بسم الله الرحمان الرحيم والصلاة والسلام على رسولنا الكريم
عن عبد الله بن عباس رضي الله عنهما قال: كنت خلف النبي صلى الله عليه وسلم فقال: (يا غلام إني أعلمك كلمات احفظ الله يحفظك احفظ الله تجده تجاهك إذا سالت فسال الله وإذا استعنت فاستعن بالله واعلم أن الأمة لم اجتمعت على أن ينفعوك بشيء لم ينفعوك إلا بشيء قد كتبه الله لك وان اجتمعوا على أن يضروك بشيء لم يضروك إلا بشيء قد كتبه الله عليك رفعت الأقلام وجفت الصحف).رواه الترمذي وقال: حديث حسن صحيح.
ينضج هذا الحديث بفوائد تربوية مهمة لا غنى لكل مرب عنها في اي زمان ومكان واذا تعمقنا في في المبادئ التربية ومدى فاعليتها وتأثيرها في النفوس الا ووجدوا الرسول صلى الله عليه وسلم قد اعطى النموذج الحي والمثال الواضح لما ينبغي ان يكون عليه المربي لينجح في مهمته. والرسول صلى الله عليه وسلم خاطب هذا الصحابي وهو صغير بأمور جامعة وعميقة المعنى .خاطبه الرسول عليه السلام " يا غلام"وهذا دليل على اسلوب الترفيق في الخطاب للتأثير الايجابي في النفس لضمان انتباهه واهتمامه بالتوجيه.وما احوجنا الى هذا الاسلوب في خطابنا خوا المربين اتجاه تلاميذهم وهذا الاسلوب يؤثر في النفس كما قال سيد قطب "هذا هو المؤثر النفسي المقصود".
اما المربى اليوم فيخاطب الطفل بألفاظ نابية فلا ينم عن حياء ولا شفقة ولا رحمة مما يجعل النتائج سلبية في العلاقة بين المربي والمتربى.
وادا عدنا الى خطاب الرسول عليه السلام "اني اعلمك كلمات"فلفظ كلمات هو للتشويق والتشجيع على الاستيعاب عوض التعسير في الخطاب مما يبث روح الفشل والانهزام في المتلقي.فالحديث حافل باشارات تربوية وفوائد عديدة ويبقى لكل مربي ان يستفيد ويستنتج حسب وعيه ومدى تفاعله مه مهمته التربوية واقتدائه بالنبي عليه الصلاة والسلام.
ومن افضل من قدوتنا رسول الله صل الله عليه وسلم
بارك الله فيك وفي اختيارك
جَزَاك الْلَّه خَيْر الْجَزَاء
وَشُكْرَا لَطـــرَحُك الْهَادَف وَإِخْتِيارِك الْقَيِّم
رِزْقِك الْمَوْلَى الْجِنـــــــــــــة وَنَعِيْمَهَا
وَجَعَلـ مَا كُتِب فِي مَوَازِيّن حَســــنَاك
وَرَفَع الْلَّه قَدْرَك فِي الْدُنَيــا وَالْآخــــرَّة وَأَجْزَل لَك الْعَطـــاء
الْلَّه يُعْطِيـــــك الْعــافِيَّة
دمت بالف خير
