كما قال تعالى: {َهُوَ عَلَى? نُورٍ? مِّن رَّبِّهِ? ? }
وكان ابن مسعود يقرأ : [ مثل نوره في قلب المؤمن ]. وقال سعيد بن جبير عن ابن عباس : مثل نوره الذي أعطى المؤمن .
وقال بعضهم : الكناية عائدة إلى المؤمن ، أي : مثل نور قلب المؤمن ، وكان أبي يقرأ : [ مثل نور من آمن به ]،
وهو عبد جعل الإيمان والقرآن في صدره . وقال الحسن وزيد بن أسلم: أراد بالنور القرآن
وقال الحسن وابن زيد هذا مثل القرآن ، فالمصباح هو القرآن فكما يستضاء بالمصباح يهتدى بالقرآن ،
والزجاجة قلب المؤمن والمشكاة فمه ولسانه والشجرة المباركة شجرة الوحي ، ((يكاد زيتها يضيء )) تكاد حجة القرآن تتضح وإن لم يقرأ ،
نور على نور : يعني : القرآن نور من الله – عز وجل – لخلقه مع ما أقام لهم من الدلائل والأعلام قبل نزول القرآن ، فازداد بذلك نورا على نور.
قال ابن عباس : هذا مثل نور الله وهداه في قلب المؤمن كما يكاد الزيت الصافي يضيء قبل أن تمسه النار ،
فإذا مسته النار ازداد ضوءا على ضوئه ، كذلك يكاد قلب المؤمن يعمل بالهدى قبل أن يأتيه العلم ،
فإذا جاءه العلم ازداد هدى على هدى ونورا على نور وقال السعدي : نور الإيمان ونور القرآن.
القرآن الكريم كتاب هداية للخلق جميعًا ، ختم الله تعالى به ما سبقه من الكتب وأودع فيه ما يحتاجه الخلق لإصلاح حياتهم،
عقيدة وشريعة وآدابًا وسلوكًا، فكان حقًا نورًا مضيئًا، أنار للناس طريقهم نحو السعادة الحقَّة واستضاءت به الدنيا بعد الظلمات،
واستنارت به العقول بعد الجهالة ، قال تعالى { وأنزلنا إليكم نوراً مبيناً } فأخبر الله تعالى الناس عمومًا،
أنه قد جاءهم الحق من ربهم وأنهم قد جاءتهم البراهين القاطعة التي تقيم عليهم الحجة وتوضح لهم المحجة بما بعث به نبيه محمد وشرع به شرعه القويم،
والنور المبين هو القرآن الكريم لوقوع نو ر الإيمان في قلوب أهله ،
ولكونه سببًا في إخراج الناس من ظلمات الكفر والضلال والجهل إلى نور الإيمان والهداية والعلم واليقين ،
فهو نيّر بنفسه منير لغيره، كالنور الحسي.
الف شكر لكي أختي الغاليه موضوعك روعه