الحمد لله رب العالمين ……….. وبعد:
فإن من سعادةِ المرءِ في الدنيا أن يكونَ مُجابَ الدعوةِ ، أو أن يُحبه الناسُ إلى مرتبةِ الدعاءِ له بظهرِ الغيب.
إننا نرى كثيراً من الناسِ إذا التقوا بعالمٍ من العلماء بعد انتهاءِ درسهِ أو محاضرتهِ أو اللقاءِ به طلبوا منه أن يدعوَ لهم بالتوفيقِ؛ أملاً أن يكونَ دعاؤهُ مستجاباً، وصنفٌ آخر يطلبونً من بعضِ إخوانهمِ الصالحينَ أن يُخصوهم بدعوةٍ بظهرِ الغيب ، لعلِمهِم بأنَ دعوةَ المرءِ لأخيهِ بظهرِ الغيبِ مستجابة، ففي الصحيحِ أن رسولَ الله صلى الله عليه وسلم قال: (دعوةُ المرءِ المسلمِ لأخيهِ بظهرِ الغيبِ مستجابةٌ ، عند رأسهِ ملكٌ موكلٌ ، كُلما دعا لأخيهِ بخيرٍ قال الملكُ الموكلُ به : آمين ولك بمثل) م ما شعورُك لو قيل لكَ أنَ العالِمَ الفلاني ، أو مفتيَ الديار ، أو أحدَ والديكَ قد دعا لك في جوفِ الليلِ بالتوفيقِ والمغفرةِ أو نحو ذلك ؟ لا شك أنه سينشرحُ صدرُك ، وتتفتحُ أساريرَ وجهك .
فكيف لو قيل لك أن الملائكة هي التي ستتولى الدعاءَ لك..!!
نعم الملائكة هي التي ستتولى الدعاءَ لك.
كيف سيكون شُعورُك..؟
– أخبر الله تعالى أن الملائكة تصلي على النبي صلى الله عليه وسلم فقال تعالى : { إن الله وملائكته يصلون على النبي}.
– وأخبر تعالى أن الملائكة يصلون على المؤمنين فقال تعالى:{هو الذي يصلي عليكم وملائكته ليخرجكم من الظلمات إلى النور}.
– معنى صلاة الملائكة على أحد من الخلق:
كما جاء عن أبي العالية في قوله: (إن الله وملائكته يصلون على النبي) قال : صلاة الله عز وجل عليه : ثناؤه عليه ،
وصلاة الملائكة عليه الدعاء، ( أي يدعون للناس ويستغفرون لهم ) قال الشيخ الألباني( صحيح ) أنظر: فضل الصلاة على النبي [1 / 79 ].
من تصلي عليهم الملائكة:
1. تعليم الناس الخير:
– وعن أبي أمامة الباهلي رضي الله عنه قال : " ذكر لرسول الله صلى الله عليه وسلم رجلان أحدهما عابد والآخر عالم فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : (فضل العالم على العابد كفضلي على أدناكم ) ثم قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( إن الله وملائكته وأهل السماوات والأرض حتى النملة في جحرها وحتى الحوت ليصلون على معلم الناس الخير ) . رواه الترمذي وقال هل لصلاة الملائكة علينا أثر.؟
– صلاة الملائكة عليه الدعاء ( أي يدعون للناس بالرحمة والمغفرة ويستغفرون لهم ) كما قال أبي العالية رحمه الله.
– ودعا الملائكة للناس بالرحمة والمغفرة والاستغفار لهم ، سبب لخروجهم من الظلمات إلى النور ، ومن الشرك إلى الإسلام ، ومن الذنوب إلى الطاعة ، ومن منهج الضالين إلى منهج الصراط المستقيم ، ومن الضلال إلى الهدى ، ومن أفعال وأقوال الفاسقين والمنحرفين إلى أقوال وأفعال الطائعين الصالحين كما قال الله تعالى:{هو الذي يصلي عليكم وملائكته ليخرجكم من الظلمات إلى النور}.
وأستغفر الله العلي العظيم ، وأسال الله أن يجعلنا من التوابين المنيبين إليه وصلى الله على محمد وعلى آله وصحبه وسلم تسليما كثيرا ، والحمد لله رب العالمين .
غفر الله العظيم التواب الرحيم لذنبي ولذنبك وللمسلمين وللمسلمات وللمؤمنين وللمؤمنات الاحياء منهم والاموات الى يوم الدين