أختي الأم صانعة الأجيال – أخي الأب أيها الراعي
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله ثم الحمد لله حتى يبلغ الحمد منتهاه
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أختي الأم صانعة الأجيال ، أخي الأب أيها الراعي ، هذه دعوه ربما نضع فيها بعضا من النقاط على الحروف ..
قبل ان أبدأ أريد أن أذكر نفسي وأذكركم بأننا خير أمة أخرجت للناس بدليل قوله تعالى { كنتم خير امة اخرجت للناس}وهذه آية كريمة قد وصفنا فيها رب العزة جل جلاله ، فلهذا يجب ان يكون الخير متأصلا فينا في نفوسنا وقلوبنا وأفعالنا . لدينا اخوتي واخواتي أمانة ثقيلة نحملها وسنسأل عنها يوم القيامة،أولادنا فهم أغلى وأثقل وأصعب أمانة قد يتحملها قلب وعقل وضمير كل انسان .
والوقت ليس في صالحنا فهنالك العديد من الأمور التي أخذت تظهر وتتسرب بيننا داخل مجتمعنا وتنخر كالسوس في قيمنا ومعتقداتنا ، هذه الأمور تتمثل في عادات غريبة أخذنا نقوم بها نمارسها وحتى لم نعد نستغني عنها نطبقها بدون أن نعرف من أين جاءت وكيف دست لنا .
هذه الأمور كثيرة ومتعددة بحيث لا يمكن حصرها ومعالجتها في موضوع واحد ، لذلك سأطرح منها اليوم أمرا واحدا وربما هو الأخطر من بينها ..
العنف
نعم هذه الآفة والتي أخذت تتفشى وبشكل كبير بيننا أخذنا نراها ونلمسها ونعيشها كل يوم في المدارس والبيوت والشوارع في كل مكان ، بين الإخوة بين الطلاب حتى بين الآباء والأبناء .. وهنا نحن مدعوون مع أنفسنا ، لنعرف لماذا يحصل لنا كل هذا .
دعونا نعود للوراء قليلا .. إن أول خمس سنوات في عمر الطفل لها التأثير الكبير على صقل شخصيته وقد تحدد توجهاته وتصرفاته وحتى مسار حياته في المستقبل ، وهنا يأتي السؤال ماذا نعطي لأولادنا في هذا الجيل وما هو شكل طريقة تعاملنا معهم ومع المشاكل التي تصادفهم .
أنا أعرف ان هناك الكثيرين منا وعلى سبيل المزاح والدعابة يعلم الطفل ان يضرب أخاه أو أمه أو أي طفل آخر ونعتقد ان هذا مجرد تسلية لنضحك منها قليلا ولا نعي حجم الخطأ الذي نقع فيه عندما يعتاد ذلك الطفل على ضرب كل من يصادفه ، ويضحك عندما يرى نظرة الرضا في عيوننا وقد نرى ان هذه الامور ليست بذات اهمية وقد نعتبرها صغيرة ، لكن لها الاهمية القصوى على المدى البعيد مما يؤثر سلبا في شخصية هذا الولد . ان هذا حسب اعتقادي
هو السبب الاول
والخطوة الاولى لبداية العنف .
واما السبب الثاني ،
فإننا نترك لأولادنا الحبل على الغارب في كل ما يريدونه وهذا مثال بسيط انا اسمع الكثير من نسائنا تتباهى بان ابنها مهذب .. كيف ؟ انه لا يشاهد افلام هابطة وعندما تسأل عما يشاهده ابنها تقول وبكل فخر ابني يرى افلام رعب ومصارعة كي يصبح (بطلا) لا يخاف من أحد ، وكأن هذه الأفلام جيده وهي من ستجعل ابناءنا اقوياء ، وهنا أقول يا أختي افيقي وراقبي ابنك فان هذه الافلام مثلها مثل تلك الافلام الهابطة لا تقل عنها خطرا ابدا.
اما السبب الثالث
و
فهو ان الكثيرين منا يتصرفون بشكل خاطىء عندما يأتي احد ابنائه مثلا يشكو له من احد اصدقائه او احد الاولاد في الشارع فيعنفه ويصرخ في وجهه لماذا لم تضربه وتأخذ حقك بيدك وهذا طبعا من دون ان يكلف نفسه عناء السؤال ومعرفة ما هي الاسباب التي أدت الى هذا الخلاف . فهل تعتقدون ان هذه هي الطريقة المثلى والصحيحة في حل الخلافات مهما كانت صغيرة بين أولادنا والآخرين؟ وهل هذه هي الطريقة السليمة لانشاء جيل سليم معافى من كل أمراض العصر ؟
ألسنا هنا من نعطيهم الضوء الأخضر للبدء في استعمال العنف حتى وهم في جيل الطفولة لا يفقهون من عالم الكبار شيئا ، هذا بدل ان نعلمهم اسلوب الحوار وحل خلافاتهم بطريقة حضاريه بعيدة كل البعد عن العنف والضرب وبطريقة يمكن لعقولهم الصغيرة استيعابها. وحسب اعتقادكم هل هؤلاء الأبناء من نشأوا على العنف منذ الصغر سيستطيعون تركه بهذه السهولة وعندما نطلب منهم نحن ذلك؟ طبعا بعد ان نعرف حجم الخطأ الفادح الذي وقعنا فيه ، وهل تعتقدون انهم سيحترمون معلميهم في المدرسة او زملاءهم وهل تستبعدون ايضا انهم ربما سيقومون بضربنا نحن الأهل عندما يشتد عودهم وتقوى سواعدهم ونصبح نحن الضعفاء وهم الأقوياء ؟
يا أحبتي إن من شب على شيء شاب عليه هذا ما لم أقله أنا بل قاله أسلافنا أدام الله ذكرهم بالخير .
فدعونا نقف هنا وقفة ونثير من خلالها العديد من الأسئلة لندرك الخطأ ونتعلم منه ونصلح ما نستطيع مما أفسدته ايدينا .. نعم اقولها وبكل صراحة فهذا خطؤنا ليس لأبنائنا اي ذنب فيه ، فربما تداركنا أنفسنا وأولادنا ومجتمعنا قبل سقوط محتم في هاوية سحيقة لن نستطيع منها الخروج مهما حاولنا .
اخوتي اخواتي ها هو ناقوس الخطر يدق كل الأبواب .. فهل منكم من سيقول .. اني لها !
م/ن
موضوع مفيد
القراءة بأنتظار جديدك
دمتي بخير