بسم الله الرحمن الرحيم وبه أستعين، وأصلي وأسلم على المبعوث رحمةً للعالمين نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين، وبعد…
فقد ركن الكثيرون للدنيا وآثروها على الآخرة ، ومن أسباب ذلك عدم إدراكهم لنعيم الجنة ودرجاتها وظنهم أن من اليسير دخولها
قال الله تعالى : "انْظُرْ كَيْفَ فَضَّلْنَا بَعْضَهُمْ عَلَى بَعْضٍ وَلَلْآَخِرَةُ أَكْبَرُ دَرَجَاتٍ وَأَكْبَرُ تَفْضِيلًا" الإسراء : 21
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : "ألا إن سلعة الله غالية ، ألا إن سلعة الله الجنة" صححه الألباني
فهذه بعض الأسئلة والأجوبة حول كل ما يتعلق بالجنة ، جمعتها من مواقع للفتوى ، لتذكير الناس بها وحثهم على العمل الجاد لطلبها
أسأل الله أن يبارك في هذه السلسلة ويجعلها نافعة لي ولكم (آمين)
ربما يبدو سؤالي طفوليّاً ، إذا كان شخص يحب شيئاً في هذه الدنيا حبّاً عظيماً ، فهل يحصل عليه في الجنة ؟ كأن يحب الطائرات مثلاً ، فهل يحصل عليها في الجنة ؟ وهل يمكن أن يحصل على مطار أيضاً ؟.
الحمد لله
ليس هذا السؤال طفوليّاً ، بل هو شرعي من عاقل يحسن السؤال ويبحث عن الفائدة وعما يزيد شوقه للجنة وعمله للوصول لها ، وقد سأل بعض أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم ما هو من جنس هذا السؤال .
فعن سليمان بن بريدة عن أبيه أن رجلا سأل النبي صلى الله عليه وسلم فقال : يا رسول الله هل في الجنة من خيل ؟ قال : إنِ اللهُ أدخلك الجنة فلا تشاء أن تحمل فيها على فرس من ياقوتة حمراء يطير بك في الجنة حيث شئت ، قال : وسأله رجل فقال يا رسول الله هل في الجنة من إبل ؟ قال : فلم يقل له مثل ما قال لصاحبه ، قال : إن يدخلك الله الجنة يكن لك فيها ما اشتهت نفسك ولذت عينك .
رواه الترمذي ( 2543 ) ، والحديث حسَّنه الشيخ الألباني في " صحيح الترغيب " ( 3 / 522 ) .
أما عن موضوع سؤالك المعين عمن يحب الطيران والطائرات فقد ورد في جنس هذا النعيم أحاديث صحيحة متنوعة .
فقد ثبت أن أرواح الشهداء في حواصل طير في الجنة تسرح حيث شاءت رواه مسلم ( 2410 ) .
وثبت أن جعفر بن أبي طالب رضي الله عنه يطير في الجنة بجناحين إكراماً من الله عز وجل بدل يديه اللتين قطعتا في غزوة مؤتة .
فعن أبي هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " رأيتُ جعفراً يطير في الجنة مع الملائكة " .
رواه الترمذي ( 3763 ) ، وصححه الألباني في " صحيح الجامع " ( 3465 ) .
وعن ابن عمر رضي الله عنهما أنه كان إذا سلم على ابن جعفر قال : السلام عليك يا ابن ذي الجناحين .
رواه البخاري ( 3506 ) .
والظاهر أن طيران الإنسان بنفسه أبلغ عند أكثر الناس من طيرانه بواسطة ، وأن طيرانه بالخيل في الجنة كما في الحديث المذكور في أول السؤال أبلغ من الطيران بالطائرات ، وقد جاءت آيات وأحاديث في أن للإنسان في الجنة من النعيم ما تشتهيه نفسه وأبلغ من ذلك .
كما في قوله الله تعالى : "يطاف عليهم بصحاف من ذهب وأكواب وفيها ما تشتهيه الأنفس وتلذ الأعين وأنتم فيها خالدون" الزخرف / 71 .
قال السعدي في تفسير هذه الآية :
" ما تشتهيه الأنفس " هذا اللفظ جامع يأتي على كل نعيم وفرح وقرة عين وسرور قلب … على أكمل الوجوه وأفضلها .
وقوله تعالى : " جنات عدن يدخلونها تجري من تحتها الأنهار لهم فيها ما يشاؤون كذلك يجزي الله المتقين " النحل / 31 .
وقوله صلى الله عليه وسلم : قال الله : " أعددت لعبادي الصالحين ما لا عين رأت ولا أذن سمعت ولا خطر على قلب بشر ، فاقرءوا إن شئتم " فلا تعلم نفس ما أخفي لهم من قرة أعين " .
رواه البخاري ( 3072 ) ومسلم ( 2824 ) .
فينبغي أن يقرر الإنسان في نفسه كمال الجنة المطلق وكمال سعادة أهلها .
أما الجزم بأن في الجنة طائرات ومطارات ونحو ذلك مما لم يرد إثباته في النصوص فهذا من علم الغيب الذي يحتاج إلى دليل .
ونقول كما قال الرسول صلى الله عليه وسلم : ( إن يدخلك الله الجنة يكن لك فيها ما اشتهت نفسك ولذت عينك )
نسأل الله أن يعيننا وإياك للعمل بما يقودنا إلى النعيم المقيم في الجنة .
والله أعلم .
الإسلام سؤال وجواب
يتبع إن شاء الله …،،،
إذا دخلت الجنة في النهاية سوف تمل وتزهق وتجرب كل شيء، ومستحيل أن تبقى إلى أبد الآبدين.
أرجوكم ساعدوني فلقد انقلبت حياتي جحيما لا يطاق وأشعر بملل وضجر وأتمنى الموت؟
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فأما أبدية الجنة والنعيم فيها، فلا خلاف فيه بين أهل العلم، والعقل لا يحيل ذلك، فالذي ابتدأ الخلق قادر على إبقائه، فالقول بإحالة البقاء إلى أبد الآبدين لا يدل عليه صحيح منقول ولا صريح معقول.
قال ابن القيم في فصل أبدية الجنة وأنها لا تفنى ولا تبيد من كتاب: حادي الأرواح قال: هذا مما يعلم بالاضطرار أن الرسول صلى الله عليه وسلم أخبر به . انتهـى.
ثم فصل تفصيلا في بيان ذلك ـ رحمه الله. وراجع في بيان ذلك الفتويين: 75768 ، 59060.
وأما كون أهل الجنة يجربون كل شيء وفي النهاية لابد أن يملوا. فهذا إنما يقوله من لا يعلم حقيقة الحياة في مقعد الصدق بجوار الرب الكريم المليك المقتدر تبارك وتعالى، في دار أعدها سبحانه نزلا لأوليائه يكرمهم بها وينعمهم فيها.
قال تعالى: "إِنَّ الَّذِينَ آَمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ كَانَتْ لَهُمْ جَنَّاتُ الْفِرْدَوْسِ نُزُلًا * خَالِدِينَ فِيهَا لَا يَبْغُونَ عَنْهَا حِوَلًا" الكهف:108،107
قال ابن كثير: في قوله:لا يَبْغُونَ عَنْهَا حِوَلا تنبيه على رغبتهم فيها وحبهم لها، مع أنه قد يتوهم فيمن هو مقيم في المكان دائمًا أنه يسأمه أو يمله، فأخبر أنهم مع هذا الدوام والخلود السرمدي، لا يختارون عن مقامهم ذلك متحولا ولا انتقالا ولا ظعنًا ولا رحلة ولا بدلا. انتهـى.
ولذلك إذا دخل أهل الجنة ورأوا ما فيها سموها دار المقامة، كما قال تعالى على لسانهم: "الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي أَذْهَبَ عَنَّا الْحَزَنَ إِنَّ رَبَّنَا لَغَفُورٌ شَكُورٌ * الَّذِي أَحَلَّنَا دَارَ الْمُقَامَةِ مِنْ فَضْلِهِ لَا يَمَسُّنَا فِيهَا نَصَبٌ وَلَا يَمَسُّنَا فِيهَا لُغُوبٌ." فاطر:34،35.
قال القشيري: دَارَ الْمُقَامَةِ . أي دار الإقامة، لا يبغون عنها حولا ولا يتمنون منها خروجاً. اهـ.
وقال السعدي: أي: الدار التي تدوم فيها الإقامة، والدار التي يرغب في المقام فيها، لكثرة خيراتها، وتوالي مسراتها، وزوال كدوراتها. انتهـى.
ثم إن نعيم الجنة متجدد، وهو دائما في ازدياد، فكيف يمل ما هذا شأنه ؟! ومما يدل على ذلك قول النبي صلى الله عليه وسلم: إن في الجنة لسوقا يأتونها كل جمعة فتهب ريح الشمال فتحثو في وجوههم وثيابهم فيزدادون حسنا وجمالا، فيرجعون إلى أهليهم وقد ازدادوا حسنا وجمالا، فيقول لهم أهلوهم: والله لقد ازددتم بعدنا حسنا وجمالا، فيقولون: وأنتم والله لقد ازددتم بعدنا حسنا وجمالا. رواه مسلم.
فننصح السائل الكريم أن يدفع عن نفسه هذه الوساوس، ويقبل على طلب العلم الذي ينير له بصيرته، ويصحح له مفاهيمه وتصوراته، ويحقق به الإيمان الذي يريحه ويشرح صدره، ويدفع عنه ما ذكره من الملل والضجر وجحيم الحياة، قال تعالى: "مَنْ عَمِلَ صَالِحاً مِنْ ذَكَرٍ أَوْ أُنْثَى وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَلَنُحْيِيَنَّهُ حَيَاةً طَيِّبَةً وَلَنَجْزِيَنَّهُمْ أَجْرَهُمْ بِأَحْسَنِ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ" النحل:97
وراجع في مسألة تمني الموت ما يباح منه وما يمنع، الفتوى رقم: 31781.
والله أعلم.
إسلام ويب
يتبع إن شاء الله …،،،
هل هناك نعيم في الجنة كالمجد أو النصر ، أعني بذلك ، إذا كان شخص يحب شيئاً ما مثل بطولة " سوكر " لكرة القدم ، وهذا الشخص لطالما يحلم أن يكون هو من يسجل هدف الفوز لفريقه في كأس العالم ، فكيف يمكن لكل من الهواية والمجد أو النصر أن يكون في الجنة ؟
الحمد لله
جاءت النصوص التي تصف نعيم الجنة بصيغة العموم الذي لا يكاد يخصه شيء :
يقول الله عز وجل : ( لَهُمْ مَا يَشَاءُونَ عِنْدَ رَبِّهِمْ ذَلِكَ جَزَاءُ الْمُحْسِنِينَ ) الزمر/34.
ويقول تعالى:
( وَالَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ فِي رَوْضَاتِ الْجَنَّاتِ لَهُمْ مَا يَشَاءُونَ عِنْدَ رَبِّهِمْ ذَلِكَ هُوَ الْفَضْلُ الْكَبِيرُ ) الشورى/22.
وقال سبحانه:
( لَهُمْ مَا يَشَاءُونَ فِيهَا وَلَدَيْنَا مَزِيدٌ ) ق/35.
ويقول أيضا :
( نَحْنُ أَوْلِيَاؤُكُمْ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَفِي الْآخِرَةِ وَلَكُمْ فِيهَا مَا تَشْتَهِي أَنْفُسُكُمْ وَلَكُمْ فِيهَا مَا تَدَّعُونَ . نُزُلًا مِنْ غَفُورٍ رَحِيمٍ ) فصلت/31-32.
ويقول سبحانه : ( يُطَافُ عَلَيْهِمْ بِصِحَافٍ مِنْ ذَهَبٍ وَأَكْوَابٍ وَفِيهَا مَا تَشْتَهِيهِ الْأَنْفُسُ وَتَلَذُّ الْأَعْيُنُ وَأَنْتُمْ فِيهَا خَالِدُونَ ) الزخرف/71.
ويقول عز وجل :
( فَلَا تَعْلَمُ نَفْسٌ مَا أُخْفِيَ لَهُمْ مِنْ قُرَّةِ أَعْيُنٍ جَزَاءً بِمَا كَانُوا يَعْمَلُونَ ) السجدة/17
وعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ :
( قَالَ اللَّهُ : أَعْدَدْتُ لِعِبَادِي الصَّالِحِينَ مَا لَا عَيْنٌ رَأَتْ ، وَلَا أُذُنٌ سَمِعَتْ ، وَلَا خَطَرَ عَلَى قَلْبِ بَشَرٍ . فَاقْرَءُوا إِنْ شِئْتُمْ : ( فَلَا تَعْلَمُ نَفْسٌ مَا أُخْفِيَ لَهُمْ مِنْ قُرَّةِ أَعْيُنٍ ) )
رواه البخاري (3244) ومسلم (2824)
وكل ذلك يدل صراحة على أن المسلم المنعم في الجنة ينال في نعيمه كل ما يحبه ويهواه ويشتهيه من ملذات الدنيا والآخرة .
بل جاء النص صريحا بأن من طلب شيئا من شهوات الدنيا حققت له :
عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَ يَوْمًا يُحَدِّثُ – وَعِنْدَهُ رَجُلٌ مِنْ أَهْلِ الْبَادِيَةِ – أَنَّ رَجُلًا مِنْ أَهْلِ الْجَنَّةِ اسْتَأْذَنَ رَبَّهُ فِي الزَّرْعِ . فَقَالَ لَهُ : أَلَسْتَ فِيمَا شِئْتَ ؟ قَالَ : بَلَى وَلَكِنِّي أُحِبُّ أَنْ أَزْرَعَ . قَالَ : فَبَذَرَ فَبَادَرَ الطَّرْفَ نَبَاتُهُ وَاسْتِوَاؤُهُ وَاسْتِحْصَادُهُ فَكَانَ أَمْثَالَ الْجِبَالِ . فَيَقُولُ اللَّهُ : دُونَكَ يَا ابْنَ آدَمَ فَإِنَّهُ لاَ يُشْبِعُكَ شَيْءٌ . فَقَالَ الأَعْرَابِيُّ : وَاللَّهِ لاَ تَجِدُهُ إِلاَّ قُرَشِيًّا أَوْ أَنْصَارِيًّا فَإِنَّهُمْ أَصْحَابُ زَرْعٍ ، وَأَمَّا نَحْنُ فَلَسْنَا بِأَصْحَابِ زَرْعٍ ، فَضَحِكَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ .
رواه البخاري (2348)
يقول الحافظ ابن حجر رحمه الله :
" في هذا الحديث من الفوائد أن كل ما اشتهي في الجنة من أمور الدنيا ممكن فيها . قاله المهلب " انتهى.
" فتح الباري " (5/27)
وأما تفاصيل كيفية حدوثه والطريقة التي يعد بها في الجنة فذلك ما لا سبيل إلى العلم به ، والأحرى في المسلم الحرص على كل عمل يقربه إلى الجنة ، وترك تفاصيلها ليومها ، لعل الله تعالى يكرمنا بأعلى الدرجات فيها ، ونقول لك كما يُروَى عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال للصحابي الذي سأل عن الخيل في الجنة : ( إِنْ يُدْخِلْكَ اللَّهُ الْجَنَّةَ يَكُنْ لَكَ فِيهَا مَا اشْتَهَتْ نَفْسُكَ وَلَذَّتْ عَيْنُكَ ) رواه الترمذي (2543) وحسنه الألباني في " السلسلة الصحيحة " (رقم/3001)
يقول المناوي رحمه الله :
" مقصود الحديث أن ما من شيء تشتهيه النفس في الجنة إلا تجده فيها كيف شاءت ، حتى لو اشتهى أحد أن يركب فرسا لوجده بهذه الصفة " انتهى.
" فيض القدير " (3/35)
ويقول الشيخ ابن عثيمين رحمه الله :
" قوله : ( لَهُمْ مَا يَشَاءُونَ فِيهَا ) ؛ أي: في الجنة كل ما يشاءون ، وقد ورد في الحديث الصحيح أن رجلا قال للنبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : يا رسول الله ! أفي الجنة خيل ؛ فإني أحب الخيل ؟ فقال : ( إن يدخلك الله الجنة فلا تشاء أن تركب فرسا من ياقوتة حمراء تطير بك في الجنة شئت إلا فعلت . وقال الأعرابي : يا رسول الله : أفي الجنة إبل ؛ فإني أحب الإبل ؟ قال : يا أعرابي ! إن يدخلك الله الجنة؛ أصبت فيها ما اشتهت نفسك ولذت عينك )
فإذا اشتهى أي شيء فإنه يكون ويتحقق ، حتى إن بعض العلماء يقول : لو اشتهى الولد لكان له ولد ؛ فكل شيء يشتهونه فهو لهم . قال تعالى : ( وَفِيهَا مَا تَشْتَهِيهِ الْأَنْفُسُ وَتَلَذُّ الْأَعْيُنُ وَأَنْتُمْ فِيهَا خَالِدُونَ ) الزخرف/71 " انتهى.
" مجموع فتاوى ورسائل ابن عثيمين " (8/385)
انظر جواب السؤال رقم : (1141) ، (20286)
والله أعلم .
الإسلام سؤال وجواب
يتبع إن شاء الله …،،،
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته….جاء عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه يوم القيامة سوف يشفع لأمته…حيث يدخل الجنة من قال لا إله إلا الله و في قلبه ذرة من خير …فهل معنى هذا أن الإنسان المسلم من الممكن أن يرتكب ذنوبا كما يشاء لأنه سوف يشفع له أم ماذا…أرجو منكم إفادتى ….و شكرا
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فقد وردت أحاديث تدل على أن من مات لا يشرك بالله شيئاً أن النبي صلى الله عليه وسلم سيشفع فيه، ويخرج من النار بفضل الله تعالى، لكنه صلى الله عليه وسلم أيضا هو الذي قال: "كل أمتي يدخلون الجنة إلا من أبى، قيل ومن يأبى يا رسول الله؟ قال: "من أطاعني دخل الجنة ومن عصاني فقد أبى" رواه البخاري.
ومن استرسل في المعاصي فقد عصى الله ورسوله، والنبي صلى الله عليه وسلم لما سأله أن يتركوا العمل ويتكلوا على ما قدر لهم من جنة أو نار، نهاهم عن ترك العمل، والاتكال على كتابهم، وقال: "اعملوا فكل ميسر لما خلق له" رواه البخاري.
فمن أراد شفاعة النبي صلى الله عليه وسلم فليمتثل أمره وليعمل لآخرته.
وقد ذكر العلماء أن الاسترسال في المعاصي والإصرار عليها من أسباب سوء الخاتمة والعياذ بالله تعالى، ومن المعروف أن من ساءت خاتمته ومات على الشرك فمصيره الخلود في النار، لا تنفعه شفاعة شافع، لقوله تعالى: (إن الله لا يغفر أن يشرك به) [النساء: 48].
فمن ترك العمل متكلاً على أنه سيموت مؤمنا، وأنه إن دخل النار فسيخرج منها ولو بعد حين لأنه مؤمن، فإنه جاهل مغرور.
ومن يضمن له الموت على الإيمان وهو مصر على الكبائر، وآمن من مكر الله، والله تعالى يقول: (فلا يأمن مكر الله إلا القوم الخاسرون) [الأعراف: 99].
ثم إن شيطانه الذي زين له ارتكاب المعاصي والإصرار عليها سيدعوه إلى مفارقة دينه في اللحظات الأخيرة من حياته، وربما أطاعه في ذلك، لأنه تعود على طاعة الشيطان، ومعصية الله تعالى.
ثم إن الاستهانة بعذاب الله للعصاة يوم القيامة، وهو عذاب أليم، قد يمتد إلى فترات طويلة هو نظر من ضعف عقله، ولم يقدر الله حق قدره. وإذا كان المرء لا يطيق أهون عذاب الدنيا لحظات، فكيف بعذاب الآخرة آماداً طويلة؟.
والخلاصة أن الاعتماد على الأحاديث التي تدل على أن من مات لا يشرك الله شيئاً دخل الجنة، وعلى الشفاعة، وأن ترك الشرك كافٍ، واتخاذها ذريعة إلى طرح التكاليف، يستلزم طيَّ بساط الشريعة من أصلها، والخروج من نظام الملة، ويؤدي إلى ما لا تحمد عقباه، وهذا من أعظم مظاهر مناقضة الشرع، وإبطال مقاصده في العمل والتعبد لله.
أجارنا الله من ذلك. والله تعالى أعلم.
إسلام ويب
يتبع إن شاء الله …،،،
شكرا على مرورك المميز و المتالق
دمت بود