هذا إذا كثرت الفتن فالعبرة بمن نجا كيف عمل حتى نجا، وإلا فالعبرة حاصلة في الكل من هلك ومن نجا، قال الله تعالى: {لَقَدْ كَانَ فِي قَصَصِهِمْ عِبْرَةٌ لِأُوْلِي الأَلْبَابِ مَا كَانَ حَدِيثًا يُفْتَرَى وَلَكِنْ تَصْدِيقَ الَّذِي بَيْنَ يَدَيْهِ وَتَفْصِيلَ كُلِّ شَيْءٍ وَهُدًى وَرَحْمَةً لِقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ} [يوسف:111]، حتى الإنسان فيه عبرة: في سمعه، وفي بصره، وكذا في الليل والنهار والشمس والقمر، والجبال والشجر والدواب، والبحار وكل شيء، قال الله تعالى: {فَاعْتَبِرُوا يَا أُولِي الأَبْصَارِ} [الحشر:2]، ولكن هذا مقيد بأن العبرة في من نجا ليست كمن هلك، فالذي ينجو من الفتن تكون فيه العبرة أعظم، فقد قال النبي صلى الله عليه وسلم: (( إن السعيد لمن جنب الفتن، إن السعيد لمن جنب الفتن، إن السعيد لمن جنب الفتن، ولمن ابتلي فصبر فواها))، أي: فوا عجبًا له، فمن نجا من الفتن ففيه عبرة.