ما من شيء خلق في جسم الانسان الا وقد هيأه الله سبحانه وتعالى ليؤدي وظيفة خاصة به وهذا من نعم الله الكثيرة التي انعم بها على الانسان ليخصه دون سواه من الخلائق ليكون على احسن حال وفي ابهى صورة.
والاسنان جزء من هذا التكوين البشري، اذ تبدأ الاسنان بالظهور منذ الشهور الاولى من عمر الانسان وهي ما تدعى بالاسنان اللبنية (الوقتية) وعددها 20 سناً، في كل فك 10 اسنان وتظهر اولى هذه الاسنان في عمر 6 اشهر وتظهر بقية الاسنان اللبنية تباعا الى ان يكتمل عددها العشرون في عمر السنتين والنصف الى الثلاث سنوات (5.2 3 سنة)، وتبقى هذه الاسنان في فم الطفل خلال سنوات حياته الاولى وتبدأ بالتساقط تباعا عندما تخلفها الاسنان الدائمية والتي يبلغ عددها 32 سنا، وتبدأ بالظهور من عمر 6 سنوات وللأسف الشديد الكثير من الاخوة والاخوات من الأهل الاعزاء يولون الاهتمام الى الاسنان الدائمية التي في اعتقادهم انها الاسنان التي تبقى ولا تخلفها اسنان اخرى وتهمل الاسنان اللبنية او الوقتية كما هوشائع وتترك من دون عناية لانها سوف تسقط في كل الاحوال.
ولتوضيح خطورة هذه النظرة يجب ان نعي فائدة هذه الاسنان منذ ظهورها في فم الطفل، اذ ان للاسنان اللبنية فوائد ووظائف عديدة تقوم بها وهي :
اعطاء الطفل شكلا جميلا ويمكننا ان نتخيل كيف يكون وجه الطفل من دون وجود الاسنان ونختص هنا الاسنان اللبنية الامامية.
بواسطة هذه الاسنان يستطيع الطفل مضغ الطعام بشكل سليم.
وجود هذه الاسنان يساعد على نمو عظام الفكين العلوي والسفلي.
بواسطة هذه الاسنان يبدأ الطفل بتعلم النطق السليم للحروف المكونة للكلمات وهذا يدل بوضوح على ان عدم وجود هذه الأسنان يؤدي الى احداث خلل كبير في النطق السليم.
تعتبر الاسنان اللبنية المرشد الذي يحافظ على الحيز الذي اتخذته في فم الطفل الى حين ظهور الاسنان الدائمية التي تخلف الاسنان اللبنية في الاماكن المخصصة لها، أي ان كل سن لبنية تحافظ على مكانها الى ان يحين موعد سقوطها ويخلفها مباشرة السن الدائمية التي تحتها في الظهور والتي يكون قد تم اكتمال نموها بنسبة كبيرة مما يساعد على ظهورها في نفس الحيز الذي كانت فيه السن اللبنية التي كانت موجودة فوقها تماما في الفك، وعليه نستنتج ان فقدان السن اللبنية في وقت مبكر يؤدي الى فقدان السن الدائمية الى مرشدها للظهور في مكانها المخصص لها.
ويمكننا ان نستنتج مما تقدم التأثيرات السلبية التي تنتج عن فقدان هذه الاسنان بصورة مبكرة :
استحالة ظهور الاسنان الدائمية التي فقدت مرشدها من الاسنان اللبنية في الاماكن المخصصة لها فتظهر في مكان بعيد عن المكان الاصلي لها مما يستدعي العلاج لتقويم الاسنان قد يكون طويل الامد لارجاع هذه الاسنان الى مكانها الطبيعي في الفك.
وقد يؤدي من ناحية اخرى الى استحالة ظهور السن الدائمية في الفك مما يستدعي تدخلاً جراحياً لرفع هذه الاسنان من الفك بشكل نهائي وفي الحالتين الخسارة واقعة.
الفقدان المبكر يؤدي الى فقدان اكثر من وظيفة لهذه الاسنان التي قد تؤثر في الشكل او النطق او الصحة العامة للطفل.
ولهذا كله نستطيع ان نقول ان المحافظة على الاسنان اللبنية الى حين موعد سقوطها الطبيعي من الامور المهمة التي يجب ان تؤخذ بالحسبان لمنع حدوث التأثيرات التي تم ذكرها سابقا.وكما يقولون الوقاية خير من العلاج والوقاية هنا في المحافظة على الاسنان سليمة وهذا يتم عن طريق الزيارات الدورية الى عيادات طب الاسنان والتي تساعد كثيرا في زيادة التوعية عند الاهل عن طريق الحصول على النصائح التي يعطيها طبيب الاسنان لهم وتساهم في توفير الفحص الدوري للاسنان الذي يساعد على كشف أي ضرر يصيب الاسنان في وقت مبكر تكون فيه فرص العلاج متاحة بشكل اوسع لعلاج الضرر في مراحله الاولى مما يمنع وصولها الى الحالات المتأخرة للاصابة التي يتعذر فيها المحافظة على السن ويصبح خلع السن هوالعلاج الوحيد المتاح.
اما علاج الحالات التي تم فقدان السن اللبنية فيها بشكل مبكر فيتم عن طريق حفظ المكان المخصص للسن الدائمية التي توجد تحت السن المخلوعة في الفك، والحفاظ على هذه المسافة يكون بوضع جهاز حفظ المسافة الذي يعتبر من المساقات العلاجية المهمة التي تحافظ على المكان الخاص للسن الدائمية الى حين اكتمال نموه وظهوره في الفك.
ولجهاز حفظ المسافة صور عديدة قد تكون للمنطقة الخلفية من الفك اوللمنطقة الامامية من الفك في حال تعرض الطفل لحادثة معينة يصاحبها سقوط الاسنان اللبنية الامامية وتكون ضرورة الحفاظ على المسافة والتعويض الوقتي للاسنان اللبنية الامامية هو المطلب الوحيد.
تقبلوا تحياتيسلر ام امير السهلاني
يتوج بالنجوم
جزاك الله الخير كله و في انتظار المزيد من هذه المواضيع الرائعه