اهديه لكل البنات من تأخر الحمل ( منتدى سيدتي ) و ارجو ان تدعو لنا
الجريء و الجميله
انه المؤذن يرفع اذان الفجر الان …. الصلاة خير من النوم…. قمت و توضئت و ضوءا حسنا …. و وقفت بين يدي الله و صليت السنة ومن بعدها ركعتي الفرض و دعوت الله من كل قلبك في كل سجود (ربي لا تذرني فردا و انت خير الوارثين) كان ايمانك بالله لحظتها يطغى على الوجود ( رب لا تحرمني و ارزقني الذرية الصالحة) … رفعت سجادة الصلاة و كان لسانك رطبا و استغفرت ربك كثيرا , جلست على طرف السرير, حملت المصحف بيديك و بدأت تلاوة سورة البقرة… لثوان بدأت تسرحين و عقلك يأتي بأفكار غريبة, تنظرين الى اليمين فتجدين زوجك الحبيب قد غرق في النوم سريعا بعد عودته من المسجد…. سيكون يومه حافل بالعمل.. و ضعت يدك الدافئة برقة على جبينه و دعوت اللهم اشفيني و اياه شفاءا تاما لا يغادر سقما…. و قرات الفاتحة مرات عدة ثم قبلت هذا الحنون على جبينه الوضاء.. انه الغالي زوجك الذي معه بدأت رحلة الصبر..
هاهي اشعة الشمس الذهبية تتسلل من اطارف النوافذ تعلن بدأ يوم جديد, البارحة كنت في ضنك شديد و الم يغزو صدرك و حزن يتملك جسدك.. دعوت الله ( يا رب اذا كان الموت خيرا لي امتني الليلة… واحيني ما دامت الحياة خيرا لي)… سبحان الله … انا اليوم حية ارزق… هكذا حدثت نفسك… ما هو رزقك و ما هو الخير ذاك الذي كتب لك فأنت حية لأجله….
من رحمة الله بك.. انت اليوم بنفسية ممتازة, املك بالله عال, انت لديك برنامج ثابت في تغذية صحية, او لشرب خلطة معينة, قد يكون لديك دواء و صفه الطبيب, قد تكون كلها مجتمعة في برنامجك, انما في جسدك اليوم بركة غير عادية… انها رحمة من رب العالمين.. بدأت يومك و ما زلت على الاستغفار و الدعاء…
في داخل هذا الجسد ايات لله تعالى وصور و براهين.. قد يعرف القليل القليل من خلق الله تعالى عنها (( ولا يحيطون بشيئ من علمه الا بما شاء)) لا انت و لا الطبيب و لا زوجك تعرفون ماذا يجري داخلك, هناك حركة مستمرة و تغيير لا نهائي لا يعرفه احد….. قد يختفي هذا التكيس في المبايض فجأة… هذه الاكياس الصغيرة التي اقلقتك و اسهرتك الليالي … بكلمة كن… فيكون ان تفرغ محتواها او ان لا يعود لها تأثير فجأة…. هذه الهرمونات الغريبة التي لم تهدأ يوما… بأمر من خالقها و مبدعها… اليوم سيفرزها جسدك بكميات مناسبة بلا زيادة او نقصان تذهب حيث امرها الله و تعمل بكل دقة… رحمك الغالي اليوم سيكون مختلف كثيرا عما حدثتك طبيبتك.. سيكون رطبا…. متهيأ….. صفاته المتكاملة التي لا يعرفها الا الله ستتجلى اليوم….
بديع السموات والارض , لا يخفى علية شيء,… انها ليست بكبيرة على الله…. و ما ادراه الطبيب و هذا البروفسور… و هذا العطار… القريبة الفلانية… الصديقة العلانية…. ما ادراهم… ما علمهم…. قد يشفقون عليك…. قد يدعون لك كثيرا…. ما هي رحمتهم… حلمهم
ان الله اكبر الله اكبر الله اكبر… اكبر من امرنا جميعا….و ان اللة هو الرحمن الرحيم اللطيف الودود الكريم
في ثانية ضائعة من حياة البشر… بل في ثانية مباركة من رب البشر ستأتي تلك الجميلة… في مكان قد لا تعرفينه بدقة, و انت منشغلة تسبحين بنور السموات و الارض…و انت في مطبخك تحضرين طبقأ شهيأ… ترتبين خزانتك اللصغيرة…. تشاهدين قناة طيبة… انما ما زلت تسبحين…..
هناك الجميلة برقة و دقة تخرج من مرتعها تتدحرج و تسبح في قناة ابدعها خالقها…. هناك و قد اخبرتك ان جسدك اليوم في خير عظيم مختلف عن كل الايام… لماذا… لان الله اراد لك ذالك……… حبيبتي دعوتك قد استجابها الله اليوم….
كم انتظرت و كم حلمت و كم دعوت…. اذا اتت ارادة الله فلا مانع لها…. و اتت كلمة كن… لا راد لها… فيكون…..سبحانه
هاهو حبيبك الغالي اليوم كمثلك… في جسده الذي اضناه التعب و المرض… و اقوال الاطباء و نتائج المختبرات و اختلاف التحليلات… في جسده قوة عظيمة…. عاد اليك… مبتسما…. صبورا… راضيا… مؤمنا…. انه يحبك…
في جدار الانابيب تلك التي في جسده خلايا متحركة … احداها جريء… جريء جدا.. يتغذى بطريقة متكاملة.. لا يقضى عليه لضعف او لتشوه.. تمده حويصلات بغذاء … فتصبح طاقته اعلى… برحمة من الله بزوجك … اليوم على الرغم من ملايين الانطاف المشوهة… الضعيفة…. البطيئة… القليلة…. جريء كان احداها… انه البط
زوجك تناول غداءه… رمى بنفسه على السرير… ارتاح قليلا..و ابتسم لوجهك الحنون… فأنت الحنون… تحدثينه عن ايمانك الكبير اليوم و تبثين في صدره املا جديدا… تقولين له ان رحمة الله وسعت كل شيئ…. و نحن شيئ من هذا الخلق… ينشرح صدره لحديثك… وهو يسمعك و انت تسألي ربه بصوت كله رجاء…. يا عظيم يا حليم لا تذرني فردا وانت خير الوارثين…. دعاء يليه دعاء…. يغفو زوجك الحبيب في حجرك وانت ترقيه بأيات الله المحكمات…. فيغشاك النعاس….
في هذه الاوقات و الاوقات التالية و في كلا جسديكما انت لا تعرفين كيف ان الجميلة تلك ما زالت هناك متماسكة… على الرغم من صعوبة الظروف الا انها تلك الرحمة من رب رحيم التي جعلتها تثبت…. على الرغم من صغرها او ضعفها او عمرها الكبير… اليوم…. الجميلة تنتظر بلا كلل …
و الجريء من بين جميع اقرانه الضعفاء الخائفين… متماسك… انها تلك الرحمة من رب رحيم….و ان كانت هناك ظروف سيبقى و يتحمل… هو الوحيد من بين مئات… قد تكون عشرات…الملايين ينتظر و يهيء نفسه لتلك اللحظة….
انه رزق من رب العالمين… جنب الشيطان الهي ما رزقتنا…. جريء بدأت رحلته… انه يتحرك و يتخطى كل الاموات و البطيئيين و اللذين لم تكن لهم فرصة للوصول لموقعه…. جريء اسمه جريء لأنه لا يخاف شيئا… و ينطلق في غياهب الظلم لكنه يعرف طريقه…يسبح و يسبح… حتى اللزوجة كانت غير عادية… و جريء اصلا غير عادي…. لقد كان قويا…. و هاهي الاعداد من حوله تتناقص… تتناقص بسرعة و تتناقص كثيرا… لم يكن معه الا القليل من الشجعان اللذين تحملوا… انما هو شجاع غير عادي….
اقترب جريء من موقع تلك الجميلة… قد يكون احس بها و بوجودها… اعطته دافعا اكبر ليسرع اليها و يكون هو الرابح… و جميله احست به.. بل ان وجوده اعطاها همة لكي تصبر و تتحمل قبل ان تتحلل و تموت….
وصل اليها … سبحان الله ما اكبرها بالمقارنة معه.. ما اجملها…وما الطفه… وما ارقه… بجانبه كم من الشجعان…. لكن لا اله الا هو كتب لجريء فقط وحده ان يكون جريء ان لا يخاف و يخترق تلك الاغشية وحده و يستطيع لانه الاقدر على ذلك…
بسم الله سبحان الله, ولا حول ولا قوة الا بالله, لا علم البشر و لا قدراتهم التافه ولا ابداعاتهم السخيفة… تصل الى ابسط خلق من خلقه سبحانه لا اله الاهو….
اصبحت الجريء و الجميلة وحدة واحدة و هم في قناة واحدة… اغلقت غشاءها القوي لتمنع دخول احد اليها بعد جريء…. بدأت الان بتقسيم خلاياها و هي تذهب الان الى بيتها الكبير جدا الذي سيكون بعد تسع اشهر غاية في الديق… سبحان الله
تتشبث و تتماسك وتتحمل و هي متعلقة بجدار بيتها…. و انت لا تعرفين و قد لا تفكرين حتى في الموضوع …. لكن لسانك الرطب بذكر الله هو ما غشاك برحمات تليها رحمات…. يا رب يا رب اجعلني احمل هذا الشهر يا رب لا تجعلني ارى دم الحيض لتسع اشهر قادميين يا رب… يا رب كل ما تكتبه لي انا راض… وان منعت عني الحمل هذا الشهر فأنا متعلقة بك و املي الوحيد الاوحد برحمتك و ليس بطبيب او عالم…. يا رب لا تردني يا رب ارحمني… و اذا حملت ثبت حملي……..
الوحدة المنقسمة و انت تسألين ربك …. كادت للحظة ان تفلت…. لكن اخر كلمة قلتها ( يا رب ثبت حملي) و استجاب لك ربك… ثبتت و تمتسكت ومرت عليها ايام تنقسم و هي ثابتة
ليلة تلو ليلة نهار يليه نهار و هي هناك وانت مرتبطة بالله عز وجل هي لا تكل ولا تمل…. و انت لم تكلي و لم تملي و املك كان بالله… حتى اتى اسبوع رابع… مع انك متيقنة من رحمة الله…. الا انك لاتعرفين متى سيكون امره…. يا الله لا حول ولا قوة الا بك … تشكّين بأمر بعض نقاط الدم … يالله ايا كان سواء الحمل كان ام دم الحيض …لن اقنط من رحمتك..ولن ينزغني الشيطان بنزغ … فأكفر بنعمتك… ولا يرضيني ما كتبته لي…. الهي انت جاهي و انت مولاي لك الحمد كما ينبغي لجلال وجهك وعظيم سلطانك.
النقاط قليلة… او لا نقاط…. املك يأخذك الى طبيبتك….. طبيبتك تبتسم…. انت حامل……………………….
ليالي طويلة و احزان…. ايام كثيرة و اطباء….. سنوات متتالية و امال….. اليوم تتوج بأنك حامل……….
تبشرين الغالي… تبشرين الغوالي…. و تشكرين الله كثيرا…. تسبحينه بكرة و اصيلا……..
يثبت الحمل….. تمر الاسابيع وانت خائفة…. انما متأملة……. تمر الاشهر و انت الان مثل كل نساء العالم اللاتي مررن بأجمل تجارب الخليقة…. ان تحملين في بطنك كأن حي…. بشر….. لقد مررت بتجربة الوحام… و التعب… والبطن الممتد للامام….اسعد يوم عندما احسست بحركته في احشاءك…. انت ام….. و اي ام…. انت الصابرة….. انت الحنون…. انت الشاكرة….انت الرؤوم…..
ثم ماذا…. ثم انت تخيلي بنفسك و احلمي و اسألي العلي القدير ان تكون نهاية قصتك… ببنت كصورة القمر…. او ولد كله سعادة…. انت ارسمي لحظات الولادة… و ايام الرضاعة…. اول يوم نطق فيه… اول يوم مشى فيه….. اول يوم دخل المدرسة….. يوم تخرجه من الجامعه…. يوم زواجه….. اول حفيد لك…..
كله اتى بلحظة قال فيها ربك كن…. فكان جريء…. و كانت جميلة….. كنت انت و زوجك الغالي… و دعاء….. (فيكون)
قال تعالى
(خَلَقَهُ فَقَدَّرَهُ قُتِلَ الْإِنسَانُ مَا أَكْفَرَهُ * مِنْ أَيِّ شَيْءٍ خَلَقَهُ * مِن نُّطْفَةٍ)
( إِنَّ اللَّهَ عِندَهُ عِلْمُ السَّاعَةِ وَيُنَزِّلُ الْغَيْثَ وَيَعْلَمُ مَا فِي الْأَرْحَامِ )
لن نكفر بنعم الله العظيمة التي نملكها, ولو امنَا حق الايمان و توكلنا, بأذنه تعالى لن يردنا خائبين. يعلم ما يجري في ارحامنا و بالاستغفار سيغيثنا و يمددنا بالبنين ان شاء تعالى…
حتى لا نكف عن الامل و يبقى , و حتى نبقى متصلين به تعالى , وحتى نتذكر ان السبب في الخلق بسيط (كن فيكون)
جزاك الله خيرا
والله يقر عينك بالذرية الصالحة