صراخ الطفل عند الولادة ، بكاء الطفل عند الولادة ، سبب بكاء الطفل عند الولادة
ليس من الصعب أن نفهم لماذا يبتسم الآباء عند سماعهم صرخات طفلهم الأولى, فحينها ،يدرك الوالدان أن وليدهما حي،ويتنفس… ولكن،هل هذا الصراخ ضروري فعلاً ؟
في الأوقات الأخرى، هذا الصراخ هو مدعاة لكدرهما،حين نراهما قلقين لوجعه أو لضيقه الذي يعبر عنه بهذه الطريقة.. من الطبيعي أن يحل القلق محل الفرح والسرور وهما يسمعان صوته الصائح، مع كل ما ينطوي عليه من مؤشرات الحياة, و ليس الصراخ واقعة استثنائية لدى الوليد عقب تركه رحم أمه، ومجيئه إلى هذا العالم الخارجي, فالوليد يغادر عالماً صغيراً دافئاً، مظلماً، لطيفاً، مغلقاً، وسائلاً، ليجد نفسه في عالم مختلف جذرياً.
ومن الملاحظ أن التقليد الاستشفائي القديم يقضي بتسليط أضواء قوية كي يرى المعنيون خطوات الولادة بشكل واضح, ويترافق ذلك بضجيج غير قليل، وحيث يعمل الطاقم الطبي على تشجيع الأم،مع تبادل أفراده أطراف الحديث في الوقت نفسه.
أما فيما يتعلق بالوليد،فإن هذا التقليد ينص على عدم التماس الجسدي معه عقب الولادة مباشرة،حين يتوجب على الطبيب الولد أو القابلة القيام بفحصه, ويوصي هذا التقليد أيضا أن يوجه الطبيب المولد صفعة إلى مؤخرة الوليد،لدفعه إلى الصراخ،كي يثير منعكس تنفسه.
إن في الخوف السلفي مأمن لا يتنفس الوليد بسرعة المطلوبة ما يبعث على نفاذ الصبر ويبرر الاستعجال لدفعه إلى إظهار ما لديه من ردود الفعل.
وهناك إجراءات أخرى،مثل قطع الحبل السري وربطه ووزن الوليد وفحصه بالسماعة، و تحميمه و إلباسه، تنفذ دون إمهال، مثلما تتطلب العملية للوضع في الوسط الاستشفائي, ومثلما هي مفهومة تلك الابتسامة التي ترتسم على وجه الأبوين لسماع صرخة طفلهما الأولى،مفهومة أيضا تلك الحركات النشيطة التي يقوم بها الطاقم الطبي الحريص على أن تتم عملية الولادة على ما يرام قبل أي شي آخر،والمدرك أن عليه القيام ما بوسعه كي يولد الطفل في حالة صحية جيدة.
وعلى الرغم من أنه ليس في سعيه هذا ما يلام فيه، فإنه قد أشير في الآونة الأخيرة إلى هذه الأطقم الطبية، وانطلاقاً من انشغالها الدؤوب واهتمامها المركز لتأمين راحة الوليد وسلامته، قد ذهبت بعيداً في مسعاها، راحت تتعامل على أنه مريض بدلاً من أن ترى فيه قادماً جديداً يتمتع بصحة تامة, مع ذلك، وفي بعض الحالات عند ظهور مشكلات طبية حقيقية ،من الطبيعي أن يكون الأطباء محقين في إظهار قدر من السرعة والفعالية.
أما اليوم فغالباً ما يتم التعرف،حتى قبل الولادة إلى المشكلات التي قد تبرز بعد الولادة عند الطفل, وفي غالبية الأحوال عندما تكون الأم والوليد معافيين وفي صحة تامة و طبيعيين ،يمكننا أن نتصور وقوع ولادة هي أهدأ وألطف وفي حد من الأذيات عند أول تلامس للوليد مع العالم.
فعند عملية الولادة ينبغي التصرف بمزيد من الاعتدال ،كي يتلقى الوليد صدمات العالم الخارجي بالتدريج بدل أن يتلقاها انفجاراً من المتنبهات العديدة, ومن شأن الملاحظات المتنبهة، والمتدانية لحركة الوليد وسلامته وسلوكه عند الولادة أن تدل على الوسائل التي يمكن اللجوء إليها من أجل تجنب أية أخطار محتملة.
أولاً،يلزم الكف عن التحدث بصوت مرتفع أو إصدار أصوات من خلال الأدوات الطبية عندما يبدأ الوليد بالخروج, وإذا لم تعترض الولادة أية مشكلة، فإنه من الأنسب توفير الهدوء التام في قاعة التوليد، وترك أذني الوليد تعتادان شيئاً فشيئاً على صوت الهواء الحر.
ثانياً، يمكن منذ اللحظة الأولى لخروج الطفل، ودون أن ينطوي ذلك على أية أخطار، تخفيف الأضواء الباهرة في مكان الاستشفاء, حينها و بدلاً من أن يغمض عينيه، بسبب الضوء الساطع نستطيع التكييف تدريجياً مع هذه التجربة الحسية، الجديدة عليه.
ثالثاً،يمكن أن نحد من ذعره المفاجئ، الذي ينتابه نتيجة فقدان تماسه الجسدي مع أمه، إذا ما أبقي قريباً منها خلال اللحظات التي تعقب الولادة, وبدلاً من إبعاده، ينبغي وضعه على بطن أمه، الذي يكون قد عاد إلى حالته المعتادة، وتركه ممدداً بهدوء على جلدها الناعم والدافئ, وفي هذه الأثناء، يمكن لأيدي الكبار أن تمسكه أو أن تحتضنه لتضعه في الوضعية المريحة،على أن تكون القابلة أو الطبيب المولد هو من ينهض بهذا الأمر في البداية.
بعدئذ تستطيع الأم تناوله، مما تتيح لها لمس جسد وليدها للمرة الأولى, وبذلك ،يكون انتقال الوليد،من مرحلة الالتصاق الدائم والكامل مع الأم على مرحلة الانفصال عنها، تدريجياً، بدلاً من أن يكون انقطاعاً مفاجئاً.
ولقد بدأ الأطباء الحديثون ،الذين أدرجوا هذه المناهج الألطف في عملية الولادة مرتاحين لها ومقتنعين بها، إذ أتاحت لهم أن يجدوا أنفسهم قبالة ولادة أقل هيجاناً وصخباً, كما لو يعودوا يصادفون تلك الملامح غير السوية في وجه الوليد زائد الصراخ, وجدوا بذلك أن هذا القادم الجديد راح يبقي مستلقياً بهدوء بين ذراعي أمه، وفي حالة الارتياح، بعد رحلته المضنية.
وإذا لم يبق ساكناً وهادئاً تماماً، فإنه على الأقل لن يصرخ ذاك الصراخ المديد المعهود، بل صراخاً متقطعاً وجيزاً, مهما يكن، تبقى هذه الصراخات الوجيزة حتمية، أنها نتيجة لتمدد صدره المفاجئ، الذي ظل حتى ذاك الحين مضغوطاً بسبب خروجه من خلال حيز ضيق من جسم أمه, و فجأة،يتوقف هذا الانضغاط ،ويتسارع الهواء إلى داخل رئيته.
ومن شأن الوفير التالي أن يسبب بعض الصراخ, ولكن، سرعان ما يهدأ الوليد إن أبقيناه على تماس مع جسد أمه, مددناه على بطنها بلطف, و ما هي إلا لحظات حتى يعود السكون و الراحة إليهما كليهما, وحينها،وعوضاً عن النشاطات والتدابير الطبية المختلفة كقطع الحبل السري وغسل الوليد وإلباسه تتولى يدا الأم العناية به ومساعدته في الاعتياد على العالم المحيط به.
وفي هذا الوقت،لا شيء يدعو للاستعجال و الإلحاح، حيث يمكن أن يبقى الحبل السري كما هو، نابضاً خلال الدقائق التالية التي تعقب الولادة ومانحاً الوليد الأكسجين الضروري، وفي هذه الأثناء يأخذ بالتنفس عن طريق رئتيه و يبدأ جهازه الجديد بالحلول محل جهازه الجديد بالحلول محل جهازه السابق بالتدريج, وإن قطع الحبل السري فوراً لا يفيد في شيء بل يضطر الوليد للجوء إلى التنفس الرئوي مما يسبب له توتراً جديداً.
إن من شأن تدرج هذه الخطوات أن تتيح التنفس الرئوي الذي يستقر وفقاً لإيقاعاته هو،لا وفقاً لإيقاعات الوسط الاستشفائي
احلى تقييم لعيونك
موضوعك حلو اكتير
يقيم
مشكووووورة
موضوع جميل … الله ﻻ يحرم كل حامل لحظة وﻻدتها من سماع صوت بكاء جنينها
وهو في أتم الصحه والعافيه
والله يرزق كل منتظره الحمل بالحمل السليم المعافى
.