الحب عاطفة نبيلة تتواجد في القلوب الصافية ،ومحبة الله هي الحصن الذي يحمي الإنسان من الوقوع في الزلل والمعاصي .ومن تربى على حب الله في صغره لا يمكن أن ينكس على أعقابه ، ومهما وقع في الخطأ – ومن منا لا يخطئ – فإنه سيعود إلى الصواب : { يا أيها الذين آمنوا من يرتد منكم عن دينه فسوف يأتي الله بقوم يحبهم ويحبونه …}
فالبعد عن حب الله يوقع في الخطأ وقد يودي إلى الارتداد عن الدين – والعياذ بالله – .
ومحبة الله سبحانه – ومحبة رسول الله – صلى الله عليه وسلم – هي الغاية التي يسعى إلى تحقيقها كل من يريد السعادة في الدارين .قال رسول الله – صلى الله عليه وسلم – : ثلاث من كنَّ فيه وجد حلاوة الإيمان :
1- أن يكون الله ورسوله أحب إليه مما سواهما
2- وأن يحب المرء لا يحبه إلا لله
3- وأن يكره أن يعود في الكفر كما يكره أن يلقى في النار .
كيف نعرف أننا نحب الله ؟:
1 – إن الله أمرنا بأوامر ونهانا عن نواهٍ فإذا اتبعنا ما أمرنا به وابتعدنا عما نهانا عنه برضى وإقبال عرفنا أننا مع الله .
2- إن الله يرضى من عبده إذا أكل أن يحمد الله عز وجل ، فشكر النعم دليل محبتنا للمنعـِم .
3 – من أحب شيئاً أكثر من ذكره ، فكثرة الذكر توصل إلى التعلق بالله عز وجل .
كيف نجعل أطفالنا يحبون الله عز وجل ؟
{ الله معي ، الله ناظري ، الله شاهدي } ثلاث كلمات إذا استطعنا أن نوصلها إلى أبنائنا فقد ربيناهم على حب الله والتعلق به .
1 – والطفل يحب أبويه وإخوانه والناس من حوله لأنه يراهم ويستمتع باهتمامهم به، ويلمس محبتهم ، وعلى الأم – بشكل خاص – أن تربط كل نعمة أو شيء جميل يناله بيتها بفضل الله – سبحانه – فالله معنا يحرسنا من كل مكروه ، ويراقب أعمالنا ، ويوجهنا بما أنزل في القرآن الكريم إلى طريق السعادة في الدارين …
2 – القدوة الحسنة ، فلا يكفي أن تلقن الأم أولادها مبادئ لا يرون تحققها فيها ، والبيت الذي يقوم على طاعة الله في كل أمر يوجد مناخ الإيمان للأطفال ، يرى الطفل أبويه يشكران الله على كل نعمة ، ويؤديان ما فرض عليهما ، يقرآن القرآن … فتنغرس هذه المبادئ في نفسه ويشب عليها .
3 – من أساسيات حب الطفل لله عز وجل أن يعرف رحمة الله به ، فإذا أخطأ فلا يجوز أن يقال له : أحرقك الله بالنار ، بل يقال : هذا لا يرضي الله ، وإذا عمل عملا جيدا يقال له : نسأل الله يرضى عنك . هناك طفل وطفلة مات أبوهما ، فسألا أمهما : أين بابا ؟ قالت : أخذه الله . وبعد قليل سمعتهما يقولان : نحن لا نحب الله لأنه أخذ أبانا . وطفلة صغيرة صلت مع أمها ثم سألتها : هل هذا يرضي الله ؟
4 – تربية الطفل على كتاب الله وحفظه بالتدرج ويبدأ هذا من السنة الثانية .
5 – تعويد الطفل على سماع الأناشيد التي تبين قدرة الله تعالى وفقا للمرحلة العمرية
{ الله رب الخلق — أمدنا بالرزق }
وغير ذلك…
6 – حث الأطفال على توفيرجزء من مصروفهم والتبرع به ، فبذل المال يوصل بالله عز وجل .. وربط ذلك بما يخلفه الله عليه في الدنيا والآخرة
7 – مرافقة الأطفال في رحلة عمرة أو حج أو حتى إلى البَرّ ليروا قدرة الله تعالى ، وهذا يرجع إلى ذكاء الأم وقدرتها على ربط الكون بفضل الله سبحانه .
8 – توجيه الطفل نحو الصحبة الجيدة وإبعاده عن رفاق السوء .
9 – تقويم لسان الطفل وتعويده على الكلام الطيب الطاهر
هذه بعض الأساليب التي تربط الصغر بالله .وكل أم تستطيع أن تخترع من الأساليب ما يناسب أطفالها .
كيف نعوّد أولادنا على حب رسول الله – صلى الله عليه وسلم _ ؟
لم يترك رسول الله صغيرة ولا كبيرة في حياتنا اليومية إلا وذكر فيها دعاء ، من الطعام إلى الشراب إلى لبس الثياب وخلعها إلى الخروج من البيت والدخول فيه ، السلام على الناس وكيفيته ، بل حتى دخول الحمام والخروج منه ، وواجب الأم – خاصة – تربية أطفالها على ذكر هذه الأدعية .
قراءة سيرة رسول الله – صلى الله عليه وسلم – وما أكثر ما كتب بما يناسب كل المراحل العمرية ، فقراءة قصة ما قبل النوم أمر ضروري للطفل ، وحتى لا نقرأ له الخرافات ونتعب خياله ، علينا أن نلجأ إلى سيرة رسول الله وسيرة أصحابه – رضوان الله عليهم – ومدى حبهم رسول الله ( قصة أبي أيوب الأنصاري يوم نزل عنده رسول الله وسكن الطابق الأسفل .. } .
الحديث يطول ولا يستطيع مقال أو محاضرة أن يوفيه حقه ، لكنها علامات ونقاط تهدي إلى الطريق الذي يثبت إيماننا .
اللهم إنا أحببناك حبّاً ملك علينا قلوبنا حتى سهل علينا الرضى بقضائك وشكر نعمائك فارض عنا وشفع حبيبنا فينا يوم القيامة .
نصائح رائعه جدا استمتعت و استفدت كثيرا منها و اتمني ان تستفيد منها كل ام
يتوج باجمل نجوم + تثبيت
جزاك الله الخير كله و رزقك الذريه الصالحه البارحه حبيبتي
طرحك مهم جدا و رائع و مفيد
اعجبتيني بجد