتن تاتي من كل حدب وصوب..فاين المفر

عن حذيفة رضي الله عنه – الفقيه بالفتن وما ورد فيها- كما جاء عند الحاكم وصححه ووافقه الذهبي ، أنه قال : "إذا أحب أحدكم أن يعلم أصابته الفتنة أم لا؛ فلينظر فإن كان رأى حلالاً كان يراه حراماً فقد أصابته الفتنة ، وإن كان يرى حراماً كان يرى حلالاً فقد أصابته الفتنة "أ.هـ

"تلم بالمسلمين في الوقت الحاضر أحداث مروعة من تسلط الأعداء عليهم من كل جانب، حرب في أفغانستان، حرب في العراق، حرب في فلسطين، حرب في لبنان. والذي نسمعه ونقرأه من خطبائنا وكتابنا كله صب للوم على الأعداء وتجريم أفعالهم وشكاية منهم.
وهذه الأمور لا شك فيها. ولكن هل يرتدع العدو الكافر بهذه الصيحات؟ الكفار من قديم الزمان يريدون محو الإسلام من الوجود. كما قال تعالى: "ولايزالون يقاتلونكم حتى يردوكم عن دينكم إن استطاعوا" ولكن الشأن ماذا أعد المسلمون لمقابلتهم وصد عدوانهم. إنه يجب عليهم أولا: النظر في واقعهم نحو دينهم وتمسكهم به فإن ما أصابهم إنما هو بسبب تفريطهم في دينهم. وفي الأثر: "إذا عصاني من يعرفني سلطت عليه من لا يعرفني".
من كلام للشيخ صالح الفوزان.

يقول صلى الله عليه وسلم:" بادروا بالأعمال فتنا كقطع الليل المظلم . يصبح الرجل مؤمنا ويمسي كافرا . أو يمسي مؤمنا ويصبح كافرا . يبيع دينه بعرض من الدنيا" رواه البخاري.

إذن مالمخرج من الفتن وكيف النجاة منها ؟!

الدعاء

جاء في صحيح مسلم عنه صلى الله عليه وسلم أنه قال: "تعوذوا بالله من الفتن ما ظهر منها وما بطن".

وعلمنا صلى الله عليه وسلم أن نتعوذ في دبر كل صلاة من عذاب جهنم ومن عذاب القبر ومن فتنة المحيا والممات ومن فتنة المسيح الدجال .

العلم

والعلم الذي نقصده ونعنيه هو : العلم الشرعي؛ فالعلماء: هم قادة الأمة الذين يقودونها إلى بر الأمان، الذين يعلمون ما أنزل الله في كتابه وما جاء عن رسوله؛ فيبلغونه للأمة لكي تنجو من الفتن وتسلم في أوقات المحن.
وإن من العلم أن تقرأ سيرة النبي صلى الله عليه وسلم وسيرة صحابته وكيف واجهوا الفتن وتعاملوا معها فعليك بطريقتهم ومنهجهم وسلوكهم ففيه النجاة (أولئك الذين هدى الله فبهداهم اقتده ).

العبادة والطاعة والعمل الصالح

جاء في صحيح مسلم عنه صلى الله عليه وسلم أنه قال: (العبادة في الهرج وفي رواية في الفتنة كهجرة إلي ).
يعني بذلك أن لها ميزة وفضل وأجر عظيم في أوقات الفتن .
يقول الحافظ ابن رجب رحمه الله معلقاً على هذا الحديث : ( وسبب ذلك أن الناس في زمن الفتن يتبعون أهوائهم ولا يرجعون إلى دين فيكون حالهم شبيهاً بحال الجاهلية فإذا انفرد من بينهم من يتمسك بدينه ويعبد ربه ويتبع مراضيه ويجتنب مساخطه كان بمنزلة من هاجر من بين أهل الجاهلية إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم مؤمناً به ،متبعاً لأوامره مجتنباً لنواهيه "أ.هـ.
ونبينا الكريم صلى الله عليه وسلم كان إذا حزبه أمر هرع وفزع إلى الصلاة .

تربية النفس على الإيمان بالله وباليوم الآخر

فبالإيمان بالله: يحصل تعظيمه وتعظيم أمره ومراقبته في السر والعلن، بالإيمان بالله يغرس في القلوب محبته ومرضاته وتقديمها على كل المحاب، بالإيمان بالله يتعرف على الله بأسمائه الحسنى وصفاته العلى فيظهر أثرها على السلوك والأخلاق ويظهر قوة الإيمان بها وقت الفتن والشدائد ،.
والإيمان باليوم الآخر واليقين الجازم بما أعد الله في ذلك اليوم للمحسنين وما أعد للمسيئين تحصل العصمة بإذن الله من المغريات والشهوات التي هي ظل زائل ولا يعرف حقيقة الدنيا إلا من عرف حقيقة الآخرة وما أعد الله للمؤمنين ،يقول جل وعلا : ( فأما من طغى وآثر الحياة الدنيا فإن الجحيم هي المأوى ، وأما من خاف مقام ربه ونهى النفس عن الهوى فإن الجنة هي المأوى ) ويحصل اليقين بكثرة قراءة كتاب الله بتدبر وتمعن.

العمل بالعلم والدعوة إلى الله

فإن العامل بدين الله الذي يبلغه وينشره الذي يأمر الناس بالمعروف وينهاهم عن المنكر هو من أبعدهم عن الوقوع في الفتن الذي ينصح للمسلمين ويدلهم على كل خير هو أكثر الناس بعداً عن الوقوع في الخلل والزلل وأكثر الناس توفيقا وهداية وسداداً ،يقول الله جل وعلا : ( ولو أنهم فعلوا ما يوعظون به لكان خيراً لهم وأشد تثبيتاً ، وإذاً لآتيناهم من لدنّا أجراً عظيماً ، ولهديناهم صراطاً مستقيماً ) ، فحصل لمن عمل بما يوعظ به : الخيرية و الثبات والأجر العظيم والهداية للصراط المستقيم .

الخوف من الفتن والفرار منها

وعدم الاغترار بالنفس ، إن المؤمن الصادق المتواضع الذي يخاف على نفسه ، ومن خاف نجا ومن أمن هلك .
فإذا رأيت فتنة مال أو نساء أوغيرها من الفتن فابتعد ، وإياك ومواطن الفتن والريب ، حتى لا يصيبك منها شيء ، وقد علمنا سلفنا هذا المنهج فكانوا يخافون منها ، فهذا ابن أبي مليكة يقول : " أدركت ثلاثين من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم كلهم يخشى النفاق على نفسه " أ.هـ ، وهذا أبوهريرة رضي الله عنه يقول : تكون فتنة لاينجي منها إلا دعاء كدعاء الغرق " أ.هـ ،أي الذي بلغ منه الخوف والوجل كخوف الذي أوشك على الغرق.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.