لقد اهتم العلماء والأطباء وخبراء التجميل بالتأثيرات الصحية للمواد التي تدخل في تركيب مستحضرات التجميل على وجه العموم ، غير أن تلك المواد التي تدخل في تركيب أصباغ الشعر على وجه الخصوص قد أخذت حظاً وافراً من الدراسات والأبحاث، لما لها من تأثيرات صحية واضحة. وصبغات الشعر لم تكن جديدة على الإنسان أبداً بل عرفها منذ العصور القديمة، وخاصة في عصر الفراعنة إلا أن هذه الصبغات كانت غالباً صبغات طبيعية آمنة تتكون من أصل نباتي، إلا أن تركيب بعض صبغات الشعر في هذا العصر لم يعد في الغالب مأموناً على صحة الإنسان.
وقد تزايد الإقبال على استعمال صبغات الشعر بشكل مذهل من قبل النساء خاصة، والرجال أيضاً في وقتنا الراهن، بعد أن أصبح تغيير لون الشعر الطبيعي من الأمور الشائعة، الأمر الذي ربما يعمل على تراكم بعض المواد الخطيرة في أجســـامنا مع مرور الأعوام، إن لم نُحسن اختيار الصبغة، وإن لم نتعامل معها التعامل السليم الصحيح. فلنعرف شيئاً عن أنواع الصبغات الموجودة في أسواقنا وما المواد التي تدخل في تركيبها، وما المواد الضارة المؤذيـة منها، ولنعرف أيضاً كيف نتجنب هذا الأذى أو تلك الأضرار.
أنواع الصبغات من حيث فاعليتها
تنقسم صبغات الشعر من حيث فاعليتها إلى ثلاث فئات تتمـثل في الآتي:
1- الصـــبغات المؤقتة: هذه الصبغات لا يمـــكنها أن تتغلغل في داخل الشعر، ولذلك تزول بمـنتهى السهولة بغسل الشــــعر بالشامبو مرة واحدة، كما أنها لا تثبت في الشعر حتى وإن لم يغسل، إذ لا يدوم أثـــرها أكثر من أسبوع واحد.
2- الصبغات شبه الدائمة : وهذه الصبغات يمكنها أن تتغلغل في داخل الشعر إلى حد ما، وبذلك تستطيع أن تتحمل ظــــروف الغسل أكثر مــــن الصبغات المؤقتة ، فهي لا تزول إلا بعد غسل الشعر بالشامبو عـــــدة غســلات (4 إلى 6 مرات).
3- الصبغات الدائمة: هذه الصبغات تدخل في عمق الشعر وتتفاعل مكونات هذه الصبغات في داخل الشعر مع مواد كيميائية لتكوِّن جزيئات كبيرة داخل الشعر لا يمكنها أن تخرج من الشعر مع عملية الغسل ولهذا تسمى بالصبغات الدائمة، إلا أن النمو الجديد لكل الشعر يكون خالياً من هذه الصبغة، لأنه ينشأ وينمو بعد معاملة الشعر بها، ومن هنا فإننا نجد أن شــعر الشيب المصبـوغ باللون الأســــود لا يفقد لونه ولكن النمو الجديد من أسفل الشـعر يكون أبيــــض، ويطـــلق على هـــذه الصـــبغات.. صبــــــغات الأكســـدة oxidation dyes، والمادة التكوينية التي يمكن أن توجد في غالب أنواع صبغات الشعر الدائمة مادة تسمى بارا فينيلين داي أمين يرمز لها بالحروفPPD.
ولهذا يذكر بعض العلماء أن الصبغات الدائمة هي أعظم أنواع صبغات الشعر ضرراً وإيذاءً، وسنلقي الضوء على هذه المشكلات فيما بعد، أما الآن فسنلقي الضوء على أنواع الصبغات من حيث التركيب .
أنواع الصبغات من حيث تركيبها:
صبغات الشعر تنقسم أيضاً من حيث أصل تركيبها إلى ثلاثة أنواع كالتالي:
الصبغات النباتية:
وهذه عبارة عن مسحوق أوراق أو أزهار نباتات معينة وأشهرها أوراق نباتات الحناء ويسمى في بعض الأقطار العربية بنباتات الفاغية، وأزهار نبات البابونج، وأوراق نبات الكتم.
وتعتبر الحناء من الصبغات الشائعة خاصة في الدول النامية إذ تستطيع هذه الصبغة أن تخترق أصل الشعرة وتصبغه باللون الأحمر الفاتح ويدل الكتاب الطبي الدراسي للأمراض الجلدية المشهور بكتاب روك أن صبغة الحناء تخلو من الأذى والضرر، وليس لها أي تأثيرات سامة على الإطلاق، ولا تسبب أي نوع من الالتهابات الجلدية.
ونجد في الأسواق أنواعاً من الحناء يطلق علىها اسم الحناء العجمي تصبغ الشعر باللون الأسود غير أنه يبدو أن هذا النوع من الحناء مخلوط بمواد أو بأملاح معدنية لها مشكلات صحية مختلفة.
كما توجد في الأسواق أيضاً أنواع من الحناء منها على سبيل المثال الحناء المدنية نسبة إلى المدينة المنورة وهي غنية بالمواد الملونة الحمراء وتسمى أشجارها بالفاغية، إذ إن أزهارها تطلق رائحة جميلة جذابة، والحناء الشامية، والحناء البغدادية، والحناء المصرية، والحناء الشائكة.
ومن الصبغات النباتية المشهورة التي استخدمت منذ القدم نبات الكَتَم أو الكتَّم، وهذه الصبغة تخلط عادة بالحناء. ويخضب الشعر بهذا الخليط فيصبح أسود ويذكر ابن منظور في كتابه لســـان العرب أن الكتــــم نبــات لا ينبت إلا في الشواهق ولذلك يقل، وينبت في أصعب الصخر فيتدلَّى تدلِّياً خيطاناً لطافاً، وهو أخضر وورقه كورق الآس أو أصفر. كما يخلط الكتم أيضاً مع الوسْمة ويخضب به الشعر فيكون أسود، والوسمة ورق شجر ينبت في الحجاز واليمن، يصبغ الشعر باللون الأسود إذا اختضب بورقه. وقد ذكر أصحاب السنن وصححه الترمذي من حديث أبي ذر رفعه " إن أحسن ما غيرتم به الشيب الحناء والكتم " ومن المعرو ف أن الصبغ بهما معاً يخرج بين السواد والحمرة.
وعلى الرغم من أن الصبغات النباتية تعد من الصبغات الآمنه المغذية إلا أننا نجد أن بعض الشركات المنتجة لمثل هذه الصبغات قد تتلاعب بصحة المستهلك وتضيف إليها مواد كيميائية تصبغ الشعر باللون الأسود كي تزيد من فعالية الصبغات الطبيعية وتقلل من الزمن اللازم لعملية الصبغ.
يشير الدكتور محمد الطفيل أنه تبين له من خلال تحاليله لأنواع الحناء أنه يوجد في الأسواق نوع يسمى بصبغة الحناء السوداء وأنه بتحليل هذه الحناء السوداء كما يزعم من صنعها وجد أنها عبارة عن المادة الكيميائية التي تسمى بارافينيلين داي أمين فقط ولا تحتوي أية نباتات عشبية أو مواد طبيعية كما يظهر من الرسم الذي على العلبة وهذه المادة لها أخطار صحية سنذكرها في ما بعد.
الصبغات المعدنية:
وهذه الصبغات يدخل في تركيبها بعض أملاح المعادن الثقيلة، ومن هذه الصبغات على سبيل المثال خلات الرصاص مع الكبريت المرسب وغيرها من الصبغات التي تحتوي على الأملاح المعدنية، ولأن بعض المعادن المستخدمة في تركيب الصبغات المعدنية لها تأثير سام وضار على صحة الإنسان وعلى الشعر نفسه أيضاً فقد أخذت صناعة هذه الصبغات تتناقص.
الصبغات العضوية الاصطناعية:
تعتبر هذه الصبغات من أكثر الصبغات استخداماً وانتشاراً، إذ تشمل حيزاً واسعاً من الألوان المختلفة بدرجات كثيرة، كما أنها تضم طيفاً واسعاً من الألوان الطبيعية، ومعظم هذه الصبغات من الصبغات الدائمة التي تدخل في جوف الشعر وتستقر فيه، ويصعب خروجها، ولهذا فإن غسل الشعر بالشامبو لا يعمل على إزالتها من الشعر، إذ يستمر مفعولها لعدة شهور.
مشكلات صحية
وعلى أية حال فإن المشكلات الصحية التي ربما تنتج من استعمال الصبغات تعود في الأصل إلى بعض المواد التي تدخل في تركيب هذه الصبغات، ولذلك فليس كل صبغات الشعر لها مشكلات صحية، فالصبغات التي تخلو من المواد الضارة المؤذية، مثل الصبغات النباتية، تعتبر في الغالب صبغات آمنـة.
وتدل بعض الدراسات التي أجريت على الصبغات المتوافرة في الأسواق على أن بعض هذه الصبغات يحتوي على عديد من المركبات الكيميائية، التي تختلف من حيث تأثيراتها الصحية، فبعضها شديد السمية ويمثل خطورة بالغة على الإنسان إذا وجد في الصبغة بتركيزات عالية، وبعضها قليل السمية وبعضها مأمون ليس له تأثير مـؤذٍ أو ضار.
وتتباين نتائج الدراسات التي أجريت على تأثير الصبغات الدائمة الاصطناعية على صحة الإنسان، ففي الوقت الذي تشير نتائج بعض الدراسات إلى زيادة احتمال الإصابة بسرطان الثدي والمثانة عند استعمال هذه الصبغات، نجد أن عدداً آخر من الدراسات لم يثبت هذه النتائج.
ولقد أشار أحد العلماء الى أن الوكالة العالمية لأبحاث السرطان (IARC) قد بينت أن بعض المركبات التي تدخل في تركيب بعض صبغات الشعر ذات تأثير تطفري شديد لحيوانات المعامل ومن هذه المواد على وجه الخصوص مادة بارافينيلين داي أمين (PPD ) ومادة داي أمينوتوليوين.
مادة البارافينيلين داي أمين P-Phenylemediamine ( PPD )
وتختلف نسبة هذه المادة المسموح بها في صبغات الشعر، ففي بعض الدول (أمريكا، أوروبا) تُلْزِمْ الصانع بأن لا تزيد هذه الصبغة عن 3 %، بينما نجد أن دولاً أخرى لم تحدد نسبة قياسية لهذه المادة، الأمر الذي جعل بعض الشركات والمصانع غير الموثوق بها تتلاعب بأرواح الناس، وتزيد من نسبة مادة "PPD" في الصبغات التي تنتجها بنسبة عالية جداً، إذ دلت التحاليل الدقيقة التي أجريت بمركز السموم والتحليل بمستشفى الملك فيصل التخصصي على أن بعض صبغات الشعر التي توجد في الأسواق المحلية قد احتوت على هذه المادة بنسب تزيد على 70% مما أدى إلى حدوث مشكلات صحية لمن تعامل مع هذه الصبغات، واحتمال حدوث مشكلات أخرى في المستقبل.
مشكلات مادة البارافينيلين داي أمين
تسبب الحكة والنزف خاصة من جبهة الرأس والعنق وخلف الأذنين، إذ لها تأثير مسبب لمرض الحساسية.
قد يكون رد الفعل حاداً يشمل جميع أنحاء الرأس والوجه، وقد يمتد إلى الكتفين ثم إلى سائر مناطق الجسد كما تسبب تورم الشفتين.
تعتبر من المواد المسببة لأمراض السرطان، فقد دلت نتائج الدراسات على حيوانات التجارب أن كثرة استخدام هذه المادة لفترة طويلة تسبب أوراماً سرطانية.
قد تسبب فشلاً كلوياً.
ومثل هذه الصبغات لو بلعها الأطفال فإنها قد تسبب وفاتهم أو على الأقل تسبب لهم تسممات حادة، فلو ابتلع الطفل كمية بسيطةلا تتجاوز 7جرامات فإن ذلك سوف يسبب بعد 4 إلى 6 ساعات المشكلات التالية :-
صعوبة التنفس.
فشل كلوي حاد.
استسقاء قوي وشديد للجلد في الرأس والرقبة.
النعاس والرعشة والتشنجات.
انخفاض ضغط الدم والتقيؤ.
يصبح لون البول غير طبيعي مثل الكاكاو البني.
ربما تؤدي الحالة إلى الوفاة.
مركبات معدن الرصاص
معدن الرصاص إذا دخل في الجسم له تأثيرات ضارة وخاصة على عقول ومخ الأطفال، ولأن مركبات الرصاص شائعة الوجود في نطاق الطعام والشراب والتربة، ومستحضرات الزينة وغيرها، فهذه الأشياء قد تعد من المصادر الرئيسية التي تسهم في دخول هذا المعدن الضار في جسم الإنسان، ولهذا عملت الشركات والمصانع الموثوق بها على إبعاد مركبات الرصاص من منتجاتها. غير أننا نجد أن بعض صبغات الشعر لازالت تحتوي على هذا المعدن، إذ إنه يضاف إليها كمادة مثبتة للصبغة، ولهذا فإن مثل هذه الصبغات تعتبر إحدى المصادر التي تعمل على تعرض الإنسان لمعدن الرصاص، فالرصاص قد يدخل الجسم من مصادر أخرى بكميات كبيرة.
مركبات معدن البزموث
على الرغم من أن أملاح البزموث شديدة السمية، لكنها قليلة الذوبان، الأمر الذي يجعل تأثيرها السام محدوداً، لكن بعضهم قد وضَّحَ أن أملاح هذا المعدن لها سمية منخفضة جداً، مما سمح باستخدامها في صناعة مستحضرات التجميل وفي الصناعة الصيدلانية، وتُقيَّد أملاح البزموث في بروتينات البلازما وتتوزع على جميع أنسجة الجسم وبشكل كبير في الكلى والكبد، وعلى أية حال فإن مركبات أو أملاح البزموث إذا دخلت في الجهاز الهضمي فإن ذوبانها يُصبح ضئيلاً جداً، وامتصاصها فقيراً، والكمية الممتصة تحتجز لمدة طويلة في الكلى، وتخرج غالباً عن طريق البـول، وبقية أملاح البزموث غير الممتصة تخرج مع البراز بلون أسود.
ويبدو أنه إذا كان تركيز أملاح البزموث في صبغات الشعر في الحدود المقبولة فيحتمل أن لا يكون هناك
أضرار صحية واضحة ينتج منها.
ومن أهم المشكلات الصحية التي تنتج من التعرض لأملاح البزموث بكمية كبيرة، ما يلي:
( قلة الشهية للطعام – ضعف عام – آلام روماتزمية – التهاب كبدي – التهابات جلدية – تسمم كلوي ). والتعرض لمعدن البزموث من خلال الاستخدامات الطبية قد تناقص بعد أن تم تصنيع وسائل علاجية جديدة، وبعد أن سُجلت في فرنسا واستراليا حالات استثنائية لمرض الدماغ في المرضى الذين كانوا يعالجون بمركبات البزموث للمعالجة والهيمنة على رائحة وقوام البراز، إذ ظهرت في هؤلاء المرضى الأعراض التالية :
تشويش ذهني متزايد.
ارتعاش غير منتظم – ومشية غير سوية.
درجات متنوعة في صعوبة التلفظ عند الكلام.
كيف نتجنب المشكلات الصحية؟
أولاً وقبل أن نشتري أي مستحضر لصبغ الشعر ينبغي علىنا أن نقرأ محتويات عبوة المستحضر، فعبوات معظم المنتجات التي تتعلق بهذا الغـرض نجد مكتوباً علىها من الخارج المحتويات التي تدخل في تركيب المستحضر، فإذا احتوت هذه المستحضرات على أي مركب من المركبات الضارة، فينبغي عدم شرائها، أو إذا لزم الأمر فينبغي أن نأخذ بالسبل والطرق السليمة للتعامل معها والتي سنذكرها هنا.
تحتوي عبوات مستحضرات صبغ الشعر على تعلىمات مرافقة تنصح المستعمل بتطبيق طريقة الاستعمال الخاص بالمستحضر نفسه، كما تنصح بإجراء اختبار أو فحص جلدي للحساسية قبل استعمال الصبغة بيوم أو يومين على الذراع غالباً أو خلف إحدى الأذنين، إن هذا الفحص قد يجنبنا مشكلات صحية محتملة متنوعة، إذ تشير التعلىمات المرافقة مع عبوات مستحضرات صبغ الشعر أنه إذا ظهر احمرار في الجلد أو تــــورم أو انتــــفاخ أو فقاعات جلد بعد عملــية فحص الحساسية فإن ذلك يعني وجود تحسس لدى الإنسان تجاه مستحضر الصبغة، ولهذا ينبغي عدم التعامل مع هذه الصبغة على الإطـلاق.
لقد ذكر الدكتور حسان شمسي باشــــا في كتابه "القشرة والصلع والشيب والحناء" جملة من النصائح استخلصها من مراجع مختلفة نلخصها فيما يلي:
ينصح المعهد الأمريكي الوطني للسرطان الناس بالتأكد من محتويات صبغة الشعر، وأن يتجنب الإنسان الأنواع التـــي تحتوي على المركبات التالية والتي دلت نتائج الدراسات أنها تسبب الإصابة بمرض السرطان عندما أعطيت لحيوانات التجارب وهذه المواد هي:
مركب كبريتات أنيزول ثنائي الأمـــيد(diaminoanisol sulfate)
ويعرف هذا المركب باسم آخر هو (mmpd 4 mmpds)
وقد أوقف استعمال هذه المادة في أمريكا .
مركب 4 – أمينو – 2 – نيتروفينول
الأسود المباشر رقم 38 (direct black 38 )
الأزرق المباشر رقم 6 ( direct blue 6)
خلات الرصاص (lead acetate)
واقترحت دائرة المعارف بجامعة كاليفورنيا عدداً من النصائح لمن يستعمل صبغات الشعر تمثلت في الآتي:
ينبغي على الحوامل عدم استعمال صبغات الشعر، فإن هذه الصبغات قد تمثل خطورة على الجنين.
ينصح بعدم تكرار استعمال الصبغات الاصطناعية، والتقليل قدر المستطاع من استعمالها، ويجب عدم ترك الصبغة على الرأس أكثر من الفترة الزمنية المقترحة في التعلىمات المرافقة.
ينبغي غسل الشعر وفروة الرأس بشكل جيد بعد انتهاء الفترة الزمنية المقترحة لمعاملة الشعر بالصبغة.
تجنب استعمال صبغات الشعر لعدة سنوات متتالية بانتظام.
التأكد من محتويات صبغة الشعر.
جملة نصائح
ونضيف في هذا المقال جملة أخرى من النصائح قد يكون لها شأن في زيادة تحسين حالة الشعر وتغذيته وتغيير لونه، ومن أهم هذه النصائح ما يلي:
بالنسبة لمعالجة الشيب، فمن الأفضل استخدام الصبغات الدائمة الآمنة،لأن هذه الصبغات تبقى بشكل دائم تقريبا في الشعر المصبوغ، الأمر الذي لا يلزمنا بإعادة صبغه كاملاً لفترات طويلة، وتبقى عندئذٍ الأجزاء الجديدة النامية من أسفل الشعر، وهنا يكفي صباغة الأجـــزاء الظـــاهرة فقط التي تكون عـــادة عند فرقـــة شعر الرأس، أو في المنـــاطق الحـــافية من اللحية، ولا يلزم صباغة شيب الشعر الداخلي، لأن الشعر المصبوغ الذي يكون على الحــــواف سيغطي على الشيب الداخلي، وبهـــذه الطريقة نعمل على عدم التعرض إلى المواد التي تدخل في تركيب الصبغات بشكل مستـــمر، ونقلل بشكل كبير جداً مــن كمية هذه المـــواد التي قـــد نتعــــرض لها، ومن جانبٍ آخر يفضل استخدام الصبغات النباتية.
يلزم التأكد من أن الصبغة النباتية التي سنتعامل معها هي بالفعل صبغة طبيعية لم يضف لها أية مادة كيميائية صابغة مؤذية وضارة.
من أجل أن نتجنب عوامل تراكم المواد الضارة في أجسامنا، ونبتعد عن التأثيرات التراكمية التي لا تظهر مشكلاتها الصحية غالباً إلا بعد مدة طويلة مستقبلاً. يلزمنا أن نباعد بين الفترات الزمنية بين كل عملية صبغ بالصبغات الاصــطناعية الدائمة كي نعطي فرصــة للجسم بإعادة بناء وإصلاح ما أتلفته المركبات الضارة من خلايا وإعادة حيوية الشــــعر، وإخــراج المواد والمركبات الضارة التي دخلت في الجسم بعد عملية الصبغ عبر وسائل الإخراج المختلفة.
قد تكون الصبغات المعدنية التي تحتوي على مركبات البزموث غير الذوَّابة مناسبة لصبغ الشعر، إذ إن مركبات هذا المعدن غير متاحة للامتصاص حتى وإن وجدت على البشرة المكشوطة، أو التي تعرضت للحرق، مع مراعاة الأخذ بجميع الطرق الســـليمة المذكورة في التعلىمات المرافقة.
ينبغي اختيار الصبغات التي تخلو من المركبات الضارة التي سبق أن أشرنا إليها.
علىنا حين نقوم بعملية الصبغ بالصبغات الاصطناعية أن نلتزم تماماً بالوقت المحدد لها، ولذلك ننصح بأن يقوم بعملية صبغ الشعر خبيرة أو خبير في هذا الشأن، أو أن نلتـــــزم بجــــميع التعلىمات بحـــذافيرها عنــدما تقوم بعملية الصبغ بأنفسنا.
وبالنسبة للنساء، فإن الشعر بعد عملية الصبغ يحتاج إلى عناية مخصصة له، لأن الشعر المصبوغ بالصبغات الاصــــطناعية يتميز بحساسية واضحة تجاه العوامل الخارجيــة التي تؤدي إلى جفافه وصعوبة تمشيطه، ولهذا ينبغي الاستعانة بنصائح الخبيرات لمعالجة الشــــعر بعد الصــبغ بالمســـتحضــرات المناسبة.
ينصح خبراء التجميل بجعل فترة زمنية فاصلة بين عملية الصبغ وعملية التجعيد "برماننت"، إذ لابد من ترك مدة ثلاثة أسابيع على أقل تقدير بين عملية الصبغ وبين عملية التجعيد الدائم "برماننت" سواءً كان البدء بالصبغة أولاً أو بعملية التجعيد، ومن الأفضل أن تتم عملية التجعيد إن كانت لازمة في النهاية، حيث إنها تصحح اللون في أغلب الأحيان وتضيئه . فعملية التجعيد مباشرةً بعد الصبغ، أو الصبغ مباشرةً بعد عملية التجعيد من شأنها أن تنتج شعراً معطوباً يصعب علاجه .
يقول الخبراء أنه يمكن علاج حالات الشيب غير العادية عن طريق الأطعمة والفيتامينات، أما حالات الشيب الوراثي أو الناتج من التقدم في السن فلا علاج له غير الصبغ الصحي المناسب.
من الأفضل عدم صبغ الشعر في فصل الصيف أو على الأقل التقليل منه، فقد دلت بعض الدراسات أن الشعر في فصل الصيف يتعرض إلى التقصف، وتزداد التفاعلات الكيميائية مع المواد التي تعلق بفروة الرأس فيحتمل أن تتفاعل المواد الكيميائية الموجودة في الصبغات والمواد السابقة من الجو على فروة الرأس فتؤثر هذه التفاعلات على بصيلات الشعر مما يجعلها أضعف في النمو.
يفضل بعض خبراء تجميل الشعر صبغ الشعر في الشتاء أو الربيع وتحديداً بين أكتوبر وأبريل