تخطى إلى المحتوى

الفرق بين الإرادة الشرعية والإرادة القدرية 2024.

الفرق بين الإرادة الشرعية والإرادة القدرية

أن الإرادة الشرعية هي مايريده الله من أمره وحكمه وشرعه ، فهي مايتعلق بالطاعات .
والإرادة القدرية هي مايقدره الله على الخلق بما شاء من الحوادث وما كانوا فاعلين .
وأعظم من حقق الفرق بينهما شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله فقال : " إرادته قسمان إردة أمر و تشريع و إرادة قضاء و تقدير ، فالقسم الأول إنما يتعلق بالطاعات دون المعاصي سواء وقعت أو لم تقع كما في قوله يريد الله ليبين لكم و يهديكم سنن الذين من قبلكم و يتوب عليكم و قوله يريد الله بكم اليسر و لا يريد بكم العسر
أما القسم الثاني و هو إرادة التقدير فهي شاملة لجميع الكائنات محيطة بجميع الحادثات و قد أراد من العالم ما هم فاعلوه بهذا المعنى لا بالمعنى الأول كما فى قوله تعالى فمن يرد الله أن يهديه يشرح صدره للإسلام و من يرد أن يضله يجعل صدره ضيقا حرجا و فى قوله و لا ينفعكم نصحي إن أردت أن أنصح لكم إن كان الله يريد أن يغويكم هو ربكم و في قول المسلمين ما شاء الله كان و ما لم يشأ لم يكن نظائره كثيرة
وهذه الإرادة تتناول ما حدث من الطاعات و المعاصي دون ما لم يحدث كما أن الأولى تتناول الطاعات حدثت أو لم تحدث و السعيد من أراد منه تقديرا ما أراد به تشريعا و العبد الشقى من أراد به تقديرا ما لم يرد به تشريعا و الحكم يجري على و فق هاتين الإرادتين فمن نظر الى الأعمال بهاتين العينين كان بصيرا و من نظر الى القدر دون الشرع أو الشرع دون القدر كان أعور مثل قريش الذين قالوا لو شاء الله ما أشركنا و لا آباؤنا و لا حرمنا من شيء قال الله تعالى كذلك كذب الذين من قبلهم حتى ذاقوا بأسنا قل هل عندكم من علم فتخرجوه لنا إن تتبعون إلا الظن و ان أنتم الا تخرصون
فإن هؤلاء إعتقدوا أن كل ما شاء الله و جوده و كونه و هي الإرادة القدرية فقد أمر به و رضيه دون الارادة الشرعية ثم رأوا أن شركهم بغير شرع مما قد شاء الله و جوده قالوا فيكون قد رضيه و أمر به قال الله كذلك كذب الذين من قبلهم بالشرائع من الأمر و النهي حتى ذاقوا بأسنا قل هل عندكم من علم فتخرجوه لنا بأن الله شرع الشرك و تحريم ما حرمتموه إن تتبعون فى هذا إلا الظن و هو توهمكم أن كل ما قدره فقد شرعه و ان أنتم الا تخرصون أي تكذبون و تفترون بإبطال شريعته قل فلله الحجة البالغة على خلقه حين أرسل الرسل إليهم فدعوهم إلى توحيده و شريعته و مع هذا فلو شاء هدى الخلق أجمعين الى متابعة شريعته لكنه يمن على من يشاء فيهديه فضلا منه و إحسانا و يحرم من يشاء لأن المتفضل له أن يتفضل له أن لا يتفضل فترك تفضله على من حرمه عدل منه و قسط و له فى ذلك حكمة بالغة
وهو يعاقب الخلق على مخالفة أمره و إراته الشرعية و إن كان ذلك بإرادته القدرية فإن القدر كما جرى بالمعصية جرى أيضا بعقابها كما أنه سبحانه قد يقدر على العبد أمراضا تعقبه آلاما فالمرض بقدره و الألم بقدره فإذا قال العبد قد تقدمت الإرادة بالذنب فلا أعاقب كان بمنزلة قول المريض قد تقدمت الإرداة بالمرض فلا أتألم و قد تقدمت الإرادة بأكل الحار فلا يحم مزاجي أو قد تقدمت بالضرب فلا يتألم المضروب و هذا مع أنه جهل فإنه لا ينفع صاحبه بل إعتلاله بالقدر ذنب بان يعاقب عليه أيضا و إنما إعتل بالقدر إبليس حيث قال فبما أغويتني لازينن لهم الأرض و أما آدم فقال ربنا ظلمنا أنفسنا و إن لم تغفر لنا و ترحمنا لنكونن من الخاسرين
فمن أراد الله سعادته ألهمه أن يقول كما قال آدم عليه السلام أو نحوه
و من أراد شقاوته إعتل بعلة إبليس أو نحوها فيكون كالمستجير من الرمضاء بالنار مثله مثل رجل طار الى داره شرارة نار فقال له العقلاء أطفئها لئلا تحرق المنزل فأخذ يقول من أين كانت هذه ريح ألقتها و أنا لا ذنب لي في هذه النار فما زال يتعلل بهذه العلل حتى استعرت و انتشرت و احرقت الدار و ما فيها هذه حال من شرع يحيل الذنوب على المقادير و لا يردها بالإستغفار و المعاذير بل حاله أسوأ من ذلك بالذنب الذي فعله بخلاف الشرارة فإنه لا فعل له فيها و الله سبحانه يوفقنا و إياكم و سائر إخواننا لما يحبه و يرضاه فإنها لا تنال طاعته إلا بمعونته و لا تترك معصيته إلا بعصمته و الله أعلم
خليجية

ط®ظ„ظٹط¬ظٹط©

وعليكم السلام وحياكِ الله اختي بالعلم نسمو

يعطيكِ العافيه لهذا التوضيح والشرح الكامل للتعرف

على الفرق بين الارادتين الشرعيه والقدرية ومعرفتها

جزاكِ الله كل خير وبراك الله فيكِ وبطرحكِ ونفع الجميع ان شاءالله

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.