يا أخي الداعية 00قلوبنا لك داعية 00ولكن؟
حنان العبدالعزيز
هو شاب ضائع00تاهت خطاه بعيدا00فما وجد ذاته وطموحاته00ورأى كراهية الناس له00قارن بين صورته وصورة إمام المسجد الذي الكل يرغب في مصاهرته ومصادقته وخطب وده00و00و00بينما هو مبغوض من الناس فلماذا؟
قرر ذات ليلة أمرا ما00أعد خطته وأدواته ومقاصده00لم تكن أدواته بالصعب منالها00فقط لحية معفاة00وثوب قصير00ربما مسباح إضافة00إمم وجمل كتبها في دفتر وعكف على حفظها(00أذكار00وشكر00وأدعية00)
وإبتدأ في خطته منذ لحظات الصباح الأولى00الكل الآن نائم00صوت الديكة يتعالى ويتداخل مع صوت المؤذنين00إمم ستكون إنطلاقتي قوية00لاإله إلا الله00سبحان الله وبحمده سبحان الله العظيم00شق طريقه إلى المسجد وسط أذكار جهورية يطلقها فتتردد أصداؤها في (الحارة الصغيرة)00
دخل إلى المسجد وسط نظرات ذاهلة من رواده وإمامه ومؤذنه بل وحتى الفراش البنقالي00!!
نادر الشاب الفاجر00يصلي الفجر00وجماعة00بعد أن كان لايصلي إلا في العيد؟
سبحان من هداه!
وتكررت صلواته في المسجد وسط ذهول تحول إلى مباركة وعناق ودموع من جماعة المسجد00فقد عاد إلى الله كما يقولون00!
إبتدأ ابو فالح بدورية مباركة هداية نادر 00ودعا نادر وجماعة المسجد إلى تناول العشاء 00تلاه أبو ياسر ثم الشيخ محمد00الكل بدأ يحب نادر00وأمه إزدادت دعواتها له بعد أن كانت تدعو عليه00وبدأت في الخطبة له بعد يأسها من زواجه وإالتزامه أسريا00وبررت هدايته بأنها وراثة ورثها من أجداده المتدينين وأنه دار وعاد إلى أصله الطيب!
تزوج نادر 00بل وتوظف بعد طول عناء من البطالة بعد شفاعة من الشيخ محمد 00وأزيدكم من الشعر بيتا فقد تولى أيضا الأذان بعد وفاة المؤذن أبو
فالح00وعمل أهل الحارة جمعية إستأجروا لنادر بها سكنا قريبا من المسجد لمساعدته على مهمته الجديدة ،ولاأخفيكم سرا فقد أنجب نادر ثلاثة أطفال شروق وحمد وبلال،وسط فرحة الحارة بإبنها البار!
بدأ نادر بإلقاء كلمات بسيطة وعظية في المسجد كان لها صدى طيب00إزداد حب الجميع له وحتى عجائز الحارة كن يدعين له حين يسمعنها00عبر المايك!
دعاه إمام المسجد المجاور لإلقاء مثلها (00كليمات وعظية تشحن القلوب الصدئة) كما يقول!
فقبل الدعوة00ورويدا 00رويدا على صيته وأخذت الحلقات والمساجد والجوامع والمدارس تتنافس على قدوم هذا الداعية الهمام00وبدأ في التنقل بين المدن للدعوة بل والأقطار المجاورة،وياللفرحة بدأ يخرج في إحدى القنوات واعظا مذكرا مرققا القلوب00رافعا يديه بالدعاء00كان أهل الحارة سعيدين بخروج نادر من رحمها00ويفاخرون كل الحارات به ويتحدون أن تنجب نساؤهم مثله00!!
خطب ذات مرة00فبكى نصف المسجد والنصف الآخر يقاوم عبرته00من تذكير لهم إلى تخويف من بطش الله إلى تعليق القلوب بالله جل جلاله000ياللروعة !
شروق تذهب كل يوم إلى مدرستها باسمة 00ولكنها ومنذ شهرين لم تعد ترى إلا واجمة00سارحة البال 00دامعة العينين وسط آثار حمراء تتراقص في وجهها00ترفض الحديث عنها00
بلال وحمد كانا مثلها00لكن العلامات الحمراء والزرقاء أوضح للعيان من أختهما00لم يكونا يجيبان على أي إستفسار حول مايعانونه000حتى حدث ما سمعته ورأته الحارة كلها000!
كانت زوجة نادر تصارع الطلق وتصيح ألما 00وتستنجد أهل الحارة في مساعدتها إلى الذهاب إلى الإسعاف 00سألها الكل ونادر00أجابتهم عيون أطفاله الثلاثة والدنا مسافر في رحلة دعوية منذ شهرين00؟
إصطحبتهم أم سعد مع إبنها الكبير وأنجبت زوجة نادر توأم 00إنتظروا عودة والدهم بعد إعلامه بولادة زوجته00لكنه لم يأت 00مر يوم
يومان00شهر00وأخيرا عاد مستقبلا بالزغاريد من نسوة الحارة00عاد الداعية 00
00
لكنه عاد بزوجة جديدة00وفرش جديد وأسكنها منزله وأخرج أبناءه وزوجته وتوأمه الجديد وأسكنهم شقة قديمة على أطراف الحارة00هنأه الكل بجدارة على زواجه الجديد الميمون 00وتباركوا بزواجه وتمنوا العمل حذوه00لكن الظروف تحكم00هههها ضحك رجال أهل الحارة وتمازحوا حول زواج الشيخ نادر الجديد!
إزدادت الكدمات حول عيون شروق وبلال وحمد00حتى تم طلب إستدعاء الشيخ نادر من قبل إدارات مدارسهم00والتحقيق معه حول ما يرونه؟
لكنه لم يحضر وتعلل بدرس سيلقيه في التلفاز يمنعه من الحضور إلى المدارس!
ومرت الايام00حتى صحت الحارة على صوت صراخ يتعالى من منزل الشيخ نادر00في الفجر000!الشيخ نادر يضرب زوجته الثانية تحت تأثير المسكر الذي يعاقره 00وهي تجري في شارع الحارة 00إياها حارة الفتوحات العريقة على يد الشيخ نادر سابقا00!
الشيخ نادر يطل على أهل الحارة ببنطلون كحلي يعلوه فانيلة بيضاء يعلوها وجه كالح محاط بلحية مبللة بخمر كريه00وأعلى الوجه عينان تنظران في إضطراب ورعب 00وأعلى من العينان جبين يعلوه شعر مشعث00تترنح يداه وإحداهما تقبض على زجاجة من الخمر 00والأخرى00سيجارة 00لوح في وجوه أهل الحارة00لاتقلقوا سألقي غدا كلمة في جامع أهل الخير عن فضل الزوج وحقه على الزوجة!!!
كانت الحارة جد حزينة بعد سقوط الشيخ نادر المدوي00ودخوله السجن بتهمة (المجاهرة بالمعصية00والتعدي بالضرب على زوجته وأطفاله من زوجته أو طليقته الأولى0)0كانوا يبحثون عمن يخلف نادر00في الأذان والوعظ وربما التعدد للزوجات!
عذرا 00أهل الحارة 00ومجتمع الشيخ نادر00لاعزاء لكم فأنتم من صنع الوحش 000حين قدستم كل من يظهر التدين وعاديتم أهل المعصية وتركتم نصحهم باللين وهجرتموهم 00ونسيتم أن نوحا ظل يدعو قومه تسعمائة وخمسين عاما00ولم يحكم عليهم بوصف حتى حكم الله عليهم بذلك000!
أنتم من صنع الوحش 00حين زرعتم حب الرياء في قلوب أبنائكم 00حين زرعتم الخوف من المجتمع وتركتم تقوية الإيمان في القلوب ومخافة الله وعدم الإلتفات إلى آراء الناس مادام الإنسان متق لربه000أخطأتم حين شددتم على يده حين تزوج وهجر زوجته00وأطفاله000حين تغاضيتم عن ظلمه لأبنائه وسفره عنهم شهور000ولم تنصحوه وظننتم أن الدعوة إلى الله مقدمة على مراعاة أهل البيت00نسيتم قول الرسول الحبيب (خيركم خيركم لأهله00)،كم نقسوا على أبنائنا حين ندعوهم إلى إلتزام شخصيات بدون أن يحيطوا بجوانبها وقواعدها لتؤتي ثمارها00لا أن تكون مصانعة وقناعا يصلون به إلى مآربهم وسط تشجيع من المجتمع 00!
عذرا أيها من تسمى بالداعية لن نكره الدعاة إلى الله من أجلك00لأنك لاتمثل سوى نفسك00لكن أمثالك قد كثروا وبدأت صعوبات الحياة تظهرهم من أجل تمرير مصالحهم الشخصية 0متناسين أنهم بذلك يبغضون العوام في التدين ظنا بأن هؤلاء الجهلة المدعين للنسك هم الممثلين للدين!
قصتي ليست خيالية بل كثير من ملابساتها واقعية 00قد قرأنا أمثالها في صحفنا المحلية وما إمام مسجد في منطقة الشرقية ببعيد عنها حين هجر أطفاله الخمسة وزوجته وأسكن زوجة جديدة مكانهم00فكيف يؤتمن أمثال هذا الإمام وهم لم يقوموا بدورهم القيادي في أسرهم؟
وأني لأدعو إلى تكثيف الدورات التوجيهية والتربوية والدينية والإنتقاء لمن يمارس الدعوة إلى الله سواء في المساجد أو وسائل الإعلام حتى لايفسدوا حبنا لأهل الدعوة000وحتى لانقول لماذا تقوى أهل الشر ودعاة الفساد وقلت هيبة أهل الخير والدعاة إلى الله 00فمن أجل أمثال ذلك الداعية الفاسد قوي أهل الفساد في كثير من الأمم والقرى السابق ذكرها في القرآن والتي أهلكها الله بمافعلوا!
وأدعو إلى إنزال أشد العقوبات بمن يمتهن الدعوة إلى الله ويثبت إجرامه في حق نفسه أو أسرته بشكل قطعي لأن مهنتهم سامية ولايجب التهاون في مراعاتهم فهو قد عدوا أنفسهم رؤوسا والمجتمع يظنهم قدوة فإذا فسدوا فسد المجتمع وإني لأدعو وزارة الشئون الاسلامية والاوقاف والمساجد بمتابعة أئمة المساجد والجوامع ومسلكهم مع جيرانهم وأبنائهم بحكم سكنهم قرب المسجد وزيارتهم في منازلهم لا أن يكتفي المراقب بزيارة المسجد وبموعد محدد مع المسئولين عن المسجد مسبقا 00نتمنى أن تكون هناك زيارات مفاجئة كما زيارات المفتشين على المعلمين000فالرعية هنا أعم وأكبر من رعية المعلمين الطلاب فالرعية هنا أسرة الداعية ومجتمعه وجماعة المسجد والحارة0000
لانريد أمثال ذلك الداعية الذي يقوم بمخالفات شرعية ظاهرة لجيرانه وحين سألوه عن ذلك أفتاهم بقوله:خذوا من قولي ولاتأخذوا بفعلي000
مما حدا بداعية أخرى(إمرأة ) أن تردد قوله في محاضرة عامة في مجتمع واع ظنته تلك الداعية أحمق حتى يمرر كل ماتقول وتنقلها عن ذلك الداعية الأفاق00
نحن لاندعي الكمال والمثالية لكن من تكررت وظهرت مخالفاته فيجب معاقبته ليرتدع هو ومن هم على شاكلته000ولنتذكر قول الرسول صلى الله عليه وسلم (أشد الناس عذابا يوم القيامة رجل تدور أقتابه في النار قيل ومن هو قال هو من يعلم بما لايعلم )!او كما ورد في النص الشريف0
ولنعلي من شأن الدعاة الأخيار والعلماء الأجلاء ونركز على عمق الدين والعلم المترادف مع العمل الصالح لا على مظهرهم وحب الناس لهم لنعمق من الإقتداء بهم في نفوس أطفالنا وندع الرياء والتباهي والشكليات التي تحط من قدر الإنسان0