بسم الله الرحمن الرحيم و الصلاة على من لا نبي بعده و
لاشفيع غيره سيد الخلق و اشرف المرسلين
عن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه و سلم قال : " إن
الله يحب العُطاس و يكره التثاؤب ، فإذا عطس فحمد الله فحق على كل
مسلم سمعه أن يشمِّته ، و أما التثاؤب فإنما هو من الشيطان فليردّه ما
استطاع ، فإذا قال : ها ، ضحك منه الشيطان. صحيح البخاري في الأدب
قال ابن حجر رحمه الله : قال الخطابي : معنى المحبة و الكراهة فيهما
منصرف إلى سببهما ، و ذلك أن العُطاس يكون من خِفَّة البدن و انفتاح
المسامّ و عدم الغاية في الشبع ، و هو بخلاف التثاؤب فإنه يكون من علَّة
امتلاء البدن و ثقله من ما يكون ناشئاً عن كثرة الأكل و التخليط فيه ، و
الأول يستدعي النشاط للعبادة و الثاني على عكسه [ فتح الباري : 10 /
6077 ] .
وبيَّن النبي صلى الله عليه و سلم كيف يُشَمَّت العاطس في الحديث
الشريف الذي رواه أبو هريرة رضي الله عنه عن النبس صلى الله عليه و
سلم قال : " إذا عطس أحدكم فليقل الحمد لله ، و ليقل له أخوه أو
صاحبه : يرحمك الله ، فإذا قال له يرحمك الله فليقل : يهديكم الله و يصلح
بالكم " . صحيح البخاري في الأدب 6224
والأطباء في العصر الحاضر يقولون : التثاؤب دليل على حاجة الدماغ و
الجسم إلى الأوكسجين و الغذاء ، و على تقصير جهاز التنفس في تقديم
ما يحتاجه الدماغ و الجسم من الأوكسجين ، و هذا ما يحدث عند النعاس و
الإغماء و قبيل الوفاة . و التثاؤب : هو شهيق عميق يجري عن طريق
الفم ، و ليس الفم بالطريق الطبيعي للشهيق لأنه ليس مجهزاً بجهاز
لتصفية الهواء كما هو في الأنف ، فإذا بقي الفم مفتوحاً أثناء التثاؤب
تسرَّب مع هواء الشهيق إلى داخل الجسم مختلف أنواع الجراثيم و الغبار
و الهَبَاء و الهَوام ، لذلك جاء الهَدي النبوي الكريم برد التثاؤب على قدر
الاستطاعة ، أو سد الفم براحة اليد اليمنى أو بظهر اليسرى .
والعُطاس هو عكس التثاؤب ، فهو قوي و مفاجئ يخرج معه الهواء بقوة
من الرئتين عن طريقي الأنف و الفم ، فيجرف معه ما في طريقه من الغبار
و الهباء و الهوام و الجراثيم التي تسربت إلى جهاز التنفس لذلك كان من
الطبيعي أن يكون العطاس من الرحمن لأن فيه فائدة للجسم ، و أن يكون
التثاؤب من الشيطان لأن فيه ضرراً للجسم ، و حق على المرء أن يحمد
الله سبحانه و تعالى على العُطاس ، و أن يستعيذ به من الشيطان الرجيم
في حالة التثاؤب [ الحقائق الطبية في الإسلام ، ص 155 ] .
المصدر : " الأربعون العلمية " عبد الحميد محمود طهماز – دار القلم
منقول للافادة
غفر الله لنل و لكم و جمعنا في الجنة يوم لا ينفع لا مال و لا بنون الا من اتى الله بقلب سليم
جازك الله اختي في الله على هذا المرور الكريم و جعلنا الله في عباده الصالحين