]معنى "تقييد النعم بالشكر"[
تقييد النعم بالشكر ما المراد به؟ ما المراد ب"تقييد النعم بالشكر"؟
هذه النعم العظيمة التي أنعم الله تعالى بها علينا وهي لا حدّ لها ولا حصر، والشكر لله عزّ وجلّ عليها بما يكون بالقلب وباللسان وبالجوارح، كيف يكون هذا التقييد؟
تقييدها معناه: الإبقاء عليها حتى لا تذهب وحتى لا تزول إنما يكون بالشكر، كما يقول بعض السلف: "النعم إذا شُكرَت قرّت وإذا كُفرَت فرّت" إذا شكرت حصل استقرارها وبقاؤها وإذا كفرت فرت يعني: زالت وذهبت ولم يبق منها شيء، ويقولون: "لا بقاء للنعم مع الكفر ولا زوال للنعم مع الشكر" بل إن الشكر – كما هو معلوم- سبب في الإبقاء على الموجود وفي الزيادة منه وفي اكتساب الشيء المفقود من النعم، ويقولون: إن الشكر يقال له (الحافظ) ويقال له (الجالب)، لأنه حافظ للموجود من النعم وجالب للمفقود من النعم، لأن الله عزّ وجلّ وعد بالزيادة تأذن بالزيادة لمن شكر، كما قال الله عزّ وجلّ: {وَإِذْ تَأَذَّنَ رَبُّكُمْ لَئِن شَكَرْتُمْ لأَزِيدَنَّكُمْ} [إبراهيم : 7] ويقول بعض السلف: "النعمة وحشية فاشكلوها بالشكر" معنى كونها (وحشية) يعني: غير مستأنِسة حتى تُشكَر، فإذا عُمل الشيء الذي يكون به بقاؤها استقرت واستأنست وإلا فإنها تنفر وتذهب وتزول عن صاحبها، "النعمة وحشية فاشكلوها بالشكر" يعني: قيدوها واربطوها بالشكر حتى لا تذهب وحتى لا تفر، لأنها تشبه الحيوان المستوحش الذي هو بحاجة إلى من يؤنسه حتى يألف ويستقر ويبقى، وهذا الإبقاء عليها وربطها وحفظها إنما يكون بشكر الله عزّ وجلّ عليها، ولهذا جاء عن عمر بن عبد العزيز رحمه الله أنه قال: "قيدوا نعم الله بشكر الله عزّ وجلّ" فإن النعم إذا شُكرت فإنها تبقى وتستقر، وإذا كُفرت فإنها تزول وتضمحل وتذهب عن أصحابها، ولا يكون لها قرار ولا يكون لها بقاء.
والله سبحانه وتعالى بين جزاء الشاكرين وثوابهم وعقوبة الكافرين لهذه النعم، وقد جمع بين الاثنين في هذه الآية الكريمة التي تقدم ذكرها وهي قول الله عزّ وجلّ: {وَإِذْ تَأَذَّنَ رَبُّكُمْ لَئِن شَكَرْتُمْ لأَزِيدَنَّكُمْ وَلَئِن كَفَرْتُمْ إِنَّ عَذَابِي لَشَدِيدٌ} [إبراهيم : 7]
و نعود بالله من شرور أنفسنا و من سيئات أعمالنا
بارك الله فيك اخيتي على هذا التذكير الطيب
شكرا لك