هل يعتبر عمل الأزواج في مهنة واحدة سبباً للسعادة أم التعاسة؟ وهل يؤدي إلى مزيد من الوئام والانسجام والحوار، أم إلى الشقاق والتناحر والملل؟
كثير من الأزواج جمعت بينهم المهنة الواحدة.
منهم مَن جمعتهم الصدفة، وآخرون الظروف، إلا أن هذه المسألة، على إيجابيتها، تعتبر أمراً بالغ الخطورة بالنسبة إلى كثيرين.
ماذا يقول الأزواج ممّن مروا بمثل هذه التجربة؟ وهل هي في مصلحة المؤسسة الزوجية؟ أم أن هناك وجهات نظر أخرى؟ شهادات تُسلّط الضوء.
– مشكلات البيت في العمل:
وعمّا إذا كان عمل المرأة في مهنة واحدة مع زوجها يشكل عبئاً على الرجل، يقول أحد الإعلاميين، إنه ضد عمل الزوجين في مؤسسة واحدة.
وإذ يبرز موقفه بالإشارة إلى أنه في هذه الحال "تنتقل مشكلات البيت إلى العمل"، يؤكد أن العمل "يحتاج إلى سؤال وجواب وتفاعُل".
يقول: "قد يتعرض الزوجان لمشكلات ومناقشات حادة وانفعالات مع زملاء العمل، وهذا أمر طبيعي يحدث في كل المؤسسات".
يسأل: "ماذا يكون دور الزوج في هذه الحال؟ هل يتدخل لحماية زوجته من انفعالات الآخرين؟ أم تتدخل الزوجة للدفاع عن زوجها في اللحظات الحرجة؟".
يشير إلى أن "الغيرة تأتي من احتكاك الزوجة بزملائها".
وعمّا إذا كان يعتبر أن من مصلحة المرأة أن تتزوج برجل ذي خبرة في مجال عملها، حتى تضمن نجاحها، يقول: "لقد ساعدت زوجتي كثيراً ووضعت خبرتي في خدمتها.
قدمت لها كل خبرتي في الصحافة والمعلومات، ما ساعدها على النجاح". يتابع: "مع ذلك، أنا لا أشعر بالتفوق عليها، بل أحياناً أجدها قد تفوقت في كثير من الأفكار، وهي أيضاً ترى أن ما أكتبه مفيد ومتميز".
ويؤكد أن "الرجل في المجتمعات العربية يشعر بالأفضلية والتفوق على المرأة، بدليل أن معظم مديري الشركات والوزارات والمؤسسات من الرجال، وذلك بسبب الثقافة الذكورية التي تمجد عمل الرجل وتعتبره الأفضل".
– منافسة:
على شاطئ بحيرة، جلس الزوجان شيماء وعبدالحليم لاحتساء القهوة. كلاهما يعمل في مهنة التدريس، وهذا ما يحتّم عدم وجودهما في المنزل في الأوقات نفسها، خصوصاً في أوقات الامتحانات، حيث لا يَريَان بعضهما بعضاً، إلا نادراً بحسب ما تقول شيماء، التي تلفت إلى أنَّ عمل زوجها في المهنة نفسها يسمح لها بالإفادة من خبراته، مؤكدة أن "لا مجال للمنافسة بين الزوجين اللذين يعملان في مهنة التعليم، خصوصاً إذا كان كل منهما يدرِّس مادة مختلفة عن الآخر".
تقول: "لقد أحببت مهنة التدريس من خلاله، لقد شجعني عليها بعد الزواج".
لافتة إلى أنها سعيدة في عملها مع زوجها في المهنة نفسها.
لا تخفي شيماء أنها تساعد زوجها في التحضير للامتحانات، متحدثة عن ارتياحها لنجاح زوجها في العمل.
تتابع قائلة: "نجاحه هو نجاحي، وكل منّا له وجود وأثر في حياة الآخر".
من ناحيته، يؤكد عبدالحليم (الزوج) أنه سعيد بعمل زوجته معه، لافتاً إلى "أننا نستغل عطلة الأسبوع في كسر الروتين".
يقول: "هناك ثقة متبادلة في ما بيننا".
مشيراً إلى أن "التدريس مهنة متعبة، وزوجتي تأتي إلى البيت مرهقة". وإذ يتطرّق إلى موضوع الغيرة، التي يعتبر أنها "مطلوبة ولكن ليس بالدرجة التي تخرب البيوت وتهدمها"، يؤكد أن شيماء "تتفهم أن أقوم بالتدريس لفتيات في الجامعة والثانوي، مادامت الثقة موجودة فليست هناك مشكلات".
– مصاعب المهنة:
تؤكد طبيبة التحاليل مها الكاشف، زوجة طبيب أمراض النساء والتوليد، ولاء فخر، أن حياتها وزوجها "قمة في السعادة"، لافتة إلى أن "الزوج الطبيب يقدر تعب زوجته الطبيبة، ويفهم المشكلات التي تصادفها".
تقول: "ارتبطت بزوجي ونحن طالبان ندرس الطب، وذلك بحكم وجودنا فترات طويلة في الجامعة، وهذا ما هون علينا الجهد والتعب، حيث استمتعنا بدراستنا معاً".
تشير الكاشف إلى أنها اختارت تخصصاً مختلفاً عن تخصص زوجها، "حتى لا نعمل معاً في مكان واحد، وتجنباً للملل الذي يؤثر سلباً في العلاقة الزوجية".
كما تكشف أنها تستشير زوجها في الأمور الطبية، وتحضر معه المؤتمرات.
بدوره، يؤكد الدكتور فخر أن "أبناء المهنة الواحدة يتفهمون المصاعب التي تتضمنها".
مشيراً إلى أن "ارتباط الزوجين في المهنة نفسها، من أهم العوامل المساعدة على إنجاح الزواج".
يقول: "الطبيب دائماً مشغول، وليس لديه الوقت للاهتمام بأولاده وأسرته، أو للقيام بزيارات عائلية وتحديد موعد إجازته".
مؤكداً أن "الحوار المشترك يخلق نمط حياة في التعامل بين الأزواج". وإذ نصح "بعدم الوجود المستمر للزوجين في البيت والعمل، لئلّا تنتقل المشكلات والتوترات إلى حياتهما"، يقول: "الرجل الشرقي لايزال رافضاً المساواة مع المرأة وفكرة تفوقها عليه في العمل، لأن ذلك يُشعره بالتعاسة والدُّونيّة.
بالتالي يفرض رأيه عليها ويحوّل حياتها إلى جحيم.
لكن المرأة الناجحة تمنح الرجل الإحساس بالأفضلية حتى لو كان ذلك غير صحيح، وذلك حقناً للدماء".
– سلاح ذو حدين:
– زملاء:
على الرغم من أنها تعمل وزوجها في مكان واحد (مختبر)، تؤكد رشا محمود أنهما اتفقّا على أن يكونا بمثابة زميلين في العمل، على ألا يؤثر ذلك في علاقتهما الزوجية، خارج جدران المؤسسة التي يعملان فيها. تقول: "اتفقنا على أن نكون زميلين في العمل وزوجين في البيت، ففي العمل يقوم كل منّا بما هو مطلوب منه من دون التعامل مع الآخر، ولكل منّا وظيفته المستقلّة".
مؤكدة "إننا لا نشعر بالملل، إنما نتحاور ونعيش حياتنا".
تضيف: "لا أراه إلا بعد انتهاء الدوام، وأحياناً أكون متعبة، فأطلب منه ألا يرسل إليَّ عيّنات الدم لتحليلها".
تقول: "عند حصول أي تأخير في العمل من قبلي، يهددني بأنه سيخبر المسؤول عني بالأمر".
وتكشف رشا أن إحدى زميلاتها حاولت أن توقع بينها وبين زوجها، حيث قالت لها إنه يخونها وشككت في أمره، لكنها تكشف أن ثقتها بزوجها قوية، وهذا ما جعلها تتجاوز هذا الموضوع.
أما محمد العريان (الزوج) فيقول: "نحن نفصل بين البيت والعمل بشكل كبير، إلا إذا كانت هناك مشكلة"، مؤكداً أن راحة زوجته من راحته.
* إمّا فراق وإمّا تنازل
تقول رئيسة قسم علم النفس الدكتورة سعاد المرزوقي، إن "الرجل الذي يعمل مع زوجته في الوظيفة نفسها، يكون في العادة أرفع مرتبة منها". لافتة إلى أنّ الرجل يحاول أن يتزوج امرأة أقل منه مرتبة، ليمارس دور القوامة في كل الأمور، ومنها المهنة".
تشير إلى أن "بعض المهن لا تتطلّب الاحتكاك بين الطرفين، لأن بعض الرجال يتحسسون من ذلك".
تضيف: "عندما يعمل الرجل والمرأة في مكان واحد، يرفض الرجل أن تكون زوجته الأفضل، لأن ذلك يجعله يشعر بالنقص والدُّنية ويُقلل من مكانته.
بينما شعور المرأة بأفضلية زوجها في وظيفته لا يشكل أدنى مشكلة لها". تتابع: "الواقع يشير إلى أنّ وجود أي زوجين في وظيفة واحدة يعني إمّا أن يفترقا، وإمّا أن يتنازل أحدهما عن وظيفته حتى تستمر الحياة، وغالباً ما تتنازل الزوجة".
إلا أنها لا تنفي حقيقة أن "التنافس في الوظيفة وارد ومطلوب".
على الرغم من أنها "لا تحبّذ أن يكون الأزواج في المهنة الواحدة، لأن ذلك يؤثر سلباً في حياة الزوجين".
تقول: "كلما كان هناك بُعد في الوظيفة، يكون ذلك أفضل.
لأن وجود الزوجة مع الزوج في مهنة نفسها، يقيّد الاثنين ويحدّ من حريتهما في التعامل مع الآخرين، ومن إبداء الرأي والتصرُّف بتلقائية". تضيف: "الوجود المستمر يُظهر الجوانب السلبية للآخر.
والرجل تربَّى على أن يكون الأفضل، لأن له القوامة، ولو حدث العكس، سيشعر بانكسار الشخصية ويُسقط ذلك بأشكال أخرى، كأن يقول إن الزوجة غير مهتمة ببيتها.
كما أن الرجل لا يحب أن يقارن نفسه بزوجته، عندما يعملان معاً، بينما المرأة لا تعاني هذا الإحساس".
الامر يختلف حسب طبيعة العمل و طبيعة الزوجين، أنا مثلا رفضت أتزوج زميل في العمل و أصريت يكون بعيد عن عملي
لكن نحن والحمدالله في بلاد الحرمين لايوجد اختلاط وهذي اكبرنعمه
الدلع عطري مشكوة حبيبتي على تواصلك معنا
Ms Honey بارك الله فيك على اضافتك
(السيده الاولى)يسعدني تواجدك في صفحتي
يعطيكم الف عافيه