بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ
الحمدلله يؤتي الحكمة من يشاء ومن يؤت الحكمة فقد أوتي خيرا كثيرا والصلاة والسلام على من بُعث فينا يتلو علينا آيات ربنا ويزكينا ويعلمنا الكتاب والحكمة
أما بعد
فأستاذنكم أيها الكرام في أن أحدثكم عن شاب له صفات عظيمة وخلال جليلة وخصال حميدة ؛ فتعالوا لأحدثكم عنه:
هذا الشاب مخلص العبادة لربه لا يصرف شيئا من عبادته لغير الله لا قليل ولا كثير لا شيئا من عمل الجوارح ولا شيئا من عمل القلوب ثم هو بعد ذلك مقيم لصلاته حق الإقامة لا يفرط فيها ، قد علق قلبه بالمساجد .
وهو بر بوالديه في كلامه وتعاملاته ؛ فقيه في بره يعلم أن لأمه مزية في البر وحق أعظم في الطاعة؛إن ضايقه والداه في دينه لم يحمله ذلك على العقوق بل هو مصاحب لهما بالمعروف وإن لم يطعهما في معصية ربه .
تأكدوا أني أحدثكم عن شاب في ريعان الشباب وليس رجلا قد جرب وعرف وهذبته السنين وأدبته الأيام .
لم تنته مميزات هذا الشاب وصفاته الزكية وأخلاقه العلية .
فهو يعلم مقدار إحاطة الله وعلمه وإطلاعه ؛ ويعلم أنه سبحانه لا يخفى عليه شيء في الأرض ولا في السماء ؛ بل يأتي بمقدار الحبة من الخردل أنى كانت .
وشابنا المبارك يأمر بالمعروف بمعروف وينهى عن المنكر بلا منكر وإن أصابه أذى نتيجة ذلك صبر عليه في عزيمة وصمود .
وهو أيضا متواضع في تعامله مع الناس يهتم حتى بقسمات وجهه وحركاته ؛ وهو معترف بنعم ربه عليه لا مختالا ولا فخور.
وهو أيضا من الأدب بالمنزلة العلية فهو مهتم حتى بطريقة مشيه فيمشي مشي الرجال تواضعا لا تكبرا ولا تماوتا ؛ قد اكتملت آدابه الفعلية حتى اهتم بطريقة مشيته.
وهو لا يفعل مثل غيره من الشباب الذين جل كلامهم الصراخ ؛ بل يتحدث بصوت مسموع لا يزعج من ارتفاعه ولا يتعب من عدم سماعه !
قد اكتملت آدابه القولية حتى اهتم بمستوى صوته عند كلامه .
فهل عرفتم من هو هذا الشاب ؟
إنه الصورة التي اراد لقمان الحكيم لابنه أن يكون عليها ؛ إنها خريطة الحياة السعيدة للشاب المسلم التي قصها الله علينا في كتابه .
موعظة لقمان البليغة التي اعتنى فيها بالعقائد والعبادات والآداب ؛ ثم ساقها لفلذة كبده .
إنها صفات القدوات العظيمة ؛ صفات القادة الربانيين .
وهي رسالة ومنهج تربوي كامل لمن أراد أن يربي أولاده التربية الصحيحة .
منهج ينبغي لكل من له اهتمام بتربية الشباب المسلم أن يعتني به .
منهج بين الله لنا قبل أن يذكره أن من سيتكلم به قد آتاه الله الحكمة لتزداد عنايتنا به .
صفات عظيمة لشاب عظيم نتمنى والله أنها تنطبق اليوم على الرجال الكبار منا قبل الشباب وطلاب العلم قبل غيرهم .
سبع آيات في سورة لقمان تغني عن كثير من مؤلفات التربية ومناهج الشرقيين والغربيين لأنها تنزيل من عليم خبير حكيم عزيز .
ارجع للآيات وتأملها حرفا حرفا وكلمة كلمة
ثم تأمل شبابنا وهم يحملون هذه الصفات وتأمل الآباء والمربين وهم يحرصون على إخراج هذه الصورة لهذا الشاب على أرض الواقع .
اللهم هب لقلوبنا مفاتيح تدبر كلامك ووفقنا لفقه مرادك إنك أنت العزيز الوهاب وفق الله الجميع والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته .
مصلح بن زويد العتيبي
فجر 1445/9/23 هـ .
موضوع جد رائع ونتمنى ان تكون هته الصفات في ابناء الاجيال القادمةوحتى الحالية مشكورة اختي موضوع جميل يستحق التقييم وحتى الثثبيث جزاك الله خيرا
|
بارك الله فيكِ
نتمنى فعلاً ان تكون كذالگ
شكراً حبيبتي لكي مني احلى تقييم
يعطيك العافية
وبارك الله فيك انتي ايضا للاسف حبيبتي ماني مشرفةحتى تبث الموضوع بس اتمنى المشرفات يثبثونه كرمال الجهد يلي سويته رمضان كريم يالغالية
موضوع قمة في الروووعة
جزاك الله خير أختي