يعرف الدواء بأنه أية مادة تستعمل في تشخيص أو معالجة الأمراض التي تصيب الإنسان أو الحيوان، أو التي تفيد في تخفيف وطأتها أو الوقاية منها. عند دخول الدواء في جسم فانه يمر بمراحل تسمى الحركة الدوائية.. وهذه المراحل تشمل عبور الدواء حاجز غشاء الخلية , الامتصاص , التوزيع , الأيض , والإخراج .
وتتأثر بعض الأدوية بالغذاء الذي يتناوله المريض سلباً أو إيجاباً , وتحدث التداخلات بين الغذاء والدواء إذا كان الطعام الذي يتناوله المريض يؤثر على مركبات الدواء المتناول بحيث لا يعمل الدواء بالشكل المطلوب, ويمكن للأدوية والأغذية أن تتفاعل بعدة طرق، وغالباً ما يكون مركب خاص في الأغذية هو الذي يتسبب في هذا التفاعل , أوأن تحصل بسبب كميات البروتينات في الغذاء. كذلك تغيير طريقة الاستقلاب التي ينتهجها الجسم، حيث تعمل الأنزيمات على استقلاب الكثير من الأدوية، وبعض الأغذية يمكنها جعل هذه الأنزيمات تعمل بطريقة سريعة أو بطيئة، وذلك عن طريق تقصير أو إطالة المدة التي يستغرقها الدواء في الجسم، وإذا كان الغذاء يسرع الأنزيم، فإن الدواء سيستغرق وقتاً أقصر في الجسم وقد يكون أقل فاعلية. وإذا كان الغذاء يبطئ الأنزيم فإنه يقضي وقتاً أطول في الجسم مما يمكنه أن يتسبب في بعض التأثيرات الجانبية.
وليست جميع الأدوية تتأثر بالطعام لكن البعض منها قد تتأثر بنوع الطعام الذي يتناوله ووقت تناوله مثل أخذ الدواء في نفس الوقت الذي تناول فيه الطعام قد يؤثر على امتصاصه من قبل المعدة والأمعاء, لان الطعام قد يؤخر أو يقلل امتصاص الدواء ,,لهذا بعض الأدوية يجب أن تؤخذ على معدة فارغة قبل الطعام بساعة أو ساعتين بعده.
لكن لماذا يتأثر الدواء بالطعام؟
قد يتأثر الدواء بالغذاء المتناول (بصورة سلبية أو إيجابية) لعدة أسباب أهمها:
1- احتواء الغذاء على إنزيم أو مادة كيميائية معينة تتداخل مع الدواء المأخوذ.
2- التأثير على معدل إمتصاص الدواء: فوجود الغذاء في المعدة يسبب التأثير سلبي على امتصاص بعض الدواء (يمنع أو يقلل الامتصاص) حيث تتغير معدلات إمتصاص الدواء في الجهاز الهضمي تبعا لعدة عوامل أهمها درجة الحموضة ،حركة المعدة والأمعاء ،والإفرزات والعصائر الموجودة في الجهاز الهضمي .(وجود الغذاء في المعدة يؤخر عملية الأمتصاص لانه يزيد من إفراز حمض الهيدروكلوريك).
أما العوامل المؤثرة على امتصاص الدواء فهي
• طريقة وموقع إعطاء الدواء
• موقع ومنطقة الامتصاص
• تركيز الدواء في ذلك الموقع
• حركية الدورة الدموية في موقع الامتصاص.
• الشكل الفيزيائي للدواء (الأدوية السائلة, تمتص أسرع من تلك التي تُحضَّر بصورة أقراص ).
• الظروف المؤثرة على ذوبانية الدواء، وبالتالي على قدرته على الوصول لمنطقة الدخول إلى مجرى الدم أو السوائل الأخرى،
• كلما كانت جزيئات الدواء أصغر, كان امتصاصها أسرع. فامتصاص الدواء يتأثر بالعمليات الفيزيوكيميائية والتي قد تؤثر بدورها على كلٍّ من المدى والمعدل الذي يعبر فيه الدواء الحاجز المخاطي ودخوله إلى مجرى الدم.
3- يحدث أحياناً تكوين الغذاء مع الدواء معقدات complexes يصعب امتصاصها ، أو ترسيب الغذاء للدواء .
4- هناك ايضاً تأثير على معدلات نقل الدواء:
في حالات سؤ التغذية الناتج عن نقص الطاقة و البروتين يقل بروتين الدم (hypoalbuminemia) المسؤل عن نقل الدواء من الجهاز الهضمي الى باقي أعضاء الجسم.
5- التأثير على معدلات الأخراج:
فكلما طال بقاء الدواء في الجسم كان تأثيره أفضل ،وكلما زادت معدلات التخلص (إخراج) الدواء قل تأثيره . ويتم إفراز الدواء بصفة أولية عن طريق الكلية والقناة الهضمية. كما أن العديد من الأدوية تفرز في حليب الأم. لذا فإن الغذاء يمكن أن يؤثر على إفراز الدواء، وذلك إما بالتأثير على العضو المسؤول عن إفراز الدواء، أو حجم توزيع الدواء. ويتناسب نصف عمر بقاء الدواء في الدورة الدموية طرديٌّا مع حجم توزيع الدواء وعكسيٌّا لتصفيته. وتعتمد عملية تصفية الدواء على كمية الدواء المنقول إلى عضو الإخراج وعلى مدى استخلاص الدواء من الدم للإخراج (معدل الاستخلاص).
أمثلة على تأثير بعض الأدوية على الفيتامينات والمعادن
* مضاد الحموضة: مضاد الحموضة يقلل من التواجد الحيوي لفيتامين أ ، الفولات، الثيامين والفوسفات.
* مضادات إفراز أحماض الصفراء:
يمكن أن تؤدي إلى سوء امتصاص للدهون، وبالتالي سوء امتصاص للفيتامينات الذوابة في الدهون، وخصوصًا فيتامين أ و هـ
* المواد المضادة للتجلط , حيث تعمل المواد المضادة للتجلط التي تشمل الوارفرين، الكومرين والداي كاميرول عن طريق تنافسها مع فيتامين K. لذا فإن استهلاك الأطعمة الغنية بفيتامين K أو المزودات من الممكن أن تضاد عمل هذه الأدوية المضادة للتجلط.
* المدرات:
تعمل المدرات على تغيير الإفرازات الكلوية للصوديوم والبوتاسيوم ـ فقد يؤدي العلاج بهم إلى تطور في عدم الاتزان للأملاح. البعض الآخر من المدرات يمكن أن يتسبب في الحفاظ على الكالسيوم في الكلى، وبالتالي يؤدي إلى زيادة نسبة الكالسيوم في الدم.
* الأدوية الفموية المضادة لزيادة مستوى السكر: تقلل من امتصاص فيتامين ب12 والفولات.
* الأدوية المضادة لمرض السل:الأدوية المستخدمة في علاج مرض السل تؤثر على أيض فيتامين (د)، وتكوين مركب الهيدرازون من البيرودوكسين وإلى عوز النياسين أيضًا.
* أوكسيد النتروجين: يعمل كمضاد لفيتامين ب12
* الأدوية المضادة للتوتر العصبي: تعمل على إعادة امتصاص الصوديوم، وبالتالي تؤدي إلى زيادة نسبة الصوديوم في الجسم.
وأخيرا ما هي اهم الإرشادات حول تناول الدواء قبل الأكل أو بعده لتجنب حدوث التداخلات الغذائية الدوائية :
= اقرأ المعلومات المكتوبة على علبة الدواء أوالنشرة الداخلية مثل الاستخدام ، الاحتياطات،التداخلات, أواستفسر عنه من الطبيب أو الصيدلي..
= لا تأخذ أقراص الفيتامينات أو المعادن في نفس الوقت الذي تأخذ فيه دوائك لأنها قد تتداخل معه.
= لا تذوب الأدوية في المشروبات الساخنة لأنها قد تمنع عمل الدواء.
= لا تضع الدواء مع الطعام إلا إذا كان بأمرالطبيب أ الصيدلي فقد يؤثر على عمل الدواء :
= فالأدوية التي تتأثر بالأغذية عموماً يجب أن تؤخذ على معدة فارغة وأن يفصل بين تناولها وتناول أي طعام فترة لا تقل عن ساعتين . ومن أمثلتها: بعض المضادات الحيوية لان حمض الهيدروكلوريك يقوم بهدم بعض المضادات الحيوية التي تؤخذ عن طريق الفم .
= أما التي تتأثر بأغذية معينة فيجب عدم تناولها مع هذه الأغذية كلياً لكيلا تقلل أو تبطل مفعول
الدواء .
= أما الأدوية التي يتحسن امتصاصها مع الطعام أو تقل آثارها الجانبية ، فيجب تناولها بعد الطعام مباشرة كالأسبرين ، والفولتارين.
ملخص
(( الدواء سلاح ذو حدين إذا أُسِئَ استخدامه فإنه يؤدى لعواقب وخيمة قد تهدد الحياة ))
& كذلك المرضى الذين يتناولون الأسبرين قد يتعارض مع امتصاصه من الأمعاء وبالتالي يقل تركيزه في الدم وتقل فاعليته كعقار لتسيل الدم، وينصح هؤلاء بالإقلال من تناول الثوم والزنجبيل وكبدة الدجاج المرضى &المصابين بهشاشة العظام والذين يتناولون أقراص فوساماكس ينصحون بعدم تناول عصير البرتقال أو القهوة أو الحليب مع الدواء، حيث إنها تقلل من امتصاص الدواء بنسبة 60% ولذلك ينصح هؤلاء المرضى بأخذ الدواء، قبل الطعام بساعتين على الأقل ومع كوب ماء فقط.
& يفضل تناول أقراص الحديد مع أي نوع من العصائر الحمضية والتي تزيد من الامتصاص والتوافر الحيوي للحديد في الدم (كوب من عصير البرتقال يزيد من امتصاص دواء الحديد بفضل فيتامين ج، وهذا تداخل إيجابي محمود) ولا يفضل تناولها مع وجبة غنية بالكالسيوم. كماأثبتت الدراسات أن تناول الشاي و القهوة تتعارض مع بعض الأدوية مما يؤدي إلى مضاعفة تأثير الدواء أو تقليل فعاليته,كما يفضل تناول مضادات الهيستامين على معدة فارغة لزيادة فعاليتها.
&المسكنات الباراسيتامول
المكان المفضل لامتصاصه هو الأمعاء يزيد الطعام من فترة بقاء الدواء في المعدة لذلك فأخذ الباراسيتامول بعد الطعام سوف يؤخر الامتصاص حتما لأنه يؤخر وصوله للأمعاء .
& مضادات الالتهاب غير الستيروئيدية (NSAIDs)
تؤخذ بعد الطعام لعدة أسباب
1:هو التهيج الناجم عن تأثيرها السلبي على cox1 الواقي للمعدة
2:هو التهيج الناجم عن احتكاكها المباشر بالمعدة
3: أنها عبارة عن حموض acides تكون في الوسط الحمضي(المعدة ) بشكل غير متأين nonionicوفي الوسط القلويbasic (الأمعاء) تكون بشكل متأين ionic
الوسط المفضل لامتصاص الNSAIDs هو المعدة, يزيد الطعام من فترة بقاء الدواء في المعدة لذلك فأخذ الNSAIDs بعد الطعام سوف يزيد امتصاصها لأنه يبقيها فترة أطول في المعدة ,المكان المفضل لامتصاصها
& الموسعات الوعائية
تستخدم الموسعات الوعائية فى علاج أعراض الربو القصبى ، التهاب القصبات المزمن و النُفاخ الرئوى . تفتح هذه الادوية الطرق الهوائية إلى الرئتين للتخفيف من الأزيز ، ضيق النفَس و مشاكل التنفس المزعجة يتفاوت تأثير الطعام على الثيوفيللين بشكل كبير . فبينما تزيد الوجبات الغنية بالدهون الثيوفيللين فى الجسم ، قد تقلل الوجبات الغنية بالكربوهيدرات كميته . لذا فمن الضرورى مراجعة الصيدلى بخصوص أى من الانواع يمكن تناولها نظرا لامكانية امتلاك الطعام لتأثيرات مختلفة على معتمدة على الجرعة.
& يحتوي كل من الشاي والقهوة على المادة المنشطة (الكافيين ) ومن المعروف أن المقادير الكبيرة منها تؤدي إلى الأرق والعصبية الشديدة و اضطرابات في القلب ولقد أتضح أن تناول أي مستحضر للكافيين مع مضاد حيوي من مجموعة الكينولون أو الدواء المعالج للقرحة فهذا يساعد على زيادة الأثر المنشط للكافيين المؤدي إلى الأرق . أيضا تناول مستحضرات الكافيين مع أحد الأدوية المهدئة (الفاليوم) يؤدي إلى تقليل فاعليته . لذا ينصح المرضى أو السليمين تناول الشاي و القهوة بعد تناول الدواء وبعد تناول الوجبة الغذائية على الأقل بساعتين أو ثلاث ساعات
ويؤكد الأطباء أن هناك أدوية تفقد نصف قيمتها عندما يتم تناولها مع الطعام بسبب تفاعل مكوناتها مع مكونات الدواء مما يجعلنا أكثر حرصاً على تناول الدواء في أوقات معينة وفقاً لما يحدد الطبيب؛ إذ إن التداخلات الدوائية والتداخلات الدوائية الغذائية تعتبر من أبرز وأكثر المشكلات التي ترافق العلاج الدوائي والتي ينجم عنها في بعض الحالات تأثيرات خطيرة على حياة المريض. (تؤدي إلى زيادة سمية الأدوية أو تقليل القيمة العلاجية)
موضوع مميز ومفيد
تقييمي لك
آآآمين يا رب يسلمو حبيبتي