انتشرت في الآونة الأخيرة معجزة مزعومة عن عدد الكواكب في المجموعة الشمسية وأن القرآن قد أشار إليها في قوله تعالى على لسان سيدنا يوسف عليه السلام: (إِذْ قَالَ يُوسُفُ لِأَبِيهِ يَا أَبَتِ إِنِّي رَأَيْتُ أَحَدَ عَشَرَ كَوْكَبًا وَالشَّمْسَ وَالْقَمَرَ رَأَيْتُهُمْ لِي سَاجِدِينَ) [يوسف: 4]. فما هي حقيقة هذا الأمر؟
أقول يا إخوتي إن بعض الناس يتسرع في إطلاق كلمة "معجزة" على أي ظاهرة يراها أو يظنها، والمؤمن كيِّس فطِن وينبغي عليه أن يتثبَّت من صدق المعلومة قبل نشرها أو الاعتقاد بها. فالآية الكريمة ليس من الضروري أن تشير إلى عدد الكواكب في المجموعة الشمسية، فسيدنا يوسف رأى 11 كوكباً، والله تعالى لم يخبرنا أنه لا يوجد في مجموعتنا الشمسية إلا 11 كوكباً، بل هذه الكواكب هي رموز لإخوة سيدنا يوسف عليه السلام.
يقول أحد علماء الغرب الذين تعمقوا في دراسة الكون والمجرات، وبعد أن قام بدراسة إحصائية لعدد المجرات والنجوم في الكون، واحتمال وجود كواكب أخرى خارج المجموعة الشمسية: إن عدد الكواكب في الكون والتي تشبه الأرض يبلغ أكثر من عدد النجوم في مجرتنا، بل هناك آلاف البلايين وربما أكثر!!
ولذلك لا يمكن أن نحصر عدد الكواكب بأحد عشر كوكباً فقط، فعدد الكواكب التي تدور حول الشمس عشرة بما فيها الأرض، وإذا استثنينا الأرض نجدها تسعة، وربما يكشف العلماء عن كواكب أخرى في مجموعتنا الشمسية، لأننا لم نتمكن بعد من الخروج خارج حدود النظام الشمسي.
ولذلك لا تزال معلوماتنا ضئيلة وحتى لو اكتشف العلماء أن عدد الكواكب في النظام الشمسي هو أحد عشر، فهذا لا يدعونا للقول إن القرآن حدد هذا العدد قبل أربعة عشر قرناً، بل ربما يكشف العلماء كواكب جديدة، ويمكن أن نقدم النصائح التالية:
1- إن الآية الكريمة (إِنِّي رَأَيْتُ أَحَدَ عَشَرَ كَوْكَبًا) لا تتحدث عن عدد الكواكب في المجموعة الشمسية، ولكن تتحدث عن عدد إخوة يوسف، والكوكب هو رمز في الحلم يرمز للأخ، أما العدد 11 فيرمز إلى عدد إخوة يوسف. والأحلام تأتي مرمزة أو مشفَّرة كما نعلم.
2- إن عدد الكواكب التي تدور حول الشمس مجهول وقد علمنا منه عشرة ولا يزال العلماء يكتشفون المزيد. وهناك بلايين الكواكب تنتشر في أرجاء الكون والعدد لا يقتصر على أحد عشر.
3- ينبغي التأكد من أي معلومة قبل بثها عبر الإنترنت استجابة لقول الحق تبارك وتعالى: (فَاسْأَلُوا أَهْلَ الذِّكْرِ إِنْ كُنْتُمْ لَا تَعْلَمُونَ) [الأنبياء: 7]. ولذلك لا نريد أن يكون الإعجاز العلمي مدخلاً للمشككين والملحدين لنقد هذا الدين الحنيف.
ـــــــــــــ
بقلم عبد الدائم الكحيل
جزااااكي الله خيراااا
دمتي بحفظ الرحمن ورعاايته
يااختي ع المعلومة
اتايك الله الجنة
و جزاك خيرا
أسال الله ألا يحرمك جنته