قبل أن نؤمن بالمصارحة يجب أولاً أن نغير بعضاً من عاداتنا ونقدم على خطوات أولية لها، لأن الصراحة ثقيلة أحياناً وليست سهلة، فيجب التمهيد لها بتخفيضها ليس للرجال فقط ولكن للمرأة أيضاً والصغار والكبار.
? الروح والجسد
المصارحة مهمة للإنسان نفسياً وجسدياً واجتماعياً، فبحوث العلماء أكدت أن الإنسان الذي يكبت في نفسه ولا يُحدث أحداً يتعرض لضغوط، ومن ثم تتابع عليه تغيرات جسدية لأن الغدد تفرز والدورة الدموية تضطرب، محدثة الأمراض الجسدية الخطيرة، علاوة على تأثر نفس الإنسان من ضغوطه فيصبح عصبياً ومتوتراً إلى آخر هذه الأمراض النفسية.
وكذلك على المستوى الاجتماعي،
فبالمصارحة نعرف نوايا الآخرين كيف يفكرون؟ وبماذا يخططون؟ وهكذا .. حتى الأسرة التي يتصارح أفرادها ويتناقشون في أمورهم – صغيرة كانت أم كبيرة – تكون مستقرة أكثر من الأسرة الهادئة التي يضع أفرادها ضوابط وقيوداً في حديثهم.
? عشر خطوات
ولكي يتهيأ الزوجان للمصارحة ندرج لهما (10) خطوات بها تصبح المصارحة سهلة ومقبولة:
1- التمييز بين الخطأ والإنسان:
إذا رسب أحد الأبناء في مادة الرياضيات مثلاً فلا يحق لأبيه أو أمه – أن يسبه في شخصه كأن يقول إنك لا تفهم .. أو غشيم فهنا يهاجم الشخص نفسه بتجريح وإهانة .. ولا يحاول تقويم الخطأ في نفسه، فهذا يحدث أثراً عكسياً.
2- الموضوعية:
يجب على أحد الزوجين ألا يخلط بين ما حدث في الوقت الحاضر والزمن الماضي، كأن يحدث خطأ بسيط من زوجته فينهال عليها لوماً، بأنها ومنذ زمن حدث كذا وكذا وينسى أن ينصح للخطأ نفسه فقط.
3- اختيار الكلمات: الأسلوب أو انتقاء الكلمات سلاح ذو حدين: إما أن يزيد المشكلة اشتعالاً أو يقضي على الخلاف قبل تفاقمه، إذن فالوضوح مطلوب وتجنب الغموض أيضاً مطلوب في المصارحة، فعلى الزوجين ألا يحورا الكلمات ولكن يحددان، نطقهما فهو أجدى للمصارحة.
4- اختيار الأسلوب الهادئ المباشر: الصوت مهم في المصارحة أي الأفضل أن يكون هادئاً لأن ارتفاع الصوت يظهر الغضب ويقطع الحوار وكذلك إشارات الأيدي بانفعال.
5- التجزئة في المصارحة: كأن يجلس الزوجان معاً فتسأل الزوجة عن عيوبها فلا يصارحها بجميعها مرة واحدة ولكن الأفضل أن تكون مجرأة.
أي كل شهر يقول واحدة .. وهكذا حتى لا تكون صعبة .
6- اختيار الوقت المناسب : أنسب وقت للمصارحة متى كان الطرفان هادئين.
وإذا كان أحدهما متوترا .. فلن تكون هناك مصارحة بينهما.
7- العزلة: بمعنى: لا يحق لأحد الزوجين مخاطبة الآخر عن نقص أو خطأ فيه أمام الأهل أو الآخرين أو حتى الأبناء، لأن هذا الأسلوب يحدث شرخاً في العلاقة الزوجية، ولكن الانفراد للمصارحة أفضل وأسلم.