جلست على التله تجول بنظرها وتصوبه نحو الأفق البعيد,كان الوقت اصيلاً والشمس تجمع خيوطها الذهبية وتتسارع خطواتها لتختفي خلف الروابي والآكام, منى التي ولدت في ظل الإحتلال اليهودي الغشيم بوطنها الحبيب فلسطين وهي في جلستها تداعب اوراق اكوحانة فقدت عطرها من تجدد الرياح,
اخرجت منى صندوق الزكريات من داخلها ووضعته امامها, إنها احداث حزينه وضعتها منذ الطفوله داخلها واغلقت عليها الضلوع.
لم ينسها الحزن تلك الأيام الجميلة عندما كانت تلعب مع اترابها, وتحضر افراح الضيعه وحين كان يأتي والدها مساءً ويضمها إلى حضنه الدافئ وبعد ان تحضر والدتها الطعام الذي يأكله بتلذذ ويحتسي كأس اليانسون فتجتمع الاسرة فيحكي لهم كيف جاء هؤلاء الكلاب إلى ضيعتهم في ليلة شتوية بارده يعوي فيها الريح فقتلوا الشيوخ والنساء والاطفال بلا رحمة, وهدموا الدور ولم تسلم حتى اماكن العبادة.
حكى لهم كيف هاجر مع والده إلى هذه المنطقة بعد ان فقد كل افراد اسرته نظرت منى إلى السهل الممتد… اين اشجار الزيتون التي زرعها جدها؟ اين ابيها الآن؟ اين والدتها؟ اين احمد؟
لقد تكرر نفس المشهد منى وهي طفلة تلهو ببعض الحجاره بجانب والدها حضرت الكلاب المزعوره, حضر اليهود ببذلاتهم العسكرية واحزيتهم الثقيلة ومن خلفهم الآليات وحطموا اشجار الزيتون وقتلوا والدها وشقيقها. ماتت والدتها حزناً واسى.
نشئت منى في بيت جدتها وهاهي الايام تتساقط من خلفها كحبات المسبحه فتغادر الصبا إلى عنفوان الشباب.
اعتصرت الالم ونزلت على خدها دمعة سخينه وقررت الإنتقام من هؤلاء الخنازير الذين حولوا حياة اهلها إلى جحيم, ذهبت إلى معسكرات التدريب واكملت الدوره بنجاح.
وجاءت اللحظة التي كانت تنتظرها بفارق الصبر, فتمنطقت بحزام ناسف واخترقت الاسلاك الشائكة واختفت في الظلام وهي تردد فديتك ياقدس..فديتك ياقدس..فديتك ياقدس..