أسرع طريقة وأسهل عملية لهدم الحياة الزوجية
هي حساب أخطاء الطرف الآخر واستحضار زلاته عند حدوث خطأ ما.
إنك وإنكِ إذا بدأت تحتسب الأخطاء على صاحبك وتعدها وتتذكرها دائماً، فأنت تدخل مرحلة الشقاء والتعاسة،
فإذا تصورت دائماً أخطاء صاحبك فستتكون في ذهنك باستمرار أن هذا الشخص لا تصلح الحياة معه أبداً.
فتبدأ تذكر أخطاءه أمامه وأمام غيره، وإذا زل زلة ولو صغيرة
مباشرة ستتضجر منه وتخرج عنه.
لماذا؟! لأنك تستحضر أخطاءه ولا تغتفرها وتدفنها، مع أن كل واحد من بني آدم صاحب أخطاء :
من ذا الذي ما ساء قط ومن له الحسنى فقط
تأمل وتأملي: لو احتسبت أخطاءك أنت واستحضرتها عند كل زلة ستعيش في قلق وهم وحيرة، وستعتقد أنك إنسان كثير الأخطاء تظلم نفسك وغيرك ولا تصلح أبداً، هذا مع نفسك، فكيف مع غيرك.
لكن ديننا الحنيف ربانا على الرجاء: وهو أن نقدم الخير ونرجو عند الله ثوابه، وإن قدمنا زلللاً نتوب ونرجو الله يغفر لنا، ولا نلتفت للذنب بعدها ما دمنا صادقين،
فنحيا برضى وطمأنينة ولا نخشى من خنجر اليأس والتشاؤم الشيطاني.
لذا فعلينا أن نعلم أن الكل يخطئ ويقع في الزلل، لكن لابد أن نغض طرفنا عن كل خطاً، بل ندفن الأخطاء
بعد أن نعالج منها ما هو في مقام علاج وننظر في الطريقة المناسبة له،
وننسى خطأ الزوج وخطأ الزوجة ونعتبر أن هذا الخطأ قد فات ومات وهو الآن في عالم الأموات.
وتذكر وتذكري دائماً
أنك إذا وجدت في شريكك ما تكرهه فاذكر أن فيه صفات تحبها وطباع تودها قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " لا يفرك مؤمن مؤمنة إن كره منها خلقاً رضي منها آخر " رواه مسلم.
أخيراً: إني لم أر رجلاً أو امرأة تعيس في حياته الزوجية إلا وجدته يعدد أخطاء صاحبه ويحسب صغار الهفوات على شريكه.
وعلى عكس ذلك، فإن الذين أعرفهم يعيشون في حياتهم الزوجية بسعادة وهناء وطمأنينة
دائماً يثنون على بعضهم وكأنهم ليس عندهم خطأ، مع أن عندهم ما عند غيرهم من الأخطاء.
لكن المسالة
أن هذا غض طرفه فطاب عيشه
والآخر لم يفعل فكان لا بد أن يفشل.