تخطى إلى المحتوى

الذئب اتهمه إخوة يوسف وبرأه الله ؟؟ – للقرآن الكريم 2024.

  • بواسطة
الذئب.. اتهمه إخوة يوسف وبرأه الله ..؟؟

جوهرة حبيبتي
يمنع وضع صور ذوات الارواح لتحريمها

ورد ذكر الذئب في القرآن الكريم، في سورة يوسف عليه السلام، على لسان سيدنا يعقوب عليه السلام، حيث قال لأولاده حينما طلبوا منه أن يرسل معهم أخاهم يوسف ليرتع معهم ويلعب: «إِنِّي لَيَحْزُنُنِي أَنْ تَذْهَبُوا بِهِ وَأَخَافُ أَنْ يَأْكُلَهُ الذِّئْبُ وَأَنْتُمْ عَنْهُ غَافِلُونَ * قَالُوا لَئِنْ أَكَلَهُ الذِّئْبُ وَنَحْنُ عُصْبَةٌ إِنَّا إِذًا لَخَاسِرُونَ» [يوسف: 13 – 14]، ثم جاء على لسانهم مرة ثانية، حيث قالوا: «يَا أَبَانَا إِنَّا ذَهَبْنَا نَسْتَبِقُ وَتَرَكْنَا يُوسُفَ عِنْدَ مَتَاعِنَا فَأَكَلَهُ الذِّئْبُ وَمَا أَنْتَ بِمُؤْمِنٍ لَنَا وَلَوْ كُنَّا صَادِقِينَ) [يوسف: 17].

شيطان متربص :

والذئب يضرب مثلاً للحيوان الذي يقتنص الغفلات، يظهر ذلك من قول سيدنا يعقوب عليه السلام: (وَأَخَافُ أَنْ يَأْكُلَهُ الذِّئْبُ وَأَنْتُمْ عَنْهُ غَافِلُونَ)، وفي الأمثال السائرة التي تقال في تبرئة خالي الساحة من ذنب أو جريمة، «إنه برِيء براءةَ الذِّئب من دم ابن يعقوب»، ويضرب الذئب مثلاً للشيطان المتربص بالإنسان، فالنبي صلى الله عليه وسلم يقول في فضل صلاة الجماعة ولزوم رأي الجماعة: «فعليك بالجماعة، فإنما يأكل الذئب من الغنم القاصية، فالشَّيْطَان مسلط على مفارق الْجَمَاعَة، كما يتسلط الذئب على الغنمة البعيدة عن قطيعها».
وأما عن طبائعه، فالذئب من أكثر الحيوانات عواء إذا كان مرسلاً، فإذا أخذ وضرب بالعصا أو السيوف لم يسمع له صوت حتى يموت، وهو حيوان له صبر على الجوع ما ليس لغيره، اللهم إلا الأسد، ومن عجيب أمره أنه ينام بإحدى مقلتيه، والأخرى يقظى؛ حتى تكتفي العين النائمة من النوم فيفتحها وينام بالأخرى ليحترس باليقظى، ويستريح بالنائمة.

الفريسة الأفضل :

الذئب حيوان ضار، مفترس قاس، وهو ذكي صبور شجاع، يظهر المهارة في القتال، ويبحث عن فريسته نهاراً، وينام ليلاً، ويرتاد الأماكن المنعزلة، ويمكن أن يعيش وحيداً، وهو صياد ماهر يعمل منفرداً عندما تكون الفريسة صغيرة، وقد تهاجم مجموعة ذئاب فريسة واحدة، إذا كانت كبيرة الحجم.
والذئب لا يأكل الجيفة مهما كان جوعه، وهو حيوان لا يتهجن ولا يصبح أليفاً كباقي الحيوانات المفترسة كالنمور وغيرها، وإذا يهجم على قطيع من الغنم أو غيرها من المواشي يختار أفضل الموجود ويظل يبحث بينها حتى يجد الأفضل، وهو كثير الحركة فلا يستقر بمكان معين، ومعدل سرعته بين 40- 44 كم/ ساعة، وله نفس طويل في الجري ففي استطاعته أن يجرى طول النهار دون راحة.

قصة يوسف عليه السلام :

رزق الله تعالى نبيه يعقوب عليه السلام، اثني عشر ابناً، منهم ستة من زوجة واحدة؛ وأربعة من اثنتين، زلفى وبلهة؛ واثنين من زوجته راحيل هما: يوسف، وأخوه بنيامين، توفيت راحيل وتركت يوسف وبنيامين صغاراً، فكان يعقوب عليه السلام يعوض هذين الصغيرين عن فقد الأم بمزيد من الاهتمام والحنان، وتلك مشاعر فطرية فطر الناس عليها، وزاد من حبه ليوسف ما كان عليه من المناقب الحميدة..
ولكن إخوة يوسف لم يلتفتوا إلى ذلك، ولم يلتفتوا إلى أن حبهما لم يمنعه من حبهم، وأن المحبة ليست مما يدخل في وسع البشر، وإنما الذي يدخل في وسعهم العدل. لم يلتفتوا إلى أنهم كبار لا يحتاجون إلى ما يحتاج إليه هذان الصغيران، ولكنه سوء الفهم، والأَثَرَة، وتزيين الشيطان، الذي يجعل الإنسان يخطئ التقدير، فحسدوهما، والحسد داء يفعل الأعاجيب، ويوقع صاحبه في صغير الشر وكبيره، فقالوا: «لَيُوسُفُ وَأَخُوهُ أَحَبُّ إِلَى أَبِينَا مِنَّا وَنَحْنُ عُصْبَةٌ إِنَّ أَبَانَا لَفِي ضَلَالٍ مُبِينٍ».

فكرة التخلص منه :

قرر إخوة يوسف التخلص منه، واستقر رأيهم على تخفيف الأمر بأن يلقوه في بئر على طريق القوافل، في مكان مخفي منه بعيد عن الماء، لعل قافلة تأخذه فيرتاحوا، وتوهموا أنه بذلك يخلص لهم ود أبيهم، وسألوا أباهم أن يسمح لهم أن يأخذوا يوسف ليأكل من الثمار، ويلعب في وسطهم في الحقل أو البرية، فاعتذر بأن فراقه يحزنه، وأيضاً مخافة أن تأكله الذئاب المنتشرة في تلك الحقول وهم عنه غافلون، فتعهدوا بالحفاظ عليه وهم يضمرون الخيانة، «قَالُوا لَئِنْ أَكَلَهُ الذِّئْبُ وَنَحْنُ عُصْبَةٌ إِنَّا إِذًا لَخَاسِرُونَ».
فعل إخوة يوسف ما اتفقوا عليه، ورجعوا إلى أبيهم عشاء يبكون، واختاروا العشاء لئلا يظهر تصنعهم للبكاء، واتهموا الذئب بأنه أكل يوسف حتى إنه لم يَبق منه شيء، وذلك بعد أن ذهبوا ليتسابقوا وتركوه ليحفظ حاجاتهم: «قَالُوا يَا أَبَانَا إِنَّا ذَهَبْنَا نَسْتَبِقُ وَتَرَكْنَا يُوسُفَ عِنْدَ مَتَاعِنَا فَأَكَلَهُ الذِّئْبُ وَمَا أَنْتَ بِمُؤْمِنٍ لَنَا وَلَوْ كُنَّا صَادِقِينَ»، وحتى يحبكوا الكذبة، جاؤوا معهم بقميص يوسف، وقد لطخوه بدم، قد يكون دم شاة أو غيرها، ولكنهم لم يحبكوها حيث وصف الله هذا الدم بأنه كذب، أي ظاهر الكذب متكلف مصطنع، ولو كان من أثر افتراس الذئب لصاحبه، لظهر التمزق والتخريق في القميص، ولتغلغل الدم في قطعة منه.

بارك الله فيك اختي الغالية
ربي يجزيك كل خير
اسأل الله ان يسعدك
و يجعله في ميزان حسناتك إن شاء الله
بارك الله فيك واحسن اليك
يعطيك الف عافية

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.