إذا قفي مع نفسك لحظة صدق وقولي لها :
يا نفس كيف أنت منى غدا وقد رأيت ركاب أهل الجنة يسعى نورهم بين أيديهم وبأيمانهم .. كيف بك وقد حيـل بينك وبينهم .
هل سينفـع الندم ؟ هل ستغني الحسـرات ؟
أم هل سينفع طلب الرجوع عند الممـات .
و تذكري …
أن الله لم يخلقك عبثا ولم يتركك سدي بل أن الله خلقك لغاية جليلة
ألا وهي عبادته قال الله تعالى :
(( وما خلقت الجن والإنس إلا ليعبدون ))
والله سبحانه وتعالى أوجدنا في هذه الدار للاختبار فبعد انقضاء الأعمار الكل سيقف بـين يديه ليس بينه وبين الله حجاب فيسأله عن الصغير والكبير والنقير والقطمير.
تــذكــري
أن الموت قادم قال تعالى :
(( كل نفس ذائقة الموت وإنما توفون أجوركم يوم القيامة فمن زحزح عن
النار فقد فاز وما الحياة الدنيا إلا متاع الغرور ))
ولك أن تتخيلي أن ملك المـوت قد دخل عليك الآن وأنت بين تلك الكربات وتلك الحسرات تسألي نفسك يا ترى بأي نداء سوف ينادي علي ؟
هل سيقول يا أيتها النفس المطمئنة أخرجي إلى مغفرة من الله ورضوان ؟
أم سينادي ويقول يا أيتها النفس الخبيثة أخرجي إلى سخط من الله وغضب؟
تــذكــري
لحظة دخولك القبرعندما يأتيك ملكان فيسألانك :
من ربك ؟ وما دينك ؟ وماذا تقولين في الرجل الذي بعث فيكم؟
فمن عاشت في طاعة الله غير متبرجة بزينة فتقول بلسان الواثق بوعد
الله ربي الله وديني الإسلام ومحمد رسول الله فيفسح لها في قبرها مد
البصر وتفتح لها باب من أبواب الجنة ويأتيها من روحها ونعيمها
أما الأخرى العاصية المتبرجة والتي جعلت إلهها هواها يأتيها الملكان
فلا يجدوا منها إجابة إلا قولها هــا ، ها ، ها….لا أدري
فيضيق عليها قبرها حتى تختلف أضلاعها ويفتح لها باب من النار فيأتيها
من حرها وسمومها .
تــذكــري
شدائد يوم القيامة فكيف بك يا أمة الله إذا رجعت الأرض وبست الجبال
وشخصت الأبصار وخشعت الأصوات للرحمن فلا تسمع إلا همسها
وتقطعت الأسباب وزفرت النار فشاب الصغير وصاح الكبير وشيبتاه وصاح المفرط واخيبتاه وأزفت الآزفة وبلغت القلوب الحناجر وتوالت المحن على العباد ونودي باسمك من بين الخلائق للحساب أين فلانة بنت فلان ؟ هلمي إلى العرض على الله عز وجل فوثبتي على قدميك ترتعد فرائصك وتضطرب جوارحك متغير لونك فزعه مرعوبة من الوقوف بين يدي الله الواحد القهار للسؤال والحساب فبأي لسان تجيبينه حين يسألك عن قبيح فعلك وعظيم جرمك عندما كنت متبرجة وبأي قدم تقفين غدا بين يديه وبأي نظر تنظرين إليه وبأي قلب تتحملين كلامه العظيم الجليل ومساءلته إياك يوم يقول لك يا أمة الله جسمك لماذا عــريتيه ؟
ولماذا لم تستريه ؟ لماذا لم تتقي الله فيه ؟ والشباب لماذا فتنتيه؟ أما
أجللتيني ؟ أما استحييت مني ؟
تــذكــري
مجيء جهنم ، أخرج الإمام مسلم من حديث عبد الله بن مسعود أنه قال :
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :
" يؤتى بجهنم لها سبعون ألف زمام مع كل زمام سبعون ألف ملك يجرونها "
فيا له من مشهد مهيب تنفطر منه القلوب ، فإذا جيء بجهنم زفرت زفرة فلا
يبقى ملك مقرب ولا نبي مرسل إلا جثي على ركبتيه والكل يقول :
اللهم سلم سلم .. والكل يقول : نفسي نفسي ..
تــذكــري
أنها النار يا أختاه التي أوقد عليها ألف عام حتى احمرت وألف عام حتى
ابيضت وألف عام حتى اسودت فهي الآن سوداء مظلمة ..
تذكري أن نعيم الدنيا كله لا يساوي غمسة في جهنم ، واعلمي لو أن أهل
الأرض جميعا عصوا الله وأطعت أنت فلن تضرك معصيتهم
أختاه ذنبك ….. ذنبك إنما هو دمك ولحمك .
فإن سلمت من ذنبك سلم لك دمك ولحمك وأن تكن الأخرى فإنما هى نار
لا تطفأ وجسم لا يبلى ونفس لا تموت .
تــذكــري
يوم تشهد عليك الجوارح والأركان ، قال تعالى :
( اليوم نختم على أفواههم وتكلمنا أيديهم وتشهد أرجلهم بما كانوا يكسبون )
بل ستشهد عليك الأرض التي تمشين عليها متبرجة متعطرة.
أخرج الترمذي من حديث أبي هريرة أنه قال : قرأ النبي صلى الله عليه
وسلم هذه الآية : (( يومئذ تحدث أخبارها ))
قال : " أتدرون ما أخبارها ؟ "
قالوا الله ورسوله أعلم
قال : "فإن أخبارها أن تشهد على كل عبد وأمه بما عمل على ظهرها
أن تقول ، عملت كذا وكذا في يوم كذا وكذا فهذه أخبارها "
تــذكــري
تطاير الصحف والناس في هذا المشهد صنفين لا ثالث لهما .
صنف يأخذ صحيفته بيمينه فيصرخ بأعلى صوته وهو يجري في ارض
المحشر ويقول : (( هاؤم اقرءوا كتابيه إني ظننت أنى ملاق حسابية فهو
في عيشة راضية في جنة عالية ))
فتنادي عليه الملائكة وعلى أمثاله من أهل الجنة وتقول :
(( كلوا واشربوا هنيئاً بما أسلفتم في الأيام الخالية ))
الصنف الآخر " أعاذنا الله منه " يأخذ صحيفته بشماله أو من وراء ظهره فيصرخ بأعلى صوته في حسرة شديدة ويقول :
(( يا ليتني لم أوت كتابية ولم أدر ما حسابية يا ليتها كانت القاضية ما أغني
عني مالية هلك عني سلطانية ))
فيأمر الله الملائكة ويقول لهم : (( خذوه فغلوه ثم الجحيم صلوه ))
تــذكــري
الميزان قال تعالى : (( فمن ثقلت موازينه فأولئك هم المفلحون ومن خفت موازينه فأولئك الذين خسروا أنفسهم في جهنم خالدون ))
تــذكــري
الصراط وأهواله فالناس بعد هذه الأهوال يساقون إلى الصراط وهو جسر ممدود على متن النار أحد من السيف وأدق من الشعر فمن استقام في هذا العالم على الصراط المستقيم خف على صراط الآخرة ونجا .
ومن عدل عن الاستقامة في الدنيا تعثر وتردى فتفكري الآن فيما يحل من الفزع بفؤادك إذا رأيت الصراط ودقته ثم وقع بصرك على سواد جهنم من تحته ثم قرع سمعك شهيق النار وتغيظها وقد كلفت أن تمشي على الصراط مع ضعف حالك واضطراب قلبك وتزلزل قدمك وثقل ظهرك بالأوزار المانعة لك عن المشي على بساط الأرض فضلاً عن حدة الصراط فكيف بك إذا وضعت عليه إحدى رجليك فأحسست بحدته وأضررت إلى أن ترفعي القدم الثانية والخلائق بين يديك يزلون ويتعثرون وآخرون يخطفون بالخطاطيف وبالكلاليب وتسمعي العويل والبكاء وتنظرين إلى الذين ينتكسون على رؤوسهم وآخرين على وجوههم فيا له من منظر فظيع ومرتقي ما أصعبه تتلفتي يمينا وشمالا إلى من حولك من الخلق وتديري فيهم بصرك وهم يتهافتون أمامك على جهنم والنبي يقول اللهم سلم سلم .
فتصوري لو زلت قدمك فهل ينفعك ندمك وتحصرك في ذلك الوقت كلا
(( يومئذ يتذكر الإنسان وأن له الذكرى )) .
تــذكــري
جنة نعيمها مقيم أو نار عذابها أليم ، وتذكري قوله تعالى :
( لا يستوي أصحاب النار* وأصحاب الجنة * أصحاب الجنة هم الفائزون)
اللهم إنا نسألك الجنة ونعيمها وما قرب إليها من قول أو عمل
ونعوذ بك من النار وجحيمها وما قرب اليها من قول او عمل