يعتبر البيت المحضن الاول للشاب وللفتاة، وحتى بعد الدخول الى المدرسة والتخرج
منها يبقى البيت (الملجأ) و(المرفأ) و(المأوى) و(المرجع).
ففي البيت يجد الشاب أماً حنونا وأبا رحيما وألفة أخوية مما يسدّ في نفسه حاجة
عاطفية كبيرة قد لا يجد نظيرها خارج البيت.
أمّا اذا اختلفت الصورة فأصبح البيت (طارداً) لا (جاذباً) فعند ذلك تدخل
العلاقة بين الشاب أو الفتاة وبين البيت في تعقيدات كثيرة وخطيرة، قد تُعبّر عن
نفسها ب(العناد) تارة و ب(التمرد) تارة و ب(العنف) تارة اخرى، وأخطر
تعبيراتها هو (الهروب من البيت).
فالعناد هو حالة ابتدائية للتمرّد، ويتمثل في حالات رفض التجاوب مع تعاليم
البيت، والتنصّل عن مسؤولياته، أو مخالفة برنامجه، حتى اذا ساءت العلاقة اكثر
بين الابوين أو أحدهما مع الشاب فإنها قد تضطره التي التمرد الذي يمثل ذروة
العناد، وحينما تصعب السيطرة على مشاعر الشاب المتمرد الذي يجد أنّ طاعة
الوالدين أو الالتزام ببرامج الأسرة شيئا لا يستحق أن يمتثل له أو يتجاوب معه،
تراه مخالفاً معاكسا على طول الخط حتى في الأمور البسيطة.
وحين يحتدم الصراع بين الابوين وبين الشاب نتيجة تعقد الموقف الناجم عن التمرد
المستمر تبدأ مرحلة العنف التي تنطلق كلامية أول الامر ثم تتطور الى عنف يدوي.
إلى هنا يمكن تدارك الأمر والعودة بالامور إلى مجاريها الطبيعية إن أحسن
الوالدان التصرف وخففا من حدة المواجهة، فالمبادرة تبدأ بهما، وسعة الصدر
مطلوبة منهما بدرجة أكبر، والحكمة في فض النزاعات وتبريد سخونة المواقف
المتشنجة هم أقدر عليها، فإذا لمس الشاب تبدلا في الموقف، وإيجابية في التعامل
يبدأ هو الآخر يغير لهجته ويعدل اسلوبه في التعامل، والمسألة رهينة وقت وليست
مشهدا تمثيليا ننتقل به من (الحرب) إلى (السلام).
ولكن لماذا يتمرّد الشاب أو الفتاة؟
الأسباب كثيرة، ولعلّ أهمها اساءة تعامل الوالدين معهما، ولكن ذلك ليس سببا
اوحدا، فللشارع دوره وللاصدقاء السيئين أثرهم، وللتلفزيون والسينما والمسلسلات
اياديها الطويلة في غرس بذور التمرد والعصيان في لا وعي الطفل والشاب.
فلقد اكتشف الاطباء والمحللون النفسيون ان الطفل وحتى الشاب يمران بعدة مراحل
عندما يشاهدان مناظر العنف.. فبادئ الأمر يحسان بالاشمئزاز والنفور والكراهية،
وبعد فترة يحدث لهما ما يسمى بالتحصين النفسي اذ يرون مناظر العنف دون الاحساس
باي نوع من الانفعال او الشحنات الوجدانية الخاصة بهذا المنظر، تلي ذلك مرحلة
اللامبالاة – بمعنى إذا اقدم هو شخصيا على العنف لا يصاحبه أي شعور بالذنب.
لكننا يمكن أن نطلق على هذه الاسباب بانها اسباب غير مباشرة، فالسبب الاول هو
التربية الأسرية السيئة أو العنف الابوي الذي يخلق ردة فعل عنيفة تتمظهر بمظاهر
العناد والتمرد ومواجهة العنف بالعنف. وقد تكون للعلاقة الزوجية المتوترة والجو
النفسي الخانق بسبب ذلك، أو الفقر المدقع الذي تعيش الاسرة تحت ضغطه، أو
الانشغال التام عن البيت، عوامل مساعدة على ولادة هذه الانعكاسات الحادة،
فحينما تنعدم اللغة المشتركة بين الاباء والابناء لا يكون الطريق مفتوحا الا
امام لغة اخرى هي لغة العنف من جهة الاباء ولغة التمرد من جهة الابناء، بل
وربما العنف من الابناء الذي اذا لم يظهر مع الاب العنيف، فقد يظهر مع الاخوة
والاخوات الصغار كحالة انتقامية.
وقد يأخذ التمرد شكلا سلبيا في شكل اللباس الذي يلبسه الفتى والفتاة أو تسريحة
الشعر أو التأخر عن البيت أو إهمال الدراسة أو إهمال الواجبات الدينية.. أو
الجلسة غير المؤدبة بين يدي الوالدين.. وما إلى هناك.
ولعل التعليمات المشددة وقائمة الاوامر الطويلة والتهديدات بالعقوبات الصارمة
والمراقبة التي تحصي الانفاس عوامل مشجعة على التمرد، وقائدة في مرحلة متطورة
لاحقة الى الهروب من البيت الذي اثبتت بعض استطلاعات الرأي أن سببه الاساس
التربية الاسرية الخاطئة.
اننا كمربين ننظر الى تمرد الشاب والفتاة احيانا من زاوية اخرى غير زاوية
الخروج على قانون الاسرة، فالتمرد قد يكون تمردا على (الظلم) الواقع على الشاب
والفتاة من والديهما أو احدهما، وهو شعور بانتهاك الحقوق والكرامة، او الاحساس
بمرارة سياسة القهر التي يتبعها الاب، وبالتالي فهو تمرد ايجابي لانه رفض للظلم
والحجر والتضييق والمحاسبة على الصغائر والتوافه.
إن مشكلة الهروب من البيت التي تمثل تصعيدا خطيرا في الموقف المتشنج بين
الوالدين وبين الشاب أو الفتاة، لا تحل الا بالعودة بالبيت – كما هو المفترض
فيه – الى ان يكون (المأمن) و(المحضن) و(الملجأ) و(المرفأ) و(المرجع) الذي يجد
فيه الجميع اذا اشتدت الضغوط في الخارج، الراحة والطمأنينة وسعة الصدر والاغضاء
عن بعض الاخطاء .. وفوق هذا وذاك.. الحب والاحترام.
نعم البيت هو الملفا الوحيد لى الجميع
جزكي الله خيرآآ ولالا تحرمنا من موضيعك المميوه
دمتي في حفظ الله
اختك ام جمانه
=0-=0-
الف شكررر يا عزيزتي
فعلا نحن بحاجه الى توعيه من الناحيه الاسريه فهى اللبنه الاولى التي تنطلق ويتكون منها المجتمع فان… صلحت صلح المجتمع ..
الف شكر اختي ..
موضوع جد مهم..