الحمد لله رب العالمين؛ ولا عدوان إلا على الظالمين، وأشهد أن لا إله إلا الله الملك الحق المبين، وأشهد أن محمداً رسول الله النبي الأمين، صلى الله وسلم عليه وعلى آله وصحبه أجمعين، وعلى أزواجه
وذريته الطيبين الطاهرين، وعلى من اتَّبعهم بإحسان إلى يوم الدين. عباد الله:
ومما يتعلل به كثير من الناس في مسألة عدم تنفيذ الأحكام الشرعية، وبالذات في قضية إخراج
المنكرات من البيوت: عدم الصبر على ضغط الزوجة والأولاد.
فهم يتذرعون في عدم إخراج آلات اللهو، وصحون الاستقبال التي تسمم البيت، وتدخل الدياثة فيها؛
بأنهم لا يقوون على احتمال ضغط الزوجة والأولاد، وهذه ذريعة سخيفة أيضاً. وقدر يا عبد الله، ماذا
ستجيب الله يوم القيامة عندما يسألك عما استرعاك، وعن هذا المنكر الذي أدخلته بيتك، فهل
ستقول له يوم القيامة: ضغط الزوجة والأولاد؟، وهل يقبل الله مثل هذا العذر؟
ألم يقل لك في كتابه: {إِنَّ مِنْ أَزْوَاجِكُمْ وَأَوْلادِكُمْ عَدُوّاً لَكُمْ فَاحْذَرُوهُمْ} [التغابن: 14]،
هل قال لك: طاوعوهم؟!، هل قال: وافقوهم؟!، هل قال: أعطوهم مطلبهم؟!،
هل قال: أعطوهم ما يشتهون، وأدخلوا لهم ما يريدون؟!، أم قال: {فَاحْذَرُوهُمْ}؟!،
هذا هو الوقت الذي يجب عليك أن تطبق فيه قول الله تعالى: {قُوا أَنْفُسَكُمْ وَأَهْلِيكُمْ نَاراً وَقُودُهَا
النَّاسُ وَالْحِجَارَةُ} [التحريم: 6]،
الناس هم شعلة النار، هم حطبها، هم وقودها وجمرها: {وَقُودُهَا النَّاسُ وَالْحِجَارَةُ عَلَيْهَا مَلائِكَةٌ
غِلاظٌ شِدَادٌ لا يَعْصُونَ اللَّهَ مَا أَمَرَهُمْ وَيَفْعَلُونَ مَا يُؤْمَرُونَ} [سورة التحريم: 6]..
{وَنَادَوْا يَا مَالِكُ لِيَقْضِ عَلَيْنَا رَبُّكَ قَالَ إِنَّكُمْ مَاكِثُونَ} [الزخرف: 77].
هذه حيلة، وهذا عذر غير مقبول، والواجب الآن دعوة الزوجة والأولاد وتربيتهم والاهتمام بهم؛
فإذا وجدت مجالات مباحة للترفيه -وهذه عبارة صارت في عصرنا خطيرة جداً، ولها أبعاد كثيرة
(صناعة الترفيه في العالم)- وألعاب وتسليات مباحة فعند ذلك يكون البديل لهذه الأشياء المحرمة،
وهناك أشياء كثيرة مباحة والحمد لله
والله يهدينا ويهدي جميع المسلمين للخير والصلاح
موضوع رائع