يولي الرضّع اهتماماً غريزياً بصوت الإنسان ولديهم نزعة طبيعية للإنصات والاستماع والتركيز عندما يتحدث شخص ما. يمكنك تطوير تلك الغريزة لدى طفلك الدارج مثلما فعلت معه وهو رضيع.
كيف يمكنني مساعدة طفلي الدارج على تعلّم الكلام؟
تحدثي مباشرة إلى طفلك الدارج قدر الإمكان وكلما سنحت لك الفرصة. حاولي إبقاء بعض الحوارات خاصة بينك وبينه فقط. إذا كنت تتحدثين أو تقرأين له مع أخ أكبر أو أخت كبرى، لن يحصل طفلك الدارج على الإعادة والشرح الكافيين له حتى يتمكن من الإستفادة كما لو كنت معه وحده. انظري إليه وأنت تتكلمين معه ودعيه يرى وجهك وتعبيراته.
دعي طفلك يشاهد ما الذي تعنينه في كلامك من خلال مطابقة ما تفعلين مع ما تقولين. قولي له "هيا نخلع قميصك" وأنت تسحبين قميصه من فوق رأسه، "والآن نخلع حذاءك" أثناء خلعك حذاءه.
اجعلي طفلك يستوعب ما تشعرين به من خلال مطابقة ما تقولين مع تعبيرات وجهك. ليس هذا السنّ المناسب كي تداعبينه بالكلام. فلو قمت باحتضانه بقوة ثم قلت له "من هو وحش ماما البشع؟" سوف تحيرينه لأن تعبيرات وجهك تقول "من هو الولد الرائع حبيب ماما؟".
حاولي مساعدة طفلك على فهم حديثك، ولا يهم إذا كان يفهم أو لا يفهم المعنى الدقيق لكل كلمة تقولينها. فإذا قمت بطهي الطعام، ضعي الأطباق على المائدة ثم أشيري بيدك قائلة "حان موعد وجبة الغداء الآن". وسوف يفهم أن غداءه جاهز ويتوجه نحو كرسي الطعام الخاص به. ربما لا يستطيع فهم معنى تلك الكلمات "موعد وجبة الغداء الآن" من دون ربطها بالتلميحات الأخرى التي أطلقتها، غير أنه سيتعلم معنى الكلمات نفسها من خلال فهمها وتكرارها أمامه عدة مرات ووضعها في جمل مفيدة كل مرة.
شاركي طفلك الحماسة والعاطفة والاهتمام، سواء أكنت تتحدثين عن حبك الكبير له أو عن سرب الطيور النادرة في السماء، فهذه هي نوعية الحوار التي تجذب انتباهه وتحفزه على محاولة فهم ما تقولينه.
كيف أساعد طفلي على التواصل؟
ساعدي طفلك على إدراك فكرة أن الحديث هو عبارة عن أسلوب للتواصل. إذا كنت تسترسلين في الحديث مع نفسك دون انتظار إجابة أو دون إبداء رغبتك في الحصول عليها، أو إذا كنت لا تكترثين بالإجابة عليه أو على أحد أفراد العائلة الآخرين عندما يتحدث إليك، فسيشعر أن الكلمات ما هي إلى أصوات لا معنى لها.
لا تجعلي الحديث مجرد صوت. لو كنت تحبين الاستماع إلى الراديو طوال اليوم، حاولي أن تستمعي إلى الموسيقى إلا إذا كنت تنصتين فعلاً إلى ما يقال. إذا كنت بالفعل تستمعين، دعيه يرى أنك تتلقين معلومات ذات معنى من الصوت الذي لا يستطيع رؤية مصدره.
قومي بدور المترجمة لطفلك. ستجدين نفسك تفهمين لغته بشكل أسهل من الأغراب، وهو أيضاً سيجد أنه يسهل عليه فهمك أنت والأشخاص "المقربين" منه أكثر من الأغراب.
كيف أعلّم طفلي معنى قول الصدق والابتعاد عن الكذب؟
قد يتعلّم طفلك الكلمات الجديدة ويستخدمها بشكل صحيح، ولكن قد يفوته المعنى الأعمق الذي تمثله تلك الكلمات للكبار. فهو لا يستطيع بأي حال من الأحوال إدراك مفهوم الوعد، على سبيل المثال، إلا أنه قد يستعمل الكلمة. إذا منحته خمس دقائق إضافية من اللعب لو وعدك بالإيواء بعدها مباشرة إلى فراشه، فسيكون على أتم استعداد لأن يقول "أعدك بذلك". إلا أن الكلمة في واقع الأمر ما هي إلا مجرد كلمة قالها وقت عقد الإتفاق. بعد مرور الدقائق الخمس، سيطلب خمساً إضافية. لا يستطيع فهم التأنيب في صوتك عندما تقولين "ولكنك وعدتني".
عادة ما يصعب عليه أيضاً قول الحقيقة من خلال الكلام الذي ينطق به. ربما يعرف طفلك الدارج كيف يوجه الاتهامات وينكر الحقائق قبل أن يعرف مدى أهمية تحري الدقة فيما يقول، لأنه ينطق بما يتمنى أن يحدث. من الممكن مثلاً أثناء مشاجرة ما مع أخته أن يقع ويجرح ركبته، فيقول أنها هي التي قامت بدفعه بالرغم من أنها لم تفعل. مع أنها لم تتسبب في جرح ركبته إلا أنها بالفعل جرحت مشاعره. فهو يروي شيئاً ما يجمع بين الحقيقة والمشاعر ويختلف عن الحقيقة التي يعرفها الكبار.
بينما ينمو طفلك عبر السنين، ستكون أمامك فرصة توضيح قيمة الوعود التي يجب أن يحترمها الإنسان عندما يطلقها، وكيف يجب أن نقول الحقيقة (عادة)، ونتجنب الكذب (غالباً). ولكن كل هذا سابق لأوانه بالنسبة له الآن. لا تثقلي عليه بمفاهيم يصعب عليه فهمها، فهو يحاول قدر استطاعته أن يرضيك، ولكن إذا لم يكن يرضيك سوى سلوك الأطفال الكبار فستصابين بخيبة امل
منقووول لعيونكم
يعطيكى الف عافيه على المجهودك لرائع
و هادف وجميل