هـــمـ الذكريــات ــس
المؤلفة: أمــيــــ الخيــــ كلارس ـــال ــــرة
الجزء الأولــ
يديني كانت ترتجف حين مسكني على الجدار, ماهي اول مره اتجاكر مع شاب اتضارب مع اخواني كثير لكن هذا الشاب خرعني بحركته السر يعه ونظرته التهديديه, ايدينه غطت فمي قبل الصرخه تطلع.
حاولت ابعده عني بس ما قدرت وبديت ابكي, طنشني ونظر اتجاه الشارع العام وكان هناك شلة شباب مالاحظتهم من قبل. هدا خوفي لان كان معي امل انه ماراح يسوي لي أي شي وهذول الشباب هنا لكنه سحبني معه تجاه الظل ومحد شافنا والمشكله باقي مغطي على فمي. قلت في داخلي خلاص هذي آخرتها مابقى لي أي امل ينجيني منه وغمضت عيوني انتظره متى يخلص علي…….
جلست انتظر كثير واتفاجأت يوم حسيت ايدينه تفكني, فتحت عيوني إلا وهو باقي واقف قدامي بس ماكان معصب زي اول والشباب اللي في الشارع ماعدهم هناك. بدت نبضات قلبي تزداد وحسيت ان جسمي انشل عن الحركه, ما قدرت اتحرك ولا اقول شي. قال
" انتبهي على نفسك ثاني مره"
نظرت له مستغربه, ايش يقول!!!!!!!! قبل شوي ظنيته بيقتلني والحين يقول لي انتبهي على نفسك؟!!ما قدرت أتملك أعصابي يمكن كنت احلم بس المشكله اني كنت احس بكل شي والحلم مهب زي كذا. ناظرت للشاب الغريب هذا ساكته ماتحركت الين مشى عني واختفى, طحت على الارض ماني مصدقه ابكي واحمد ربي.
تماسكت نفسي بعد ربع ساعه ورجعت البيت, محد شك في امري أو سألني وين كنتي إلا اخوي شادي اللي اكبر مني بسنه
"غدير وش فيك؟"
هزيت راسي بمعنى مافيه شي واتجهت لغرفتي بس مسك يدي
"والله ماراح اقول لاحد"
"السالفه مو عن كذا"
"زين ايش؟"
فكيت ايديينه عن ايدي
"انا تعبانه الحين وراسي يعورني وابي انام"
ودخلت غرفتي وسكرت الباب. انسدحت على السرير وانا في قمة الارهاق, ما حسيت بنفسي إلا وشادي يصحيني
"غدو يله قومي!!تأخرنا!"
طنشته ورميت البطانيه على راسي لكنه سحب البطانيه عني.
"شـــــــادي!!"
ابتسم وجلس على طرف السرير
"تدرين الساعة كم؟"
"شادي اذلف عن وجهي!"
"أتكلم معك من جد الساعه تسعه"
قمت على طول أناظر لساعتي ومن جد كانت تسعه, ياويلي راح اتأخر على المدرسه, قمت بسرعه وطردته من الغرفه وصليت واتجهزت باقي بس ارتب دروسي على الجدول. نادا شادي من تحت انه بيروح للمدرسه ويخليني, نزلت اركض حتى الشنطه ماقفلتها بعد وركبت السياره
"ليش مستعجل؟"
"ماني مستعجل احنا متاخرين, متاخرين اصلا"
"زين كان خليتني انام بدل ما تبهذلني كذا"
"ايه بس اخاف السيده رودا بتشتاق لك كثير اذا ماشافت وجهك اليوم في المدرسه"
اخذت علبة المناديل ورميتها على وجهه, اكرهه حين يتريق بي كذا وخاصة انه يعرف اني ما اضيق رودا. وصلني المدرسه وهو باقي يضحك بس ماهتميتله كثير كنا متأخرين كثير, هبلت بنا الوكيله قبل ما ترسلنا لفصولنا. الاستاذ جون ماخاصمني ولا قلي شي بس وقفت مصدومه عند الباب حين شفت منه جالس بجنب الكرسي حقي. قال الاستاذ جون:
""Ghadeer would you please sit down?
رحت اجلس في مكاني وحاولت اطنش اللي بجنبي لكنه همس
"انا اسف"
نظرتله بنظرة حقد لكن حادثة امس سيطرت علي وبدا الخوف يظهر في وجهي, لاحظ خوفي وتبسم, انقهرت وخوفي على طول طار
"ماراح اعذرك تصرفك امس مرره ما كان لايق!"
"ههه لذي الدرجه؟"
سكت وتابعت المعلم يشرح لكنه مصمم, قال
"على العموم أنا يامن"
مارديت عليه وكمل كلامه
"ما توقعت إني راح ألقى ناس كثيرين من السعودية هنا لكن…."
"وفي اول يوم لك تهاجم البنات, امك وابوك المفروض مايثقون فيك ويرسلونك لهنا"
"عاد إلا انتي اللي تستحقين الثقه"
معي رغبه اني اسطره حتى يبكي بس مافيه امل, وكأنه قرا اللي في بالي,
"شكله ما كفاك اللي امس؟"
عصبت ولفيت بيدي قاصده اضربه كف لكنه اسرع مني مسك يدي ولواها, فرحت يوم تدخل امجد مع اني ما أضيقه. يامن فك يدي ونظر له
"وأنت مين؟"
"انا امجد وأنت؟"
"يامن"
"عاشت الاسامي"
بس باين من صوته انه مو قاصد اللي قاله.
غيداء زميلتي توها جايه الفصل واستغربت زيي يوم شافت يامن. سلمت علي واشرت براسها جهة يامن وامجد, رديت
"لا تسألين"
"ايه بس هو جالس مكاني"
"روحي تصرفي معه يكفيني اللي فيني"
وما شاء الله عليها نفرت بالاثنين كلهم من عندنا
"عشان ثاني مره محد يتجرأ يجلس مكاني"
ضحكت, مايمر يوم من الأيام إلا وأنا لازم ابتسم معها, غيداء صديقتي من ايام الطفوله ودخلت معي المدرسة وشاركتني في بيرث وأنا اعتبرها كا أختي خاصة انه مافي معي خوات. انا الوحيده البنيه في البيت مع ثلاث أخوان, كلهم اكبر مني: شادي اكبر مني بثلاث سنوات واكبر منه يزن والأكبر وليد.
عاد إحنا هنا في بيرث عشان أبوي مبتعث, لنا سنتين هنا وماعمرنا زرنا السعوديه مشتاقه لها كثيــــر, ابوي قال يمكن نسافر في نهاية هذا الشهر وانا متحمسه كثير ابي هذا الشهر يخلص وهذه كانت مشكلتي امس; كنت سرحانه افكر في السعوديه وفجأه انصدم بي يامن وهو يركض وانا كالعاده العصبيه سيطرت علي وبديت اخاصم وهو مسكني………….
افكاري الحين طلعت سخيفه يوم كنت اظن انه راح يقتلني وخاصة انه جالس الحين في نفس الفصل بس والله من جد كنت خايفه وخوف مو طبيعي وبعدين يامن توه جديد وما اعرفه بس كل شي عدا على خير.
غيداء قاطعت افكاري
"ياهوه وين وصلتي؟"
ضحكت وطقيتها على راسها
"السعوديه وين بعد"
"يوووه كل ذا شوق للوطن وانا ان شاء الله طيرتيني فين؟!"
طقتني على راسي وطالعت بره الشباك تطنشني, قربت منها وهمست في اذنها
"راح اشتاق لك كثيــــر"
ناظرتلي بسرعه وفي صوتها بكيه
"من جد بترجعون؟"
حضنتها ومعي ضحكه على شكلها
"ابوي يفكر نروح في نهاية هذا الشهر"
"احلفي؟!"
"والله العظيم وبعدين انا كل يوم معك, شهر أو شهرين ماراح يضرك"
"لا مو حلو كذا انتظرو نروح سوى"
"اقول طيري!"
"لا من جد!"
"انا ماصدقت وابوي يقول الشهر الجاي وانتي تبغينها تتأجر, يااختي قدري مشاعري شوي انا مشتاقه للسعوديه واهلها سنتين ما شفتهم"
دفتني عنها
"خلاص روحي فكه!!"
وقامت جلست عند اروميا, ما قدرت اخفي ضحكتي عليها ورمتني بكتابها. لقيتها وقت المرواح بس رفضت تكلمني بس ما خفت ان كانت زعلت مني, اعرفها زين دايم تحاول تحني قلبي عليها بس ماراح اخليها تفوز علي. ….شادي مانتظرني فكنت مجبوره اروح مشي معها واتحمل صمتها مع ان إحنا محنا جيران……
استغربت يوم لقيت البيت هادي من العاده يكون سجه وفوضه و التيفي على اعلى صوت وريحة الاكل في كل مكان…. شكل اخواني باقي ما وصلو البيت, رحت اسلم على امي وطلعت لغرفتي عشان أصلي بس فجأه سمعت صوت خبطه من غرفة اخواني وكأن شي طاح على الارض.
خلصت بسرعه ورحت اشوف ايش فيه, لقيت شادي ويزن على الارض ميتين ضحك على وليد اللي ناشب تحت سريره المنقلب. سألتهم ايش صار بس ماردو علي منشغلين في الضحك, ووليد يسب ويلعن من تحت السرير….. قربت منه ورفعت السرير عنه بس يوم شفت شكله جتني ضحكه وماقدرت اخفيها وكاد السرير يطيح عليه لو ما مسكه عني شادي…. كان وجهه وليد ممكيج وشكله يضحك بالمرررررره.
قام على طول وهاجم شادي ويزن ومسكهم بشعورهم
"والله العظيم لا أخليكم تندمون على حركتكم هاذي وتوبون معد تفكرون تسوونها فيني!"
وسحبهم معه للدرج وربطهم وأنا ميته ضحك على أشكالهم, انقهرو وقامو يصارخون لوليد
"وغدير معنا هي اللي قالت لنا……"
نظرلي معصب
"وانتي معهم؟!"
كنت بأقول له لا انا مالي خص في الموضوع بس شكله وهو معصب وممكيج يضحك ومقدرت امسك نفسي فربطني معهم… جلسنا نضحك عليه وهو يخاصم ويهدد الين راح يغسل وجهه….. جت امي بتطلع وشافتنا
"بسم الله عليكم وش صار؟"
رد عليها يزن,
"يمه هذا وليد ابنك الكبير شوفي في الاخير وش سوى بأخوانه هذا وهو قدوتنا مدري عاد كيف احنا بنصير"
"لا والله مب وليد راعي المصايب إلا انتم اللي ملاقيف تستهلون اللي جرالكم!"
وراحت وخلتنا بس بعدين رجعلنا وليد وسامحنا وفكنا….. قاله شادي
"ياشيخ كان على الأقل خليتني أصورك"
"أقول اذلف عن وجهي!"
ضحك يزن وقال لشادي
"ايه وزينها بعد في الفوتوشوب ولبسه فستان احمر ويطلع الفين وتسعه استراليان ايدل!!"
طقه وليد على كتفه, سألته
"وأنت ايش اللي منومك في هاللوقت؟ من العاده ماتنام"
"كنت انتظرك ونمت"
"وليه تنتظرني؟"
قال يزن وهو متحمس
"عشان بيعـ……"
بس وليد ماخلاه يكمل شاته برجليه
وسحبني معه لغرفتهم وأعطاني علبة هديه متوسطه بس ثقيله شوي
"بمناسبة ايش؟"
حط ذراعه على كتفي
"يووه وأنا ما أعطيك شي إلا وفيه مناسبة افا عليك بس!"
طنشته وفتحت الهديه بس ماصدقت اللي في داخلها
"ها عجبك؟"
كانت الهديه جوال Nokia 96 Chinese
"ماني مصدقه اللي اشوفه! يجنــن! مشكور ياخوي"
تبسم وبدا يكح ويصلح شعره, شادي ويزن سووُ انفسهم وكأنهم مايهتمون وقالو
"إيه حتى احنا كنا بنشتريلها بس انت سبقتنا"
فتحت عيني على اخر ذكرى مرت ببالي, الكل يتوقع اني فقدت ذاكرتي كلها بس باقي معي هذي الذكرى. قمت من السرير ومعي صداع خفيف ونزلت للصاله عند عمتي نوف, شافتني نازله وقالت
"ريم تسأل عنك"
"كان خليتيها تجي"
"ظنيتك نايمه"
"ولا يهمك انا اروحلها الحين"
لبست العبايه وطلعت بره ولحظي لقيت ريم جالسه عند البوابه. جلست بجنبها اطالع ايش اللي في ايدها اشغلها عن رد السلام علي…كان عصفور صيغنوووون.
"من وين حصلتي عليه؟"
"طاح من فوق شجرتكم"
"يعني حقنا…هاتيه ابي امسكه"
طلعت لسانها علي بس سلمتلي العصفور, كان صغير وضعيف لدرجة وكأن أي حركه راح تكسر عظامه, النذاله ولعت بداخلي وحاولت اخليه يمشي, عصبت ريم.
"خلي المسكين في حاله!"
ضحكت ورجعته لها
"وأنتي رجعيه لعشه قبل ما أمه تجي وتذبحك"
ضحكت ورجعته لعشه, قلتلها
"هذا اللي جيتي لي عشانه؟"
"لا بس مليت وقلت نجمع الشله ونفلها"
"حلو يله نروح!"
"هيي! انتظريني!"
طنشتها وركضت لبيت هناء وجنى. كانو جالسين على الدرج, صفرتلهم ولحقوني. قالت هناء
"ليش مستعجله؟"
"ما ابي ريم تلحق بي"
"حرام عليك!"
وقفت تنتظرها لكن جنى كملت معي مستانسه, لقينا الباقي ليلى وساره في بيت ساره (مكانا المعتاد) وتجمعنا هناك(من غير ماننتظر هناء وريم) قالت ساره
"لو تقولو لي انكم ماجبتو لا اكل ولا فلوس معكم ما تلومون الا انفسكم"
ردت عليها جنى
"تاكلين اربع وعشرين ساعه وما نفعك, نحيفه زي ما انتي"
طالعت لساره, في نظري جسمها يناسبها. هي وليلى وهناء اكبر منا بسنه بس ساره انحف منهم الثنتين وشعورهم كلهم الثلاثه طولها متوسط…. ريم وجنى شعورهم قصيره ولايقه عليهم بس انا شعري طويل.
تعرفت عليهم قبل اربع سنوات بس هم يعرفون بعض من ايام الطفوله يعني انا الجديده في الشله…. هناء وريم توهم وصلو بس ليلى ماعطتهم فرصه يشتكو
"اليوم أسوأ يوم في حياتي أبوي وأمي يبغوني اجلس عند بنات عماني عشان ولادة أمي وأنا ما أضيقهم خاصة رنا ابي اجلس عند بنات خالاتي"
رديت عليها
"لا تقولي كذا انا اتمنى لو اني اعرف بنات عماني واخوالي"
ناظرتلي مستغربه
"ولا احد فيهم؟"
"لا"
سكتت وجلست تعض شفايفها, دايم تسوي هالحركه وهي متوتره والا خجلانه. ضحكت وقلتلها
"خذي راحتك حنا خوات"
كلمتني من غير ماتناظرلي
"ماعمرك تفقدين اهلك وإلا يعني ماتذكريهم"
"لا اذكرهم كلهم بس هذا الشي مهب ايدي واللي صار صار"
قالت ساره
"لو انا فقدت أهلي كلهم في لحضه وحده كان انجنيت"
قرصتها ريم في ظهرها لكني ضحكت على شكلها, تتكلم بأسلوب يموتك بالضحك.
فجأه كلنا سمعنا صراخ حرمه من الشارع الثاني والصراخ ماكان عادي, سكتنا محد يدري وش يسوي الين سمعنا الصرخه مره ثانيه…هناء رفعت يدينها لفمها
"نروح وإلا لا؟"
ردت عليها جنى,
"وإحنا وش خصنا هذا شغل الرجال!"
سمعنا الصرخه مره ثانيه وأنا قمت من غير ما أقول شي, جنى مسكت يدي
"وفري لقافتك لشي فيه خير ترى والله لا اعلم"
"بس يمكن تبي احد يساعدها"
"وهذا مو خصنا اذا احنا سمعناها اكيد الحاره كلها سمعتها والرجال يعرفون يتصرفون"
فكت يدي وقامت,
"الافضل نرجع البيت"
وكل وحده راحت بيتها ماعدا ريم مشت معي لأننا جيران. الصرخه جتنا مره ثانيه, ناظرت لريم وعرفت ايش انا ناويه استسلمت وقالت
"لا حياة بدون مغامرة"
تسللنا من ورى البيوت ودخلنا في سيب مظلم بين عمارتين وقبل مانقرب من نهاية السيب سمعنا اصوات رجال وصوت الحرمه تبكي……. جلست على ركبتي وطالعت من ورى الجدار, ريم سوت نفس الشي, انذهلنا يوم شفنا ايش كان هناك; اربعه رجال مسلحين وواحد منهم ماسك الحرمه على الجدار ومصوب مسدس على راسها.
شهقت ريم
لاحضت ان الرجال(اللي ماسك المسدس) كان يحرك شفايفه بس ماقدرت اسمع شي منه, ردت عليه الحرمه تبكي
"احلفلكم بالله اني ما اعرف شي وفتشو البيت زي ماتبغو لكني والله العظيم اني ما اعرف شي!"
هز الرجال راسه وفكها ورمى المسدس للي بجنبه, وهو رفع المسدس وصوبه على راس الحرمه…. مسكت يد ريم ورجعنا نركض بس العبايه ما ساعدتنا على الجري وما أمدانا نطلع من السيب إلا وصوت طلقة الرصاص يوصلنا.
كملنا نركض حتى باب بيت خالي هيثم, كلنا الثنتين نرتجف ونتنفس بصعوبه من الركض…………. ريم مالت على الجدار
"معقوله هذا الشي يصير هنا!"
"مدري بس غريبه محد راح غيرنا هناك"
"بس أكيد إن الكل سمع طلقة الرصاص!"
غمضت عيونها,
"انا رايحه البيت"
"تبيني اوصلك؟"
هزت راسها بمعنى لا وراحت تركض.
"ما سمعتي ايش صار امس؟ هذول الناس قلوبهم ميته…..روحي مع خالك حبيبتي وانتظريه الظهر بيجيلك"
وافقت بسرعه غير عادتي من العاده اجاكر, احب اثق في نفسي واجرب كل شي بس اليوم انا خايفه جو امس باقي في ذهني وكأني باقي هناك……. شكلي مب انا الوحيده اللي اهلها خايفين عليها, البنات كلهم اهلهم موصلينهم وكل وحده فيهم مشغوله تثرثر عن سالفة امس إلا ريم وانا……. مشينا للفصل من غير ما نسلم على البنات, جنى لحقتنا تطالع من وجهه ريم لوجهي.
"وانتو الثنتين وش بلاكم؟"
رديت عليها
"سلامتك ما فينا إلا العافيه"
"لا اقصد انكم متاثرتو بحادثة امس زينا"
"يكفي انها موضوع الكل"
"غديــــر!"
ريم ضحكت بس كلنا سمعنا توترها ورى ضحكتها.
"لا بس غدير تقصد ان احنا كنا هناك وباقي متأثرين بقوه عشان نتكلم"
جنى عصبت زي ما توقعت ووقفت قدامي وحطت يدينها على خصرها.
"يعني رحتي؟!"
مارديت عليها,
"غدير قلتلك هذا يخص الرجال والشرطة إحنا مالنا دخل"
بكل بروده,
"ما قلتي الشرطة"
"اخخخ!"
رفعت يدينها فوق بمعنى أنها عجزت عن التعبير
"غلطتنا ان احنا نخلي ريم تروح معك"
"تتكلمين وكأنك امي"
"هذا اذا انتي تذكرينها اصلا!"
حسيت بطعنه في قلبي, ريم شهقت ورفعت يدينها لفمها
"جنى!!"
بس انا ماقلت شي طالعتلها اذا بتتأسف أو بتندم على اللي قالته بس ما يظهر أنها راح تتأسف.
"لا اذكرها زين مشكوره على اهتمامك"
ومشيت من جنبها للفصل, ريم مسكت كتفي قبل ما اجلس في مكاني
"ما عليك منها يا غدير كانت معصبه ومو قصدها من جد غدو لا تزعلين"
ضحكت على شكلها,
"اللي يسمعك الحين يقول جنى ذبحتني"
باين من وجهها أنها ماصدقتني, ضحكت مره ثانيه
"يا شيخه لا تخافي, راح تجي الحين وتعتذر وتشوفين!"
اتمنى بس! ولحظي دخلت جنى الفصل وواضح من وجهها انها ندمانه, قابلتني من غير ما تناظرلي
"غدو……انا اسفه"
قربت راسي من راسها
"اسفه ما سمعتك ايش قلتي؟"
دفتني مزح
"لو تصرخين في وجهي وما تسامحيني افضل من ها الابتسامه اللي طابعاها في وجهك"
طقيتها كف خفيف
"كذا افضل؟"
دفتني عن طريقها وجلست في مكانها
"انتي اللي طلبتي!"
ضحكت وضحكنا معها انا وريم, تلاقينا بالبنات في الساحه بعد الحصه واستغربت ان ساره تعرف عن خصمتنا انا وجنى. قالت لجنى
"يأختي تراك مصختيها هالمره, خلي البنيه في حالها حتى انا رحت هناك"
كلنا طالعنالها مستغربين, البنات متعودين علي في هاالحركات لكن ساره…..؟! جنى صرخت عليها
"انتي رحتي؟!"
طنشتها وقالت لي
"وأنتي ثاني مره انتبهي لأغراضك"
"ايش تقصدين؟"
"غدو وش فيك؟"
هزيت راسي ورجعتلها الجوال
"مب حقي"
"لا حقك ناظري هنا"
وفتحت الجوال واشرت تحت الكاميرا, كان محفور اسمي واسم عائلتي
"انتي محظوظه اني لقيته قبل ما احد يلقاه والا كان تورطتي في حادثة امس"
جسمي بدا يرتجف خوف, ريم حطت يدها على كتفي
"وش فيك؟"
"الجوال مب حقي"
ساره حطت يدينها على خصرها
"يعني تقولين اني كذابه!!"
"لا بس الجوال مب حقي"
قربت وجهها مني
"عينك تقول العكس"
"قلت مب حقي………. بس كان معي مثله"
"يعني حقك"
"قلت كان معي مثله!"
رفعت حاجبها تتمسخر, اعصابي احترقت
"حتى ولو كان حقي, وش اللي ها يجيبه في ذا المكان؟!"
"يمكن طاح منك"
"اللي كان معي ضاع من زمان"
"والحين لقيتيه"
"ضاع مني في بيرث!"
"اه!!"
هناء وقفت بينا
"يكفي انتو الثنتين!"
ساره كتفت يدينها
"غدير تخفي شي"
والباقي مثلها ناظرولي بنفس النظره……
مديت يدي لها عشان تعطيني الجوال وعطتني, قلبته من كل جهه كان نفس الشكل حتى الكسر اللي على الجهه اليمنى موجود بس مستحيل يكون نفس الجوال……..
طالعت للبنات, باقي يظنون اني مخبيه شي عنهم و عشان اكون صريحه انا مخبيه اشياء كثيره عنهم ما عدا ريم……
"وليد الله يرحمه اعطاني مثله في بيرث"
علامات التعجب ظهرت في وجيهم….ساره خذت الجوال مني
"متأكده مهب حقك؟"
"لا مهب حقي"
"لكن اسمك موجود عليه"
"فيه مليون غدير ال……….في ها لعالم"
ناظرتلي لمده طويله تنتظر اغير رايي بس ما عطيتها وجهه ورمت الجوال……..
هناء تثاوبت وغيرت الموضوع
"الحمد الله اليوم اخر يوم"
"ههههه صدق! عدا ها الاسبوع بسرعه"
ليلى: " جا وقت النكد"
ساره: "إلا قولي جا وقت الفللللللله! ابوي قال بنروح للدمام! يازيــــــنها!"
جنى:"صدق.؟! حتى احنا"
ساره:"الله وناسه ان شاء الله نتقابل هناك"
هناء لفت لي,
"وانتي يا غدو وين بتسافرون؟"
"والله مدري"
بس يوم روحت البيت لقيت عمتي تجهز البقج,
"على وين؟"
ضحكت,
"على البحر ههههه عند عمانك وين بعد"
"اليوم؟"
"ايه"
"وليش العجله؟"
جا خالي من وراي,
"هذي عمتك الله يصلحها"
"افا عليك يا هيثم تدري ان الشوق ذابحني"
"معنا ثلاث اشهر"
"ولو…"
مشيت من عندهم ورحت أجهز أغراضي وبعد نصف ساعة مشينا……
حسيت بأحد يمسك يديني ويطلعني من السياره وواحد ثاني يحضني وبوسه في ها الخد وفي الثاني وازعاج في كل مكان.
"يا ناس خلو البنيه في حالها, دوبها ما صحصحت!"
ميزت صوت خالي من الباقي, مسك بيدي ودخلني في بيت وكأنه مألوف لي بس ما اذكره… شفت عمتي جالسه عند عجوز ما اعرفها…. همس خالي في اذني
"هذي جدتك ام ابوك خليك عاقله وسلمي عليها"
مديت يدي لها قاصده اسلم عليها بس عمتي عصبت وخالي همسلي,
"سلمي على راسها!"
سلمت على راسها وهي مسكت وجهي ويدي وتبكي وتحضني وانا مدري ايش ها الجده جالسه تقول الين خالي سحبني عنها وجلس يهدي فيها وبعدين سلم وطلع عشان الحريم بيدخلون يسلمون على عمتي… دخلو ثنتين وهم خوات عمتي نوف; عمه سلمى وعمه سمر…. قربت مني عمتي سمر.
"اهليــن غدو! اخبارك؟"
"الحمد لله…"
"وكيف السفر؟"
"ماشي…"
"ههههههه والله لك وحشه!"
طبعت لي بوسه في خدي وجلست تسولف مع عمتي نوف, عاد انا فصخت العبايه وجلست اراقب الباب لان كل شوي يظهر وجهه بنيه وحين تشوفني اناظرلها تستحي ويختفي الوجه بس اخر وجهه ظهر اشرتلي البنيه بأصبعها تبيني أروح لها, رفعت حاجب وجلست أناظر لها مستغربه مدري ايش أسوي.
حسيت وكأن احد يناظر لي غير البنيه, التفت إلا و عمتي سلمى تضحك علي.
"روحي معهم غدو"
"استحي…"
""هههه حياتي انتي تعالي انا اوديك لهم"
قمت معها ورحنا للبنات في الصاله وانا مستحيه مررررره
"هذولا بنات عمك….كونو كويسين معها زين"
ورجعت للحريم, وحده من البنات مسكت يدي وجلستني بجنبها وعرفتني على نفسها والباقي (طبعا انا ما اذكر ولا وحده فيهم) اللي مسكت يدي كانت اريج بنت عمي عبد الله واللي بجنبها لين بنت عمي احمد وعرفتني بعد على بنات عمي حاتم, سلاف ورند و ريماس وسمر وبنت عمي تركي شذى اللي فجأه من غير ما انتبهلها حطت وجهها بوجهي وانا فزيت وقلت بصوت عالي
"بسم الله!"
"ليه؟ شايفه جني قدامك!"
"لا بس خرعتيني"
"لا بس من يوم ما دخلتي ما نطقتي ولا كلمه"
"لاني مستحيه…"
"والحين فصختي الحيا؟"
"اقول ضفي وجهك بس!"
"ابليـــه! اثاريها باقي شرانيه"
"والله ما شرانيه إلا انتي ووجهك!"
قاطعتنا رند,
""خلاص انتي وياها!"