بسم الله الرحمن الرحيم
سؤال فضيلة الشيخ/ عبدالعزيز الخضير السلام عليكم هل من نصيحة للنساء اللاتي يخرجنا إلى الأسواق في رمضان, وخاصة في العشر الأواخر؟
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته.
الحمد لله والصلاة والسلام على من لانبي بعده …. أما بعد:
الجواب :
نلاحظ إذا دخلت العشر الأواخر من رمضان, كثرة النزول إلى الأسواق وخاصةً ( النساء) لِتَجْهِيزِ وشراء احتياجات العيد من ملابس وفساتين وأحذية وغير ذلك وهذا لا بأس , لكن في أفضل ليالي الدنيا! والتي قد تكون توافق ليلة القدر وهي خيرا من ألف شهر :"مَن حُرِمها فقد حُرم الخيركلّه"، حقيقة بعض النساء هداهن الله تجول في الأسواق الساعات الطوال تتعب وترهق زوجها وأبنائها تبحث عن ضالتها : عن قطعة قماش مديلها كذا أونعال…………… يا للعجب؟!
ناهيك من بعضهن من تلبس البنطال أو تتجمل أوتتطيب أوتنتقب فتفتن الرجال؟! في هذه الليالي المباركة وغيرها, فحذري كل الحذر أن يكون هذا كله في وزرك!لكن العاقل الفطن! الذي إذا دخلت العشر استن بسنة المصطفى صلى الله عليه وسلم كما جاء في صحيح مسلم من رواية مسروق عن عائشة رضي الله عنها قالت:"كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ:" إِذَا دَخَلَ الْعَشْرُ أَحْيَى اللَّيْلَ وَأَيْقَظَ أَهْلَهُ وَجَدَّ وَشَدَّ الْمِئْزَرَ".
وفي الصحيحين عن عائشة رضي الله عنها قالت: "كان رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ:"إِذَا دَخَلَ الْعَشْرُ شَدَّ مِئْزَرَهُ وَأَحْيَا لَيْلَهُ وَأَيْقَظَ أَهْلَهُ".هذا لفظ البخاري ولفظ مسلم "أَحْيَا اللَّيْلَ وَأَيْقَظَ أَهْلَهُ وَشَدَّ الْمِئْزَرَ". وفي رواية لمسلم عنها قالت: كان رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ :"يَجْتَهِدُ فِي الْعَشْرِ الأَوَاخِرِ مَا لاَ يَجْتَهِدُ فِي غَيْرِهِ".وكان النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يخص العشر الأواخر من رمضان …
بأعمال لايعملها في بقية الشهر منها:1-قوله: وأحيا ليله أي:سهره فأحياه بالطاعة، والمعنى: أحياه بالقيام والتعبد لله رب العالمين، ونسبة الإحياء إلى الليل مجاز؛ لأنه إذا سهر فيه للطاعة فكأنه أحياه؛ لأن النوم أخو الموت، وإحياء الليل يحتمل أن المراد إحياء اللي لكله، ويحتمل أن المراد إحياء غالبه، وقد سبق مثل هذا في قول عائشة رضي الله عنها:"كَانَ يَصُومُ شَعْبَانَ كُلَّهُ كَانَ يَصُومُ شَعْبَانَ إِلاَّ قَلِيلاً"، ويؤيد هذا قول عائشة رضي الله عنها: "وَمَا رَأَيْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَامَ لَيْلَةً حَتَّى الصَّبَّاحِ", وهذا جائز في لغة العرب.2-قوله: صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كان يوقظ أهله للصلاة: قال سفيان الثوري: أحبّ إلى إذا دخل العشر الأواخر أن يتهجد بالليل ويجتهد فيه وينهض أهله وولده إلى الصلاة إن أطاقوا ذلك.
وقد صح عن النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أنه كان يطرق فاطمة وعليًا ليلاً فيقول لهما:"أَلا تَقُومَانِ فَتُصَلِّيَانِ؟ ". وكان يوقظ عائشة بالليل إذا أقضى تهجده وأراد أن يوتر قال رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ:"[color=#008000]رَحِمَ اللَّهُ رَجُلاً قَامَ مِنَ اللَّيْلِ فَصَلَّى وَأَيْقَظَ امْرَأَتَهُ ، فَإِنْ أَبَتْ نَضَحَ فِي وَجْهِهَا الْمَاءَ ،رَحِمَ اللَّهُ امْرَأَةً قَامَتْ مِنَ اللَّيْلِ فَصَلَّتْ وَأَيْقَظَتْ زَوْجَهَا فَإِنْ أَبَى نَضَحَتْ فِي وَجْهِهِ الْمَاءَ[/color]". رواه أحمد، والنسائي وأبو داود، وصححه ابن خزيمة وابن حبان والحاكم عن أبي هريرة، وفي رواية:" مَنِ اسْتَيْقَظَ مِنَ اللَّيْلِ وَأَيْقَظَ أَهْلَهُ، فَقَامَا فَصَلَّيَا رَكْعَتَيْنِ، كُتِبَا مِنَ الذَّاكِرِينَ اللَّهَ كَثِيرًا وَالذَّاكِرَاتِ".قال الحافظ في " النتائج ": و اختلف في وقفه و رفعه على علي بن الأقمر. قلت: وقال الدارقطني والصحيح وقفه.
وفي الموطأ من رواية مالك عن زيد بن أسلم عن أبيه :أن عمر بن الخطاب رضي الله عنه:"كَانَ يُصَلِّي مِنَ اللَّيْلِ مَا شَاءَ اللَّهُ، حَتَّى إِذَا كَانَ مِنْ آخِرِاللَّيْلِ، أَيْقَظَ أَهْلَهُ لِلصَّلاَةِ ". يَقُولُ لَهُمُ :" الصَّلاَةَ الصَّلاَةَ".ثُمَّ يَتْلُو هَذِهِ الآيَةَ وَأْمُرْ أَهْلَكَ بِالصَّلاَةِ وَاصْطَبِرْ عَلَيْهَا، لاَ نَسْأَلُكَ رِزْقًا، نَحْنُ نَرْزُقُكَ، وَالْعَاقِبَةُ لِلتَّقْوَى[طه:46].
وكانت امرأة حبيب أبي محمد تقول له بالليل: قد ذهب الليل وبين أيدينا طريق بعيد وزادنا قليل، وقوافل الصالحين قد سارت قدامنا، ونحن قد بقينا.
وفي الصحيحين من رواية أبي سلمة ، عن أبي هريرة ، رضي الله عنه، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال:" مَنْ قَامَ لَيْلَة الْقَدْر إِيمَانًا وَاحْتِسَابًا غُفِرَ لَهُمَا تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبه".
فمن تقبل منه في ليلة القدر فعبادة ليلة واحدة تفضل عبادة ألف شهر وذلك ثلاثة وثمانون عاماً وأربعة أشهر فهذا ثواب كبير وأجر عظيم على عمل يسير قليل على من يسره الله عليه فقد قال معاذ للنبي صلى الله عليه وسلم أخبرني بعمل يدخلني الجنة ويباعدني عن النار فقال له صلى الله عليه وسلم:"لَقَدْ سَأَلْتَ عَنْ عَظِيمٍ وَإِنَّهُ لَيَسِيرٌ عَلَى مَنْ يَسَّرَهُ اللَّهُ عَلَيْهِ". والحديث فيه نظر ومعناه صحيح.
فحرص كل الحرص على أن تقضي حاجاتك من الآن قبل دخول العشر.
والله الموفق..