10.png
قال الله تعالى: "وَوَصَّيْنَا الإِنسَانَ بِوَالِدَيْهِ حُسْنًا وَإِن جَاهَدَاكَ لِتُشْرِكَ بِي مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ فَلاَ تُطِعْهُمَا إِلَيَّ مَرْجِعُكُمْ فَأُنَبِّئُكُم بِمَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ" [العنكبوت:8]
"وَاعْبُدُواْ اللّهَ وَلاَ تُشْرِكُواْ بِهِ شَيْئًا وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا" [النساء:36]
عن عبدالله بن مسعود أنه قال سألت رسول الله ، قلت : يا رسول الله ،أي العمل أفضل ؟ قال : ( الصلاة على ميقاتها ) قلت : ثم أي ؟ قال : ( ثم بر الوالدين ) قلت : ثم أي ؟ قال: (الجهاد في سبيل الله ) . فسكت عن رسول الله صلى الله عليه وسلم ، ولو استزدته لزادني . (البخاري)
102.png
فكم هو عظيم بر الوالدين وقد ذكره الله عز وجل في آيات عديدة في كتابه الكريم، ومن خلال سنة نبيه محمد صلى الله عليه وسلم.
فبرنا لوالدينا قد يكون سببا لنا في الدخول إلى الجنة.
عن معاوية بن جاهمية قال: يا رسولَ اللَّهِ إنِّي كنتُ أردتُ الجِهادَ معَكَ أبتغي بذلِكَ وجْهَ اللَّهِ والدَّارَ الآخرةَ قالَ ويحَكَ أحيَّةٌ أمُّكَ قُلتُ نعَم قالَ ارجَع فبِرَّها ثمَّ أتيتُهُ منَ الجانبِ الآخَرِ فقلتُ يا رسولَ اللَّهِ إنِّي كنتُ أردتُ الجِهادَ معَكَ أبتغي بذلِكَ وجهَ اللَّهِ والدَّارَ الآخرَةَ قالَ وَيحَكَ أحيَّةٌ أمُّكَ قلتُ نعَم يا رسولَ اللَّهِ قالَ فارجِع إليْها فبِرَّها ثمَّ أتيتُهُ من أمامِهِ فقُلتُ يا رسولَ اللَّهِ إنِّي كنتُ أردتُ الجِهادَ معَكَ أبتغي بذلِكَ وجْهَ اللَّهِ والدَّارَ الآخرةَ قالَ ويحَكَ أحيَّةٌ أمُّكَ قُلتُ نعَم يا رَسولَ اللَّهِ قالَ ويحَكَ الزَم رِجلَها فثمَّ الجنَّةُ. (الألباني)
فعلينا أن نعاملهم بإحسان وحب وود وأن نلبي لهن رغباتهم وطلباتهم ما دامت لا تخالف أوامر الله عز وجل فقد قال الله تعالى:
"وَإِن جَاهَدَاكَ عَلى أَن تُشْرِكَ بِي مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ فَلاَ تُطِعْهُمَا وَصَاحِبْهُمَا فِي الدُّنْيَا مَعْرُوفًا وَاتَّبِعْ سَبِيلَ مَنْ أَنَابَ إِلَيَّ ثُمَّ إِلَيَّ مَرْجِعُكُمْ فَأُنَبِّئُكُم بِمَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ" [لقمان:15]
فلولا أهلنا بعد فضل الله تعالى وكرمه لما وُجدنا فكم عانوا وكم ضحوا من أجلنا، اشتغلوا وجدوا لنهنئ بحياة سعيدة، وتعبوا وسهروا الليالي على تربيتنا والإهتمام بنا..
فأقل ما يمكن فعله هو بر أهلنا، بل هو واجبنا.
102.png
– فهذه بعض أحوال أهل السلف في برهم لوالديهم –
كان محمد بن المنكر يضع خذّه على الأرض ثم يقول لأمه: "قومي ضعي قدمك على خدّي"
وسئل أبو عمر عن ولده ذر فقيل له: " كيف كانت عشرته معك؟"، فقال: "ما مشى معي قط في ليل إلا كان أمامي، ولا مشى معي في نهار إلا كان ورائي، ولا ارتقى سقفاً كنتُ تحته".
وكان زين العابدين كثير البر بأمه، حتى قيل له: "إنك من أبرّ الناس بأمك، ولسنا نراك تأكل معها في صحفة؟"، فرد عليهم: "أخاف أن تسبق يدي إلى ما سبقت إليه عينها؛ فأكون قد عققتها".
عن محمد بن سيرين: بلغت النخلة في عهد عثمان بن عفان ألف درهم، فعمد أسامة إلى نخلة فعقرها فأخرج جمارها-فأطعمه أمه، فقالوا له: "ما يحملك على هذا، وأنت ترى النخلة قد بلغت ألف درهم؟
قال: إن أمي سألتنيه ولا تسألني شيئاً أقدر عليه إلا أعطيتها"
102.png
والحذر وكل الحذر من عقهم وسخطهم،
عن عبد الله بن عمرو أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "رِضى اللَّهِ في رِضى الوالِدَينِ ، وسَخَطُ اللَّهِ في سَخَطِ الوالدينِ"
(ابن حبان)
فكم نسمع أن هناك أبناء لا يزورون أهلهم إلا في السنة مرة أو مرتين ربما هذه المرتين قد تكون في وقت الأعياد!
وهناك من لا يرى أهله ولا يعرف شيء عنهم، فقد وضعوهم في دار المسنين!
– رسالة أم حزينة مقهورة مجروحة لولدها كتبتها تعاتبه على هجرانها وعدم سؤاله عنها ولا اهتمامه بها، تضمنت هذه العبارة التي تختصر كل الكلمات وكل المشاعر –
" بني هذه رسالة أكتبها لك بالدمع وأقسم أنك ستكتبها بالدم لأولادك "
هذا الولد العاق لم يرى أمه لأكثر من سنة ولم يسأل عليها ولا عن أحوالها، فكانت تقول لو أنها أحد أصدقائه لسأل عنه لافتقده لو غاب يوما او شهرا … فبما بالكم بالأم؟
يا الله كم هو قلبه قاسي هذا الولد حملته أمه وتعبت في حملها وحين وضعته وعندما كان طفلا ولما كبر…
قال تعالى: "وَوَصَّيْنَا الإِنسَانَ بِوَالِدَيْهِ حَمَلَتْهُ أُمُّهُ وَهْنًا عَلَى وَهْنٍ وَفِصَالُهُ فِي عَامَيْنِ أَنِ اشْكُرْ لِي وَلِوَالِدَيْكَ" [لقمان:14]