أطيب الكلام بعد القرآن
فتأمل أطيب الكلمات بعد القرآن ، كيف لا تنبغي إلا لله ؟
و هي : سبحان الله و الحمد لله و لا إله إلا الله و الله أكبر و لا حول و لا قوة إلا بالله ،
فإن " سبحان الله " تتضمن تنزيهه عن كل نقص و عيب و سوء عن خصائص المخلوقين و شبههم.
و " الحمد لله " تتضمن إثبات كلّ كمال له قولاً ، و فعلاً ، و وصفاً على أتمِّ الوجوه ، و أكملها أزلاً و أبداً .
و " لا إله إلا الله " تتضمن انفراده بالإلهية ، و أن كل معبود سواه باطل ، و أنه وحده الإله الحق ،
و أن من تأله غيره فهو بمنزلة من اتخذ بيتاً من بيوت العنكبوت ، يأوي إليه ،
و يسكنه من الحرِّ و البرد ، فهل يغني عنه ذلك شيئاً .
و " الله أكبر " تتضمن أنه أكبر من كلِّ شيء ، و أجل ، و اعظم ، و أعز و أقوى و أمنع ،
و أقدر ، و اعلم ، و أحكم ، فهذه الكلمات لا تصح هي و معانيها إلا لله وحده.
معنى الشهادتين في التحيات
وهي شهادة الحق التي بنيت عليها الصلاة ، و الصلاة حق من حقوقها ، و لا تنفعه إلا بقرينتها
و هي الشهادة للرسول صلى الله عليه و سلم بالرسالة ، و ختمت بها الصلاة كما قال عبد الله بن مسعود :
" فإذا قلت ذلك فقد قضيت صلاتك ، فإن شئت فقم و إن شئت فاجلس".
و هذا إما أن يحمل على انقضائها إذا فرغ منه حقيقة ، كما يقوله الكوفيون ، او على مقاربة انقضائها و مشارفته ،
كما يقول أهل الحجاز و غيرهم ، و على التقديرين فجعلت شهادة الحق خاتمة الصلاة .
كما شرع أن تكون هي خاتمة الحياة.
"فمن كان آخر كلامه لا إله إلا الله دخل الجنة ".
و كذلك شرع للمتوضئ أن يختتم وضوءه بالشهادتين ، ثم لما قضى صلاته أذن له أن يسأل حاجته.
معنى الطيِّبات
فالطيبات له وصفاً و فعلاً و قولاً و نسبةً ، و كلّ طيّب مضاف إليه طيّب ، فله الكلمات الطيبات و الأفعال ،
و كلّ مضاف إليه كبيته و عبده ، و روحه و ناقته ، و جنته دار الطيبين ، فهي طيبات كلّها ،
و أيضا فمعاني الكلمات الطيبات لله وحده ، فإنها تتضمن تسبيحه ، و تحميده ، و تكبيره ،
و تمجيده ، و الثناء عليه بالآئه و أوصافه ؛ فهذه الكلمات الطيبات التي يثنى عليه بها ،
و معانيها له وحده لا شريك له : كسبحانك اللهمَّ و بحمدك وتبارك اسمك و تعالى جدك و لا إله غيرك.
و كسبحان الله و الحمد لله ، و لا إله إلا الله ، و الله أكبر.
و سبحان الله و بحمده ، سبحان الله العظيم ، و نحو ذلك . و كلّ طيّب له و عنده و منه و إليه ،
و هو طيّب لا يقبل إلا طيّباً ، و هو إله الطيبين و ربهم ، و جيرانه في دار كرامته ، هم الطيبون.
م.ن
جزاكِ ربي الجنة وجعل لنا ألسنة رطبة بذكره