يغلبك بالمال اغلبيه بالعيال " .. " يا مآمنة للرجال يا مآمنة للمية في الغربال " وعبارات من هذا القبيل تزرعها الأم والجدة في مسامع البنت عند اقبالها على الزواج لتكون أسعد الزوجات علىالاطلاق، حسب اعتقاداتهم .
ومن أكثر النصائح شيوعاً داخل مجتمعاتنا العربية تحذير العروس من إبداء أي لهفة للزوج، أو إظهار علامات الحب، حتى تجعله يتعلق بها ويقدرها أكثر مع إصرارهن أن الحياء صفة يجب أن تتسم بها أي عروس لتنال احترامه ومحبته.
كما تأتي على قائمة هذه النصائح تقليل اللقاءات بين الخطيبين، ولائحة طويلة من المشتريات التي تفرضها على العريس الذي ينبغي أن يقدمها خلال فترة وجيزة، إلى حد أنه يقضي معظم فترة الخطوبة الجميلة، في المحلات بحثا عن النوادر التي تصر عليها أم العروس، وتفرض ألا يتم الزواج من دونها.
ويرى البعض أن تصرفات الأم هذه إنما هي خطة ذكية منها لترويض زوج المستقبل وتدريبه على تلبية طلبات ابنتها وتنفيذها بدون تذمر او سؤال. هذا في ما يتعلق بالعريس، أما بالنسبة للعروس، فإن التعليمات باتباع العادات والتقاليد تتصاعد منذ أول يوم من الخطوبة لتصل ذروتها في يوم الزواج.
تقول صفاء محمد، عن تجربتها: "نصحني بعض أقاربي بعدم مصارحة زوجي بشعوري تجاهه لتجنب الظنون السيئة التي قد تتولد في ذهنه، كما أن أمي نفسها همست لي وأنا أهم بارتداء فستان الزفاف، ألا أقوم بتغيير ثيابي أمام زوجي، على أساس أن الحياء من الصفات الجيدة التي يجب على الزوجة أن تتحلى بها".
وينقسم الأزواج إلى فريقين حول هذا الموضوع، الفريق الأول يطالب المرأة بمصارحته بكل كبيرة وصغيرة لتحقيق الوئام والسعادة بينهما. أما الفريق الثاني فيصرون أن أجمل ما في المرأة حياؤها حتى وإن تطلب الأمر إخفاء بعض الأمور، وعدم مصارحتهم بكل شيء انطلاقا من قناعتهم، بأن الغموض يزيد من الشوق ويقضي على الملل والرتابة.
في هذا الصدد تؤكد الدكتورة فوزية أشماخ، استشارية الأمراض النفسية والاجتماعية، ومديرة مركز الاستشارات للتطوير الذاتي في جدة لتقديم الاستشارات الزوجية، على ضرورة المصارحة بين الأزواج ومناقشة أي مشكلة مهما كانت بسيطة، وتطالب أيضا بضرورة تثقيف الزوجين في مرحلة (الملكة)، لتأهيلهما لدخول مؤسسة الزواج، مؤكدة أن من أهم المشاكل التي تؤدي إلى الطلاق هي المشاكل الجنسي
ة والجهل والتابوهات التي تحيط بها.
وتتابع – حسب ما ورد بصحيفة الشرق الأوسط – إن "العادات الاجتماعية في أغلب الأوقات تكون بمثابة بزة حديدية تحبس الشخص بداخلها فتمنعه من التعبير عن متطلباته بحرية واضحة".
وترى الدكتورة فوزية أن سبب حالات الصمت التي تلازم الزوجة تجاه المطالبة بحقوقها الزوجية يرجع إلى الجهل أو إلى التجارب الخاطئة قبل الزواج، بالإضافة إلى الاطلاع على الكتب الضعيفة، واستشارة بعض الأشخاص ذوي الخبرة الخاطئة.
كما تشير الدكتورة أشماخ إلى وجود آلاف الزوجات اللاتي يشعرن بالوحدة النفسية والفراغ العاطفي جراء غلظة الأزواج، مؤكدة أنه لا توجد امرأة تحب زوجها وتخافه في الوقت ذاته، فأساس الحياة الزوجية إحساس الزوجة بالأمان والثقة.
ضعف الاتصال يضع حياتك في مهب الريح
هذا إلا أن ضعف الاتصال بين الأزواج يضع حياتهم في مهب الريح وبتحسين هذه النقطة في حياتهم يستطيعون العيش في سعادة . لقد توصل باحثون أمريكيون في دراسة تم إجراؤها في الولايات المتحدة الأمريكية؛ إلى أنه بالإمكان تطوير مهارات الاتصال بين الأفراد بحيث يصبح الحديث بين الزوجين اكثر ودية وغنى و تعاطف وبالنتيجة أكثر فائدة.
والدراسة تشير إلى أن ضعف الاتصال هو جذر معظم المشاكل الزوجية و خاصة المشاكل التي أصبحت عصية على الحل بسبب قدم جذور هذه المشاكل و التي قد تعود إلى بدايات العلاقة الزوجية.
حسب الدراسة فإن أدمغة البشر تقوم بتحليل نفس المعلومة بخمس طرق مختلفة، مما يعني انك إذا كنت تقوم بتحليل المعلومة بإحدى هذه الطرق فإنك تكون ضعيفا في الأربع طرق الأخرى مما يفسر الكثير من سوء التفاهم الذي يحصل بين الأزواج. إذ قد يكون كل طرف يتعامل مع نفس المعلومة بطريقة تختلف عن الطرف الآخر.
بالإضافة إلى هذه الحقيقة العلمية فإن البشر يميلون إلى سماع الجزء الذي يريدون سماعه دون الإنصات لكل ما يقال. هذا الإنصات الجزئي غالبا ما يحدث عندما يكون الحديث ذو طابع جدي ودقيق وحساس.
وتخلص الدراسة إلى أن مفتاح الاتصال الأمثل هو محاولة إدراك وجهة نظر الطرف الآخر و محاولة تفسير ما يحاول قولة من وجهة نظرة هو وليس من وجهة نظرك أنت. …
المفتاح الآخر هو التوقف عن لوم الطرف الآخر ومحاولة إدراك حجم مساهمتك أنت في المشكلة. بهذه الطريقة سيتغير رد فعل الشخص المقابللأنه سوف يبدأ بالإدراك انك تسعى لإيجاد حل حقيقي للمشكلة وليس التركيز فقط على أخطاء الطرف الآخر.
بهذه الطريقة يصبح الحوار مع الطرف الآخر اكثر سلاسة و اقل حدة مما يعكس جو اكثر ودية للوصول إلى حل للمشاكل الزوجية بطريقة حضارية تنأى بالزوجين عن الإسفاف و التركيز على العيوب الشخصية.