مما لا شك فيه أن كل مؤمن يتمنى أن يحصل على محبة الله وولايته ويبذل الغالي والنفيس لأجل ذلك
ومعرفتنا لأحب الأعمال إلى الله والقيام بها هو أكثر الأمور التي تختصر الطريق لذلك
وقد ذكر ابن الجوزي رحمه الله أن الناس 4أصناف في ذلك
الصنف الأول عندهم أنفع العبادات وأفضلها :أشقها على النفوس وأصعبها وروا حديثا لا أصل له (أفضل الأعمال أحمرها)أي أصعبها وأشقها وهؤلاءهم أهل المجاهدات والجور على النفوس
الصنف الثاني قالوا : أفضل العبادات التجرد والزهد في الدنيا ,والتقلل منها غاية الإمكان
الصنف الثالث :رأوا أنفع الأعمال وأفضلها ما كان فيه نفع متعد ,فرأوه أفضل من النفع القاصر ,فرأوا خدمة الفقراء ومساعدتهم بالمال والجاه أفضل .واحتجوا بحديث الرسول صلى الله عليه وسلم:(الخلق كلهم عيال الله ,وأحبهم إليه أنفعهم لعياله)رواه أبو يعلى
واحتجوا بأن عمل العبد قاصر على نفسه ,وعمل النفاع متعد إلى الغير وأين أحدهما من الآخر؟
قالوا ولهذا كان فضل العالم على العابد كفضل القمر على سائر الكواكب
قالوا ولهذا قال الرسول صلى الله عليه وسلم لعلي ابن ابي طالب :(لأن يهدي الله بك رجلا واحدا خير لك من حمر النعم)
واحتجوا بأن صاحب العباده إذا مات انقطع عمله ,وصاحب النفع الا ينقطع عمله مادام نفعه الذي نسب إليه
الصنف الرابع :قالوا إن أفضل العبادة :العمل على مرضاة الرب في كل وقت بما هو مقتضى ذلك الوقت ووظيفته
فأفضل الأعمال وقت الجهاد :الجهاد وإن آل إلى ترك الأوراد من صلاة الليل وصيام النهار .بل ومن ترك إتمام صلاة الفرض-يقصد صلاة الخوف حيث تقصر الصلاة
والأفضل في وقت حضور الضيف :القيام بحقه ,والاشتغال به عن الورد المستحب
والأفضل في وقت السحر :الاشتغال بالقرآن , والصلاة, والدعاء والذكر
والأفضل في أوقات ضرورة المحتاج إلى المساعدة بالجاه أو البدن أو المال:الاشتغال بمساعدته , وإغاثة لهفته , وإيثار ذلك على أورادك وخلواتك
والأفضل في وقت النوازل وأذاة الناس لك :أداء واجب الصبر مع خلطتك بهم , دون الهرب منهم
فإن المؤمن الذي يخالط الناس ليصبر على أذاهم أفضل من الذي لايخاطهم ولا يؤذونه
ثم ذكر كلاما رآآآآئعا بديعا جميلا جدا عن أهل التعبد المطلق إن أحببتم أن أنقله لكم نقلته
ملا حظة:اختصرت الموضوع حتى تعم الفائدة بدون كثير ملل
أتمنى أن تكونوا استفدتم واستمتعتم وأن لا تنسوني من دعوة صالحة
بظهر الغيب