تخطى إلى المحتوى

" مقهى نسائي . -قصة قصيرة 2024.

"..مقهى نسائي……………..

خليجية

"…في احد المساءات..من ايام الاربعاء..كانت تذرع الغرفة جيئة وذهابا….ترفض الاستسلام لقدرها المحتوم…وقد امضت منه حتى الان عدة سنين…من الوحدة عبر سنوات النسيان والاهمال..وما ذاك القدر الا الوحدة القاتلة بين اربعة جدران….دون ان يشاركها احد تلك المعاناة…بعد وفاة زوجها…(استعدت الارملة..عصر ذلك الاربعاء..الى دعوة نساء قريتها دون استثناء…وكان عدد بيوتات تلك القرية انذاك..لايتجاوز الخمسة عشر بيتا..فقد انشئت حديثا…وفي صباح اليوم التالي…خاطبت ابنتها بلهجة واضحة لا لبس فيها..
_اطرقي كل الابواب واخبري كل امراة انها مدعوة لدينا اليوم..وهي تاكد لها ان موعد تجمعهن الساعة العاشرة صباحا…(مضت البنت الصغرى ذات الاثتى عشر ربيعا..تطرق الابواب كما طلب منها..دقت العاشرة صباحا..وجميع النسوة قد حضرن الى البيت الكبير..بنظرات الدهشة والاستغراب واسئلة كثيرة كتمنها..على مضض…كانت المراة الارملة في استقبالهن مرحبة ومضيفة..وقد نزعت رداء الحداد..الذي ارتدته سنوات خلت من الزمن المنسي…وقد اعدت لهن متكئا ومجلسا..لم تجرأ احداهن ولو في قرارة نفسها..ابداء الملاحظات الناقدة..والساخرة..كما اعتدن دائما..عند زيارتهن لبعضهن في المنازل..كما لم يخفين سعادتهن بهذه الدعوة وكرم الضيافة غير المنقطع..ودون تذمر في اول يوم لاستقبال النسوة..قدمت البنتين كل مايروق ويحلو لمتكئهن المفضل..ومايناسب ثرثرتهن لاحقا…بعد مرور نصف ساعة من الوقت بدت احاديث النسوة بالانهمار كزخات مطر مستمرة دون توقف..احاديث متفرعة ومتشعبة..تحمل في طياتها الغموض واليقين..بلهجات لطيفة حينا وباصوات بلغت حد الصراخ احيانا..كانت تمر بينهن ابنتها الصغيرة وهي تقدم لهن افخر انواع الاشربة..اذا رفعت احداهن صوتها تخبرهن بما جرى حديثا…لذلك الشاب الذي يسكن…على الضفة الاخرى من النهر الفاصل بين القريتين..حتى ساد صمت رهيب..فطالما كانت تلك الاحاديث..والقصص..فاكهتهن المفضلة..تابعت المتحدثة قائلة:
_الم تسمعن عنه؟؟؟..لقد ترك دراسته وسافر من اجل فتاة احبها..ولم بنقطع الاتصال بينهما..ولا الرسائل الواردة والصادرة..كل يوم..حتى مر شهر وهو في سفره..من اجل ان يعود بما يمكنه من اتمام الزواج..ولازال الصمت المطبق تلك اللحظات..وكأن على رؤوسهن الطير..تابعت حديثها وهي ترى نظراتهن المحدقة بها بأنتباه..لاتسمع خلالها سوى صوت انفاسها اللاهثة..
_لكن الشاب احب ان يرتب لحبيبته مفاجأة..بأن يعود بزيارة قصيرة..دون ان يخبرها برسالة او اتصال..حزم حقائبه وعاد بلهفة..يسايق الريح..حتى لقد ظن من راوه وهو يدخل القرية..بوجهه المشرق..ونظراته المتلئلئة بالسعادة..ان اليوم هو يوم عرسه..لكن عندما اقترب من بيتها..راى موكبا كبيرا..من السيارات الفاخرة ..والناس المتجمهرة..وقد ارتدى جميعهم ازياء الفرح والبهجة..تسائل بدهشة في قرارة نفسه(ايعقل ان اختها ذات الخمسة عشر عاما قد تزوجت اليوم..؟؟)….زاد فضوله مرور ذالك الموكب الجرار من امامه..اقترب من احد الحاضرين في ذلك المكان يساله..لمن هذا العرس عند ال فلان؟؟..وقد جاءه الجواب انه عرسها…(لم يكن يصدق..اتجرأ حقا ان تفعل به ذلك؟..بعد 6سنوات من الحب؟؟..لماذا لم تخبره طوال الشهر بذلك..لم يكن يعلم اي سؤال كان يود ان تجيب عليه حبيبته الخائنة…تمنى لو ان الموت يدركه اللحظة..قبل ان يصدق ان مايحدث الان حقيقة..وليس حلما..قد احال ذلك عينيه الى جمر ملتهب..وغضب اعمى..وهيجان وجنون في ذات الوقت..وهو يسير في الطرقات على غير هدى…تابعت والنسوة مذهولات لكلامها..دون ان يتوقفن عن شرب القهوة وانواع العصائر..التي ارهقت الفتاتين امر تحضيرها..وتقديمها وفق طلباتهن التي لم تنقطع..
_اتعلمن ماذا يسمونه الان؟؟…بعد تلك الحادثة..اسموه المجنون..لكثرة مايكلم نفسه وهو تاتئه بالشوارع بملابس رثة..ووجه شاحب تعلوه صفرة..وكانه شيخ كبر قبل اوانه..بعد ان كان شابا انيقا تتسابق الفتيات..له مبادرات بالحديث معه لعلهن يحظين باهتمام قلبه…كانت قد دقت الساعة الواحدة ظهرا..ولازال الحديث مستمرا عن فلانة وفلانة..بضخب ضحكات متناثرة..اجفلت منها العصافير..التي حطت على نوافذ الدار..وشجيرات الحديقة..مضت ساعات من الوقت ولم يشعرن..بذلك.. بانسجام ونهم متصلين..كررت الارملة لهن الدعوة كل يوم في بيتها..وهي تودعهن..عند الباب تشكر تلبية الدعوة…تفرقت النسوة في الطرقات..وقد عزمن جميعهن..على عدم التاخر عن الموعد كل يوم..هنا(في البيت الكبير) ب ق ل م ي

فعلاً صــآر مقهى نسائي للقيل والقال ولن تشعر هذه الـأرملة بالوحدة بعد اليوم
لـإطروحاتك عبــق خــاص يتناثر من بين جنباتهـ الـإبداع والتميــز
ملتهفةة أنا لكل ما ينزفه قلمــك الرآقي
لعيــونــك 5 نجوم + تقييم
لآفندر أتركهـ لقلبــك ونبضهـ
الوسوم:

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.