يرى الباحثون من أفريقيا الجنوبية أن تناول وجبات غذائية غنية بمكسرات الكاجوcashew يُسهم في تحسين حساسية النظام العصبي للتحكم في مستوى ضغط الدم وآلية تنظيم مكونات هذا الجهاز الموجود في جدران الأوعية الدموية الكبيرة في الجسم baroreflex sensitivity.
في حين يرون بالمقابل أن تناول وجبات غذائية غنية بمكسرات الجوز يُضعف من قدرات هذا النظام العصبي الذي تعمل نهايات الخلايا العصبية فيه على استشعار مدى قيمة ضغط الدم في الجسم والعمل على ضبطها عبر عدة طرق لإبقائها ما أمكن ضمن المعدل الطبيعي. وتعد المحافظة على هذا الجهاز العصبي لتنظيم ضغط الدم أحد أولويات الجسم نظراً لدوره الحيوي فيه.
وعادة ما تقل حساسية هذا الجهاز العصبي لدى مرضى القلب، وكذلك الحال في حساسية هذا الجهاز لدى المُصابين بما يُعرف بمتلازمة الأيض، حيث تتجمع عدة عوامل لدى المُصاب بها تعمل كعوامل مجتمعة في رفع خطورة الإصابة بأمراض القلب، وتحديداً عوامل السمنة وخاصة في البطن، وارتفاع ضغط الدم، وقلة الاستجابة للأنسولين مما يرفع نسبة سكر الدم، تكون مصحوبة باضطرابات في نسب الدهون والكولسترول في الدم.
مكسرات الكاجو
* وتمتاز مكسرات الكاجو بغنى محتواها من الدهون الأحادية غير المشبعة كما هو الحال في زيت الزيتون، بينما الجوز غني بالدهون العديدة غير المشبعة كما هو الحال بالمقابل في زيت الذرة ودوار الشمس.
وحينما قام الباحثون بدراسة التأثير على ثلاث مجموعات من الناس المُصابين بمتلازمة الأيض، الأولى تناول الأفراد فيها وجبات شكلت الكاجو مصدر 20% من طاقة الغذاء اليومي، والمجموعة الثانية شكل الجوز مصدر 20% من طاقة الغذاء اليومي، والمجموعة الثالثة تناولوا فيها الأفراد وجبات غذائية عادية.
ووجد الباحثون أمرين:
الأول:أن حساسية هذا الجهاز المنظم لضغط الدم لم تتأثر لدى المجموعة الأخيرة، وساءت لدى متناولي الجوز، بينما تحسنت لدى متناولي الكاجو.
الثاني : أن متناولي الكاجو بكثرة ارتفعت لديهم نسبة سكر الدم.
هذه النتائج أثارت العديد من التساؤلات حول تأثير الإكثار من المكسرات بهذه الكمية الكبيرة، سواء من النوع العالي بالدهون الأحادية غير المشبعة أو الدهون العديدة غير المشبعة.
واللافت للنظر هو تحسن حساسية الجهاز المنظم لضغط الدم لدى تناول كميات كبيرة من الكاجو، لكن مع ارتفاع نسبة سكر الدم.
ولذا فإن حتى الباحثين أنفسهم رأوا ضرورة إجراء مزيد من البحث على تأثيرات الإكثار من تناول المكسرات، ونوعية الزيوت فيها.
الكاجو والقيمة الغذائية
* الكاجو تستخرج من ثمار أشجار أصل منشؤها هو البرازيل.
وسُميتكاجو بمعنى ثمرة في لغة البرتغال، وتنتشر زراعتها اليوم في غالب المناطق ذات المناخ الاستوائي حيث الرطوبة والحرارة.
والكاجو من المكسرات التي تشكل الدهون غير المشبعة فيها نسبة 75%
من أنواع الدهون فيها.
ولذا فقلة تزويد الجسم بالنحاس تسهم في نشوء فقر الدم وخلخلة ( هشاشة ) العظم، ومشاكل المفاصل واضطرابات قدرات الذهن ومناعة الجسم وغيرها.
* تعمل مجموعة من الخلايا العصبية المتجمعة في مناطق عدة من بطانة جدران الشرايين أو الأوردة الكبيرة في الجسم كجهاز يرصد أي تغيرات في مقدار ضغط الدم داخل الشرايين والأوردة، وإبلاغ المعلومات هذه الى الدماغ كي يكون على اطلاع بما يجري داخل الجسم. والهدف الرئيس هو حث الدماغ على إصدار تعليمات للقلب وللشرايين كي يعملا للوصول بمقدار ضغط الدم الى معدلات طبيعية ما أمكن.
وهناك نوعان من أجهزة الرصد العصبية هذه، نوع متخصص في رصد ارتفاع ضغط الدم وموجودة في الشريان الأورطي، أكبر شرايين الجسم والخارج مباشرة من القلب، والشريان السباتي الداخلي، وهو الشريان الرئيسي لتغذية الدماغ ويجري في الرقبة.
ونوع متخصص في رصد انخفاض الضغط وموجود في الأوردة. والمهم حول الجهاز الموجود في شرايين الرقبة أن الضغط باليد على هذه المنطقة يثير المستقبلات هذه، وبالتالي ينتج عن ذلك انخفاض في نبض القلب وربما توقف القلب.
وفي حالات ارتفاع ضغط الدم المرضي، تتصرف المستقبلات كأن ما ترصده من ارتفاع في ضغط الدم على أنه أمر طبيعي، نتيجة لزوال حساسية تفاعلها ورصدها لهذا الإرتفاع المتواصل لشهور وسنوات، ولذا فإنها تصبح مخدوعة بما يجري وتعتبر أن الخطأ أمر طبيعي! والدور المحتمل للكاجو كما يبدو من هذه الدراسة المبدئية هو إعادة النشاط والحيوية إليها والمساهمة في «فتح أعينها» جيداً لما يدور من خطأ بارتفاع ضغط الدم.