بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أحيوا هذه السنة والتي لا تعتبر مهجورة فحسب … بل مفقودة أو إن
شئتم فقولوا ميتة وغير معروفة … وأقدمها لحضراتكم من خلال سؤال
تم طرحه على الشيخ العلامة محمد بن صالح العثيمين رحمه الله تعالى.
السؤال:
أورد العلامة ابن القيم – رحمه الله تعالى – في كتابه زاد المعاد/
(انظر: زاد المعاد 1/321 وما بعدها) في معرض كلامه عن صلاة
القيام، أن الرسول صلى الله عليه وسلم كان يصلي بعد الوتر ركعتين
وهو جالس ، هل هذه من السنة التي وردت عن الرسول صلى الله
عليه وسلم؟
الجواب :
كان النبي عليه الصلاة والسلام أحياناً يصلي بعد الوتر ركعتين جالساً
/ رواه مسلم ح126 (738) كتاب صلاة المسافرين ، فاختلف العلماء في
تخريج هذا، مع قوله صلى الله عليه وسلم: (اجعلوا آخر صلاتكم بالليل
وتراً ) / أخرجه البخاري في الوتر : باب ليجعل آخر صلاته وترا ح (998)
ومسلم في كتاب صلاة المسافرين باب : صلاة الليل مثنى مثنى ح(151)
فقال بعض العلماء: نأخذ بقول الرسول صلى الله عليه وسلم، وأما فعله
فهو خاص به؛ لأننا إذا واجهنا الله عز وجل يوم القيامة وقلنا، إننا نصلي
ركعتين بعد الوتر، لأن نبيك صلى الله عليه وسلم صلاها سيقول الله عز
وجل: ألم يقل لك نبيي: اجعل آخر صلاتك بالليل وتراً؟ ولم يقل صل
ركعتين بعد الوتر وأنت جالس؟ فلماذا لم تتبع القول، فقد يكون الفعل
خاصاً بالرسول صلى الله عليه وسلم، وعلى هذا التقدير ليس هناك
إشكال، فهاتان الركعتان ليستا تشريعاً للأمة، بل هما من خصائص النبي
صلى الله عليه وسلم.
وقال بعض العلماء: إن هاتي الركعتين لا تنافيان قول النبي صلى الله
عليه وسلم: (اجعلوا آخر صلاتكم بالليل وتراً) لأن هاتين الركعتين للوتر
بمنزلة الراتبة للفريضة، فهما دون الوتر مرتبة، ولهذا كان صلى الله عليه
وسلم يصليهما جالساً لا قائماً، وعلى هذا فلا يكون في الحديث مخالفة
لقوله صلى الله عليه وسلم: (اجعلوا آخر صلاتكم بالليل وتراً) وهذا هو
الذي ذهب إليه ابن القيم وجماعة من أهل العلم، فاعمل بذلك أحياناً.
( فتاوى ابن عثيمين / المجلد الرابع عشر س 764 )
منقول