تخطى إلى المحتوى

بعض أساليب الشيطان في إغواء الإنسان – الشريعة الاسلامية 2024.

  • بواسطة
بعض أساليب الشيطان في إغواء الإنسان

بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد:

**

أحمد الله الذي يظهر لأوليائه بنعوت جلاله، وأنار قلوبهم بمشاهدة صفات كماله، وتعرف إليهم بما أسداه إليهم من إنعامه وأفضاله, فعلموا أنه الواحد الأحد الفرد الصمد الذي لا شريك له في ذاته ولا في صفاته ولا في أفعاله، لا يحصى أحداً ثناء عليه، وأشهد ألا إله إلا الله، إلها واحداً جل عن الشبه والأمثال، لا مانع لما أعطى، ولا معطى لما منع، ولا معقب لأمره، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله والأمين على وحيه، والحجة على خلقه، شرح الله به الصدور، وأنار به القلوب، وهدى به أقواماً من الضلالة إلى الهدى، اللهم صلى عليه وعلى إخوانه الأنبياء وعلى آله, وارض اللهم عن أصحابه أعلام الهدى, ومن سار على نهجهم إلى يوم الملتقى.

إن**الشيطان**[ **]**لا يأتي للإنسان فيأمره بالشر وينهاه عن الخير بشكل مباشر، ولكنه يتخذ**النفس**[ **]**وسيلة للإغواء، ولهذا نبين بعض أساليب**الشيطان**[ **]**في إغواء الإنسان قال تعالى: ((يَا أَيٌّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَتَّبِعُوا خُطُوَاتِ الشَّيطَانِ وَمَن يَتَّبِع خُطُوَاتِ الشَّيطَانِ فَإِنَّهُ يَأمُرُ بِالفَحشَاء وَالمُنكَرِ وَلَولَا فَضلُ اللَّهِ عَلَيكُم وَرَحمَتُهُ مَا زَكَا مِنكُم مِّن أَحَدٍ, أَبَداً وَلَكِنَّ اللَّهَ يُزَكِّي مَن يَشَاء وَاللَّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ))(النور:21).

قال الإمام ابن كثير: لا تتبعوا مسالكه وما يأمر به، ثم قال: إن كل معصية فهي من خطوات الشيطان.(تيسير العلي القدير 3/269).

**

أساليب**الشيطان**[ **]**مع الإنسان:

1.**التزين: قلنا أن**الشيطان**[ **]**لا يأمر بالشر مباشرة ولكن يزين للنفس فيأتي للمسلم إذا سمع آذان**الفجر**[ **]**في ليلة باردة مظلمة فيقول له: نم فالفراش دافئ، وأنت متعب مرهق، وهلم جره.

2.**التلبيس:**الشيطان**[ **]**هنا يحاول خداع العقل فيحاول إقناعه بأن الذي يعتقد أنه حرام هو في الحقيقة حلال، فإذا أراد أن يأخذ قرضاً ربوياً ليبني به بيتاً قال له الشيطان: هذا ليس حراماً، لأنك لا تريد أن تستغل الناس، إنما تريد أن تستر نفسك وأولادك فما وجه الحرمة هنا، أقول ما أكثر ما وقع الناس في هذه الأيام في هذا الفخ.

3.**التسويف: وهنا يستخدم معه طول الأمل حتى يصرفه عنالتوبة**[ **]**إذا كان رآه مصمم عليها فيقول له: لا بأس أن تتوب ولكن لماذا العجلة أنت؟ في ريعان**الشباب**[ **]**أكمل دراستك، ثم تزوج فالزواج**[ **]**نصف الدين وهو يعين على التوبة، ثم اضمن مستقبلك حتى يصرفه تماماً عن التوبة.

4.**تهوين المعصية: يأتي الإنسان فيقول له: لماذا تتوب؟ وماذا فعلت حتى تتوب؟ أنت بالنسبة لغيرك من خيار الناس إنما**التوبة**[ **]**لأصحاب المعاصي الكبيرة وأنت لست منهم؟ فيهون عليه المعصية.

5.**تصعيب الأمر على الإنسان بعد التوبة: يقول له**التوبة**[ **]**تحتاج إلى استقامة، والاستقامة**[ **]**شاقة على النفس، وتجلب عداءة المنحرفين، فيقول له: لماذا تتوب وتُحمل نفسك وتفقد أصدقائك السابقين؟ ثم عن الناس لن يصدقوا أنك تبت بل سيسخرون منك!! وعلى هذا قس.

6.**التيئيس: يأتي الإنسان فيقول له: إن الله لا يقبل توبة من كانت ذنوبه كثيرة كذنوبك، كيف يقبل الله توبتك وأنت الذي فعلت كذا وكذا، ويذكره بكل معصية كان يفعلها (الهدي النبوي في الرقائق).

7.**الغضب: تمرد شيطاني على عقل العاقل، وحالةٌ من الخروج عن جادة ذوي الرجاحة والأسوياء، رُوي عن بعض الأنبياء أنه قال لإبليس: بم غلبت ابن آدم؟ قال: عند الغضب، وعند الهوى، وأغلظ رجل من قريش لعمر بن عبد العزيز**[ **]**القول، فأطرق عمر برهةً، ثم قال: أردت أن يستفزني**الشيطان**[ **]**بعز السلطان، فأنال منك اليوم ما تنال مني غداً!!

8.**الأماني وحصائد الغرور: فذلكم هو السلاح الشيطاني المضَّاء ((يَعِدُهُم وَيُمَنّيهِم وَمَا يَعِدُهُم ٱلشَّيطَـٰنُ إِلاَّ غُرُوراً))[النساء:120]، ((وَمَا كَانَ لي عَلَيكُم مّن سُلطَـٰنٍ, إِلاَّ أَن دَعَوتُكُم فاستجبتم لي فَلاَ تلوموني وَلُومُوا أَنفُسَكُم))[إبراهيم:22]، ((فَلَمَّا تَرَاءتِ ٱلفِئَتَانِ نَكَصَ عَلَىٰ عَقِبَيهِ وَقَالَ إِنّي بريء مّنكُم))[الأنفال:48]، يعدهم هذا الغرَّار بحسب طبائعهم، يجرهم إلى حبائله بحسب ميولهم ومشتهياتهم، يخوِّف الأغنياء بالفقر إذا هم تصدقوا وأحسنوا، كما يزين لهم الغنى وألوان الثراء بالأسباب المحرمة والوسائل القذرة.

9.**تزين لأصحاب المِلل والنحل التعصب وتحقير المخالفين، ويصور لهم ذلك طريقاً إلى الحرص على**العلم**[ **]**وحبِّ أهله، وينقضي عمرُ ابن آدم وهو في بحر الأماني يسبح، وفي سبيل الغواية يخوض، يعده الباطل، ويمنيه المحال، والنفس**[ **]**الضعيفة المهينة تغتذي بوعده، وتلتذ بأباطيله، وتفرح كما يفرح الصبيان والمعتوهون.

10.**الخروج عن الوسط، ومجاوزة حد الاعتدال خطو إبليسي، ومسلك شيطاني، يقول بعض السلف: ما أمر الله – تعالى- بأمر إلا وللشيطان فيه نزعتان: إما إلى تفريط أو تقصير، وإما إلى مجاوزة وغلو، ولا يبالي إبليس بأيهما ظفر، وإن حبائل**الشيطان**[ **]**بين هذين الواديين تحبك وتحاك، غلا قومٌ في الأنبياء وأتباعهم حتى عبدوهم، وقصَّر آخرون حتى قتلوهم، وقتلوا الذين يأمرون بالقسط من الناس، وطوائف غلوا في الشيوخ وأهل الصلاح، وآخرون جفوهم وأعرضوا عنهم.

**

ما هو الحل والمخرج من حرب الشيطان؟

هو بين يديك، فإننا لن ندفع شر إبليس -لعنه الله-، ولن نبطل مكائده، ولن ننجو من غوايته وفساده إلا بالاعتصام بالله -تعالى-، قال الله -عز وجل-: ((وَمَن يَعتَصِم بِٱللَّهِ فَقَد هُدِىَ إِلَىٰ صِرٰطٍ, مّستَقِيمٍ,))[آل عمران:101]، فالنجاة من**الشيطان**[ **]**بالعمل بالكتاب والسنة، ودعوة الناس إلى ذلك.

1-****************************يدفع الله شر**الشيطان**[ **]**بالإكثار من قراءة القرآن الكريم، فله خاصية في طرده، وكلما أكثر العبد من التلاوة حصّن نفسه من**الشيطان**[ **]**الرجيم.

2-****************************ومما يدفع الله به شر**الشيطان**[ **]**الزكاة**[ **]**والصدقة**[ **]**والإنفاق في شؤون الخير، قال: (والصدقة**[ **]**تطفئ الخطيئة كما يطفئ الماء النار)[4]، وإذا وقي المسلم الخطيئة نجا من شر عظيم، و(صنائع المعروف تقي مصارع السوء)(5).

3-****************************ومما يدفع كيد**الشيطان**[ **]**مداومة**ذكر الله**[ **]**بالتسبيح والتحميد والتكبير والتهليل والاستغفار**[ **]**والدعاء، ففي الصحيحين من حديث أبي هريرة -رضي الله عنه- أن**النبي**[ **]**قال: (إذا قال المؤمن: لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد، وهو على كل شيء قدير، مئة مرة في أول يومه كان ذلك حرزاً له من**الشيطان**[ **]**في يومه، وكانت كعتق عشر رقاب، وكتب الله له مئة حسنة)(6).

4-****************************ومما يدفع الله به شر**الشيطان**[ **]**الجهاد**[ **]**لإعلاء كلمة الله –تعالى-.

5-****************************ومما يدفع الله به شر**الشيطان**[ **]**شهود مجالس الخير والعلم، والبعد عن مجالس اللهو واللعب، والباطل والغفلة، فإن مجالس اللهو والباطل يحضرها الشيطان، ويوقع فيها العداوة والبغضاء والشقاء، وقد يتعدى الشر إلى العدوان على النفس، وشرب الخمر وكبائر الإثم.

6-****************************ومما ينجي أولاً وآخراً من شر هذا**الشيطان**[ **]**هو التوحيد، والتوكل على الله، والانقطاع إليه، وإخلاص العبادة كلها لله وحده، قال الله تعالى: ((إِنَّ عبادي لَيسَ لَكَ عَلَيهِم سُلطَـٰنٌ إِلاَّ مَنِ ٱتَّبَعَكَ مِنَ ٱلغَاوِينَ))(الحجر:42).

وصلى الله وسلم على نبينا محمد والحمد لله رب العالمين

موضوع رآئع ..
جزاكِ الله خيراً
باركك الله فيكك

و ثبت لك الاجر

و الثواب

يسلمو ع الموضوع الرائع

يجزيكي ربي كل خيير

موضوع رائع و قيم بارك الله فيك

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.