بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أخواتي العزيزات ، نرى ونسمع ونقرأ العديد من المشاكل التي تكاد لا تعد ولا تحصى، وبينما كنت أتصفح المنتدى وبالتحديد قسم مشكلتي ، قرأت العديد من المشاكل ، ومن منا ليس لديه مشاكل؟ ولكننا نرى الردود تتوالى وتتكرر ، لدرجة أن احدى المشرفات فكرت في حفظ الردود ونسخها فيما بعد ، ولكن لماذا؟؟؟؟
نحن نعلم أن لا مشكلة الا ولها حل ، ولكن ليس أي حل ، نحن نريد حلا يوصل الى السعادة والطمأنينة ، فأين نجد هذا الحل؟؟؟
لا شك أن الاسلام جاء كنظام شامل يعالج جميع مشاكل الانسان ، فهو يشمل احكاما شرعية نظمت :
– علاقة الانسان بربه ، بالعقائد: فبينت ما يجب على المسلم الايمان به ، كالايمان بالله وملائكته وكتبه ورسله وغيرها ، قال تعالى:
{وَمَنْ يَكْفُرْ بِاللَّهِ وَمَلَائِكَتِهِ وَكُتُبِهِ وَرُسُلِهِ وَالْيَوْمِ الْآَخِرِ فَقَدْ ضَلَّ ضَلَالًا بَعِيدًا }. (النساء،136) وبالعبادات :كالصلاة ، والصوم ، الزكاة، الحج…..
قال عليه الصلاة والسلام : (خذوا عني مناسككم).
-علاقة الانسان بنفسه: كالمطعومات والملبوسات والأخلاق:
قال تعالى:{ يَا أَيُّهَا النَّاسُ كُلُوا مِمَّا فِي الْأَرْضِ حَلَالًا طَيِّبًا وَلَا تَتَّبِعُوا خُطُوَاتِ الشَّيْطَانِ إِنَّهُ لَكُمْ عَدُوٌّ مُبِينٌ }. (البقرة،168).
وحث الله سبحانه في القرآن والسنة على التحلي بالاخلاق الحميدة ونهانا عن الصفات المذمومة:
قالَ عليهِ الصلاةُ والسلامُ :(ما شيءٌ أثقلُ في ميزانِ المؤمنِ يومَ القيامةِ مِنْ خُلُقٍ حَسَنِ فَإِنَّ اللهَ يُبغِضُ الفاحشَ البذىءَ). (الترمذى – حسن صحيح – عن أبى الدرداء)
-علاقة الانسان بغيره : كالبيع ، الشراء،والاجارة..
ووضع نظاما اجتماعيا يعالج العلاقة بين المرأة والرجل ، فشرع الزواج ، ومنع الاختلاط ، وشرع لباسا محددا للمرأة في الحياة العامة وهو الجلباب والخمار.
ولكي يحافظ على اتباع هذه الاحكام أتى بنظام العقوبات ليردع من يخالفها ، فأمر بقطع يد السارق ، قال تعالى :
{وَالسَّارِقُ وَالسَّارِقَةُ فَاقْطَعُوا أَيْدِيَهُمَا جَزَاءً بِمَا كَسَبَا نَكَالًا مِنَ اللَّهِ وَاللَّهُ عَزِيزٌ حَكِيمٌ} (المائدة،38) .وأمر بجلد الزاني الغير محصن ورجمه ان كان محصنا.
من هذا كله يتبين ان الاسلام لم يترك لاي مشكلة تنتج عن علاقة الانسان بغيره الا ووضع أحكاما شرعية تعالج هذه المشاكل ، وأمرنا نحن كمسلمين أن نتقيد بها لنرضي الله عز وجل وأن نبتعد عن مخالفتها لنتجنب غضبه…
فلكل مشكلة حل اسلامي ، فاذا تقيدنا بها غمرتنا السعادة والطمأنينة ،فعلينا أيتها الأخوات أن نتقيد بالأحكام الشرعية لنتجنب غضب الله عز وجل وننال رضاه ، فنتبع هدى الله فلا نضل ولا نشقى ولا نعرض عن ذكره فلا نعيش معيشة ضنكا ، قال تعالى:
{فَمَنِ اتَّبَعَ هُدَايَ فَلَا يَضِلُّ وَلَا يَشْقَى}.(طه،123).
وقال:{وَمَنْ أَعْرَضَ عَنْ ذِكْرِي فَإِنَّ لَهُ مَعِيشَةً ضَنْكًا وَنَحْشُرُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَعْمَى}.(طه،124).
فلا نريد حلا دنيويا لا يوصل الى السعادة الحقيقية ، فلا يجوز لي مثلا تأييد كلام أخت تحدثني بفعل معصية لها بأعذار أقبح من ذنب ، وأبين لها كأنها على حق ، بل علي أن أبين لها أن كل بني آدم خطاء وخير الخطائين التوابون ،فالمهم أن تندم على الفعل وتعزم التوبة النصوح ، ولكن لا يجوز لي أن أؤيد فعلتها ، ولا أن أحثها على فعل معصية أخرى فأصلح خطأ بخطأ آخر فنحن نريد حلا اسلاميا يحقق لي السعادة في الدنيا والآخرة…
ومهما كانت المهمة صعبة ولكن ييسر الله لنا الامور من حيث لا ندري ، والصحابة الكرام الذين هم قدوة لنا ، قصصهم كثيرة تبين كيف كانوا ملتزمين بالشرع ، ووُصفوا بأنهم قرآن يتحرك ، من شدة التزامهم بالشرع، فأول ما نزلت آية تحريم الخمر قالوا :انتهينا يا رب، مع أنهم كانوا مشهورين بكثرة شربهم للخمر ، وبقيت روائح الخمر تملأ الأرجاء لمدة طويلة ، مما يدل على كثرة شربهم للخمر في الماضي ولكن التزامهم بالشرع ، جعلهم يتركونها مباشرة ، بدون أي سؤال : لماذا؟ وكيف؟؟…. بل مباشرة انتهوا عن فعل ذلك، قال تعالى :
{وَمَا كَانَ لِمُؤْمِنٍ وَلَا مُؤْمِنَةٍ إِذَا قَضَى اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَمْرًا أَنْ يَكُونَ لَهُمُ الْخِيَرَةُ مِنْ أَمْرِهِمْ وَمَنْ يَعْصِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ ضَلَّ ضَلَالًا مُبِينًا}.(الأحزاب ، 33)..
ولم يكتف الاسلام بوضع الحلول لجميع المشاكل بل فرض على من دخل في حظيرته أن لا يلجأ لغير الاسلام وفي آيات قد نفى الايمان عمن يلجأ لغير الله والرسول لحل المشاكل: قال تعالى : {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا أَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَأُولِي الْأَمْرِ مِنْكُمْ فَإِنْ تَنَازَعْتُمْ فِي شَيْءٍ فَرُدُّوهُ إِلَى اللَّهِ وَالرَّسُولِ إِنْ كُنْتُمْ تُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآَخِرِ ذَلِكَ خَيْرٌ وَأَحْسَنُ تَأْوِيلًا}.وقال تعالى:
{فَلَا وَرَبِّكَ لَا يُؤْمِنُونَ حَتَّى يُحَكِّمُوكَ فِيمَا شَجَرَ بَيْنَهُمْ ثُمَّ لَا يَجِدُوا فِي أَنْفُسِهِمْ حَرَجًا مِمَّا قَضَيْتَ وَيُسَلِّمُوا تَسْلِيمًا}.
فاذا أردت أن تحلي أي مشكلة تواجهك ، فالتزمي يا أختي بالحكم الشرعي..
ولا بد أن نتطرق الى نقطة مهمة : ان نظام الاسلام أتى يرعى شؤون الناس ، ولا يمكن تطبيق الاسلام كاملا الا في كيان دولة فلذلك على المسلمين والمسلمات العمل مع العاملين لاقامة دولة الخلافة التي وعدنا بها الله عز وجل ، قال تعالى:
{وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آَمَنُوا مِنْكُمْ وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَيَسْتَخْلِفَنَّهُمْ فِي الْأَرْضِ كَمَا اسْتَخْلَفَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ وَلَيُمَكِّنَنَّ لَهُمْ دِينَهُمُ الَّذِي ارْتَضَى لَهُمْ وَلَيُبَدِّلَنَّهُمْ مِنْ بَعْدِ خَوْفِهِمْ أَمْنًا يَعْبُدُونَنِي لَا يُشْرِكُونَ بِي شَيْئًا وَمَنْ كَفَرَ بَعْدَ ذَلِكَ فَأُولَئِكَ هُمُ الْفَاسِقُونَ }. (النور،55).وقال عليه الصلاة والسلام في مسند احمد :
(تكون النبوة فيكم ما شاء الله أن تكون، ثم يرفعها الله إذا شاء أن يرفعها، ثم تكون خلافة على منهاج النبوة فتكون ما شاء الله أن تكون، ثم يرفعها الله إذا شاء أن يرفعها، ثم تكون ملكًا عاضًا فيكون ما شاء الله أن يكون، ثم يرفعها إذا شاء الله أن يرفعها، ثم تكون ملكًا جبرية فتكون ما شاء الله أن تكون، ثم يرفعها الله إذا شاء أن يرفعها، ثم تكون خلافة على منهاج النبوة، ثم سكت). أرجو لكن أخواتي التوفيق والسعادة والفوز في الدارين…..
بااااااارك الله فيك وجزاك الله خير
والله لايجيب مشاكل ان شاء الله
مشاركة موفقة إن شاآء الله