أنا بحب المعصية
كلمة اكتشفتها مؤخراً في حياة ناس كتير !
حاولت اكون انسان كويس وانا عندي 17 سنة تقريباً , حاولت اقرب من ربنا .. اعرف ديني ,, ابعد عن الحاجات الي بتغضب ربنا وحاولت اعامل الناس بما يرضي الله
وواحده واحده بدأت اكون ملتزم واقرب من ربنا وعرفت ان حاجات كتير في حياتي كانت غلط
عرفت ان في اشياء اتربيت عليها غلط وفي اشياء اتربى المجتمع عليها كله غلط
لكني واجهت كل الصعوبات من
نفسي
شياطاني
عادات نشأت عليها
اصحابي وصحباتي
المجتمع
كل دي اشياء كانت بتشدني للرجوع ..
لكني قاومت وبالفعل بقيت انسان كويس
ولقيت اسلوبي بيتغير بعد الهمجية وقلة الادب بعد ما كنت فلان الي بيهرج مع فلانة وبيخرج مع علانة اتصلت بالبنات وقلت ليهم مش هتكلم معاكم تاني
ساعتها بس بعد ما كان الواحد بيمشي في الشارع عينه رايحه وجايه على الي معديه والي ماشيه لابسه او مش لابسه … بقا يتكسف يبص على حد وبقا يغض بصره
بعد ما كنت الإنسان التافه الي ملوش لازمه في الدنيا غير انه يخرج ويلعب ويتريق على فلان و يتخانق مع علان …
بقيت انسان ليه كلمه الناس بتحترمها وليا رأي الناس بتطلبه مني دلوقتي بس حسيت اني فاكر ربنا علي طول وانا خارج وانا قاعد وانا نايم وانا باكل وقبل كده كنت بفتكره بس في رمضان ساعة الفطار او وقت صلاه الجمعه او وقت ما صاحبنا فلان يموت
دلوقتي بس حسيت اني بقا ليه لازمه في الدنيا وقبل كده كنت شايف ان نجاحي في الدنيا بقدر ما الناس بتحبني واني اطلع واد جدع مع اصحابي واني اكون شيك . وجنتل ..
حاجات كتير جدا لقيتها اتغيرت في حياتي بعد ما بقيت متدين … وكنت بحس اني طاير ومحدش يقدر يمسكني وكانت سعادة وكأني في حلم لاني ولأول مره احس اني ليا قلب وروح ونفس بحترمهم …
هذا ما كنت عليه واصبح عندي من العمر 18 سنة … وبعدما استويت علي امري …
واعتدت على حالي .. مرت بي الأيام والشهور والواحد اتعود على كلمة فلان المتدين الكويس
واتعودت اني انزل اصلي في الجامع
اتعودت علي شكلي وانا متدين
أكملت الحياه الجامعية … بسرعة رهيبة …
حصل في الفترة دي اشياء كتير اصعبها اني اتعودت على نفسي اتعودت اشوف نفسي كويس واشوف غيري مش كويس ..
اتعودت اني امشي في الشارع وانا مضايق من الي حولاية عشان انا كويس وهم مش كويسين
اتعودت اني مبصش على البنات … ولو ضعفت وبصيت خلاص بستغفر وخلاص ..
اتعودت اني انصح الناس وقليل الي بينصحني !!
اتعودت اني اقول رأيي في الناس واقول فلان كذا وعلان كذا !
بقا في جرأه في الكلام !
لحد ما وصلت ان من كتر ما الواحد ضاعت منه لذه الطاعة وبقت اشياء روتينيه
اني بدأت افقد بعض الطاعات او حتى لو مفقدتهاش تمنيت لو اني لم اصل لها عشان اتمتع بالحرية الفلانية الي غير المتدينين واخدينها !
وبدأت بالتدريج أفقد لذة الطاعة وافقد الاحتساب في الاعمال وافقد معاني كتير جميلة ..
بقيت احس ان الناس الي مش متدينين عايشين حياتهم اكثر مني !
ولعل ده بيحصل وبنحدث بيه نفسنا بس هقولها بصراحه
وهو ده موضوعي النهارده ..
بقا الواحد مثلا ماشي في الشارع وشايف قدامه ولد وبنت ماشيين وماسكين ايد بعض …
الشيطان يقولي
( الناس دي عايشه حياتها بالطول وبالعرض وبيعملوا كل الي هم عايزينه وقدام الناس مش انت بس الي عاملي شيخ )
اقول في نفسي رداً علي الشيطان ( هم هيتمتعوا في الدنيا وان شاء الله ربنا هيكرمني في الاخره )
تلاقي شباب مسافرين يتفسحوا برا ( تلاقي الشيطان يقولك… مالها الناس دي بقا بيسافروا واخر حلاوة وبيغيروا جو مش انت الي قفل وقافل علي نفسك .. وعاملي شيخ وانت نفسك تروح معاهم ))
اقول في نفسي اقول في نفسي رداً علي الشيطان ( هم هيتمتعوا في الدنيا وان شاء الله ربنا هيكرمني في الاخرة )
تلاقي ولد وبنت راكبين عربيه وفييمين الازاز وهي حاطه راسها علي كاتفه … وانت تقول لا حول ولا قوه الا بالله ربنا يهديهم .
الشيطان يجيي يقولك يهديهم برده , ده انت لو تطول كان زمانك قاعد معاهم ورا !
الشيطان يقولك فيها لما تعيش حياتك ماهو في غيرك كان عامل شيخ . مش عندك فلان فضل سنين متدين ودلوقتي مقضيها ومحدش قالوا شيء انت بس خايف من كلام الناس … اقولك عارف انت لو مبقتش متدين أولا هتبعدك عن النفاق والرياء وكمان هتبقي بتعبد ربنا من نفسك مش عشان انت اشتهرت بكده
وتقدر تثبت انك انسان مؤمن بجد مش عشان الشهره ولا حاجه وكمان بيني وبينك يعني ممكن كمان تقضيها كده من تحت لتحت وتتوب بسرعه تاني وترجع ..
وانا اقول دي اكيد وسوسه وانا هستحمل وافضل كده مؤمن وربنا يغفر واستعذت بالله من الشيطان الرجيم وذهب عني شيطاني وكان بيرجع كل شويه وكنت بقاومه …
انتهى حواري مع نفسي وشيطاني وسيبدء حواري معكم … ووصلت من العمر 23 سنة
للاسف الكبير كل الكلام ده غلط سواء كان وسوسة الشيطان او ردي انا على الشيطان …
الغلط في نقطتين وهم أهم شيء في الموضوع
1- إن أنا بتمني وأشتهي إلي أهل المعاصي فيه مجرد أمنية حتى ولو مش ناوي أعمل كده
2- إني أنا فاكر إن أهل المعاصي أصلا فرحانين ومستمتعين لأني قلت
(اقول في نفسي رداً علي الشيطان ( هم هيتمتعوا في الدنيا وان شاء الله ربنا هيكرمني في الاخرة )
لكن نسيت كلام ربنا
قال الله :
" وَمَنْ أَعْرَضَ عَن ذِكْرِي فَإِنَّ لَهُ مَعِيشَةً ضَنكًا وَنَحْشُرُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَعْمَى "
(124) طه
لما تسأل واحد من الي مقضينها ومش بيفرق معاه حلال وحرام وتسأله ايه اخبارك مبسوط ؟؟ يقول والله العيشه ضنك
حصل معايه موقف وهو الي خلاني اكتب الموضوع ده وخلاني اغير فكرتي تماماً عن اشياء كتيرة
( بعد صلاة الفجر بنخرج مع بعض اصحابي من المسجد نروح نشرب عصير قصب كلنا ونقف شويه نتكلم وبعد كده بنمشي فكنا تقريبا 8 .. فقبل ما نشتري العصير)
لقيت اتنين اصحابي كنت اعرفهم زمان جايين بعربيه أوبل الازاز متفيم والجنوت على الارض والاغاني عاليه وكانوا راجعين علي وش الفجر من سهره حمرا أو كل الالوان تقريباً
فسلمت عليهم ووقفنا مع بعض شويه وقلت ليهم تعالوا اعرفكم علي اصحابي ورحت عرفت دول علي دول
انا بصراحه كنت ماسك نفسي بالعافيه عن الضحك لان اصحابي ( حازم ومحمد ) فضلوا يبصوا للاخوه بطريقه استغراب مش عارفين ليه واقفين في الوقت ده
فقالي ايه يا محمد واقفين دلوقتي ليه لسا جاين من برا ولا ايه
قلت ليه لاء ده كنا بنصلي الفجر
قالي اااااااه صحيح ..
بس فقالي لاء انا لازم اعمل واجب مع الناس الكويسة دي ..
قلت ليه ياعم بلاش تكلف نفسك
قالي ياعم احنا بنصرف فلوسنا في كل حاجه هتيجي عليكم انتم ونقول لاء
قالي ياعم سيبني اخد ثواب …
فقلت ليه ماشي
وجاب 10 عصير قصب
فلما الرجل كان بيصب كان حازم ومحمد بيروحوا يطلعوا العصير لاصحابي الي واقفين برا وانا كنت واقف جوا خدت العصير بتاعي فلما رجعوا يشربوا هم كنت انا واقف علي جنب فمخدوش بالهم مني ..
واصحابي واقفين برا وانا علي جنب
فلقيت حازم بيقول لمحمد صديقه :
شايف يا محمد والله الناس دي هي الي عايشه
محمد قاله : اه والله يابني شايف وشهم منور ازاي …
( وطبعا انا ببص علي وشهم لما قال كده ومش شايف اي نور خالص بس هما شايفين )
حازم قاله ولا تعبانين ولا مضايقين وبيحبوا بعض .. قاله نفسي اعيش يوم واحد سعيد زيهم ..
————————————————-
وهذا الشاهد من موضوعي النهارده
هما شافوا نور انا مشفتوش لاني مش حاسس بيه لاني اتعودت زي ما قلت على العيشة دي ففقدت الاحساس بالنعمة دي
( حازم ومحمد ) مع البنات 24 ساعة كل السفريات باريس واسبانيا وكل حته بيشربوا الي عايزينه بيعمله الي عايزينه .. من الاخر عايشين حياتهم بلغة وسوسة الشيطان ..
فحسيت ساعتها اني في نعمة لا تساوي اي شيء في الدنيا
والله افضل نعمه ..
اذا كان ربنا يهدي علي ايدك واحد خير لك من حمر النعم …
امال هدايتك انت لنفسك هل تساوي اي نعم ؟
فاحنا بنتمني الي عند اهل المعاصي ظناً مننا انهم عايشين حياتهم ..
واحنا ماسكين علي نفسنا ومقفلين وقال ايه منتظرين الثواب في الاخر بس
لا والله احنا يا جماعه في جنة مش حاسين بيها جنة بيحسدنا عليها اي انسان اتمنعت عنه
ومن ناحيه تانيه فاكر ان اهل المعاصي فرحانين .. لا والله
دي العيشة ضنك
قلق وهموم ومشاكل وبعد عن ربنا مشاكل في الارض مع الناس ومشاكل في السماء في علاقتهم مع ربنا !
حياتهم مشاكل ,, وانا مش بقول ان المتدين معنودش مشاكل لكن بقدر قربه من ربنا هيكون بقدر راحته النفسيه وتعامله مع المشاكل الي بيقابلها بصدر رحب من غير ضيق وقلق وهموم !
ياريت نحس بالنعمة الي احنا فيها في الدنيا
ونشكر النعمة دي بالعمل طبعا ( زي ما انتوا عارفين ) مش بالقول ..
قال الله
"مَنْ عَمِلَ صَالِحًا مِّن ذَكَرٍ أَوْ أُنثَى وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَلَنُحْيِيَنَّهُ حَيَاةً طَيِّبَةً وَلَنَجْزِيَنَّهُمْ أَجْرَهُم بِأَحْسَنِ مَا كَانُواْ يَعْمَلُونَ "
* يعني الي هيكون مؤمن في حياته ربنا هيحييه في الدنيا حياة طيبة
حد ممكن يجيي يقول بس النبي قال القابض علي دينه كالقابض علي الجمر ..
وقال الدنيا سجن المؤمن
هقول ومين قال ان المؤمن هيكون ماسك علي الجمر وزعلان …
قال النبي صلي الله عليه وسلم :
ثلاث من كن فيه وجد حلاوة الإيمان : أن يكون الله ورسوله أحب إليه مما سواهما ، وأنيحب المرء لا يحبه إلا لله ، وأن يكره أن يعود في الكفر كما يكره أن يقذف في النار صحيح البخاري
يعني هتجد حلاوة الايمان ( الي هي الحل من التعود الي ذكرته في الاول ) اذا كنت تكره انك تعود للكفر والمعاصي كإنك هتلقى في النار
يعني طول ما انت حابب ايمانك والتزامك بقدر ما هتشعر بحلاوة الإيمان وبقدر ما انت نفسك ترجع للمعاصي بقدر ما هتنسحب منك حلاوة الايمان وهتشعر بنفس هموم ومشاكل الي مش متدين
وكمان مين قال الي قعد في سجن الإيمان هيكون حزين ؟ !! فنحن سجن المؤمنين احب الينا من دنيا العصاه ..
دلوقتي بقيت امشي في الشارع واشوف اهل المعاصي واقول في نفسي يا مساكين لو تذقوا الخير الي احنا فيه …
ناسين قول أحد السلف :- " نحن في جنة لو علمها الملوك و وأبناء الملوك لجالدونا عليها بالسيوف ".
نسأل الله حلاوة الايمان والشكر لها
لازم نتأكد من ده وندرب نفسنا عليه
ان مهما كان عندك من مشاكل فاعرف انك في نعمة وان ربنا فضلك عن غيرك
يكفي ان ربنا اكرمك وخلاك تنتسب ليه وان تكون عبد لله
ومتحاولش تتمنى المعصية او تتمنى ترجع ليها او حتى تحبها لان الي غرقانين في الوسط ده نفسهم بيأكدوا انه طريق مسدود واخرته وحشة
أختم بالدعاء الي دعا بيه النبي صلى الله عليه وسلم كما جاء في الحديث الصحيح
اللهم حبب إلينا الإيمان وزينه في قلوبنا وكره إلينا الكفر والفسوق والعصيان واجعلنا من الراشدين اللهم توفنا مسلمين وأحينا مسلمين وألحقنا بالصالحين غير خزايا ولا مفتونين
تقبلي مروري