بعينا ذئب يشتهي أن يلتهم فريسته مرتين , نظر إلى مفاتن جسدها المنتهك قائلا بخبث يلمع في عينيه
إنتهت المقابلة عزيزتي
أكمل إرتداء بقية ملابسه ووضع ورقة توظيفها على الطاولة, بينما هي لم ترفع عينيها بعدماحدث بينهما , كانت كجثة هامدة تمنت حينها أن يتوقف عن الدندنة بصوته الأجش ,تمنت لو تستطيع قلع حنجرته بيديها , أقبل على الخروج ثم توقف وعاد إليها أخرج من جيبه أحمر شفائف ,مد يديه قائلا :خذي هذه لترطب جفاف شفتيك
أشاحت بوجهها والدموع تسيل على خديها
كان يتوقع ان لا تمد يدها , إتجه ناحية الطاولة واضعا أحمر الشفاة على ورقة التوظيف, وقال لها: ضعيه على شفتيك المرة القادمة أنا متأكد بأنك ستعودين إلى حضني قريبا وأطلق ضحكته الخبيثة وخرج , في تلك اللحظة ولد الإنتقام في عروقها , إلا أن مشاعر الأمومة كانت تحاول أن تبقيها في سلام , بصعوبة تحاول النهوض وإرتداء ملابسها البالية , وبصعوبة تحاول أن تسترجع صوت طفلها لا دندنة الذئب التي تدوي في رأسها ..
وفي طريقها إلى بيتها عيناها لم تتوقف قط عن ذرف الدموع , من أجل ورقة باعت أغلى ما تمتلكه, من أجل ورقة ستؤمن بها علاج طفلها المعاق, ورقة ملوثة بتوقيع مدير مهنته شراء أجساد الفقيرات من أجل وظيفة ..توقف عقلها عن ضخ الأفكار وتجمدت الدمعة في عينيها وهي تنظر إلى ذلك التجمع البشري أمام باب بيتها صراخ والدتها المنبعث من وسط التجمع يكاد أن يفجر أذنيها , لا شئ ممكن أن يجعل أمها تصرخ سوى أمر سوء حدث لإبنها , لاشئ يمكن أن يجعل أطفال الحارة يبكون سوى أمر سوء حدث لإبنها, لاشئ يجمعهم أمام بيتها وهم يطلقون عبارات المواساة سوى أمر سوء حدث لإبنها, تطلق قدميها وتجري لتكذب الظنون السيئة إلا أن ظنونها كانت محقة ..
لا حول ولا قوة الا بالله الم يرى السائق هذا المسكين, لا يموت إلا من يحبهم الله , ترحموا عليه (أحدهم يقول)
خرت راكعة أمام جثة أبنها الدامية, تتحسس يديه الباردة لتتأكد هل حقا مات ؟؟تنظر إلى أمها المنهارة التي تنوح بــ يااللهي ماذا فعلنا لتعاقبنا ؟ ياللهي ماذا فعلنا لتحرمنا منه ؟
هاذان التساؤلان حلا كصاعقة على إبنتها فوحدها من تملك الإجابة ..
بعد ثلاثة شهور من موت إبنها..
جرائد جرائد جرائد (بائع الجرائد ينادي)
مر بجانبه رجل قائلا له : مالجديد كالعادة غلاء أسعار وجرائم قتل و ..
قبل أن يكمل عبارته قاطعه بائع الجرائد بحماسة :إنها جريمة قتل غريبة ,قُتل مدير شركة شهيرة فقد وضع القاتل بداخل فمه رماد ورق محترق و لوّن شفتيه بأحمر شفائف ,إنظر لترى التفاصيل , وليس هذا فقط بل كتب على صدره عبارة إنتهت المقابلة , بدت القصة حقا مثيرة أخرج الرجل من جيبه نقود ليشتري الجريدة
وقبل أن يمد الرجل يده سارعت يدها بمد النقود إلى بائع الجريدة وأخذت الجريدة , نظر البائع والرجل الذي بجانبه بدهشة ناحيتها .
بينما هي ابتعدت عنهم وجلست على مقاعد احد الحدائق ,أخرجت شندويشا من حقيبتها واستبدلت الكيس الحافظ للساندويش وغلفته بالجريدة التي بيدها , قضمت أول لقمة مغمضة العينين , وكأنها لأول مرة تذوق طعاما لذيذا ,طعاما مغلف بخبر إنتقامها المكتمل, أكملت شاندويشها وآخر ما فعلته أخراج أحمر شفايف من حقيبتها ووضعه وسط الجريدة وكمشتها, رمت بها في أحدى صناديق القمامة,نفضت يديها من فتات الساندويش وأبتسمت وواصلت المشي وهي تدندن ..
بآرك الله فيك ع مآ جآدت به آيآديك المعطاءه
غآليتي نحن دوماً هنآ نترقب جديدكك بكل شوق
دمتي ودآم آبدآعكك المتوآصل
لكِ ودي وعبير وردي ~
ما يقدر الواحد يعمل شي غير انو
يسمع القصه و يبتعد عن هاك اشياء
لا حول ولا قوه الا بالله ..
مشكوره اختي بانتظار جديدك
جزيتي خيرا
بس للاسف هالقصص تحصل كثير في مجتمعنا فهل من معتبر؟!!!!
الله يهدي ويحفظ شباب وبنات المسلمين من الفتن
للتنويه فقط هذه القصة قد تحدث كثيرا في مجتمعاتنا إلا أنه من باب الأمانة لابد من أخباركم بأنها من تأليفي.
عزيزتي لؤلؤة بحر الأنوثة أشكرك جداا ودمتي لي قارئة متابعة .
عين الحياة صحيح كلامك وهذا بالضبط مغزى القصة التنبه جيدا قبل الوقوع في الحرام مهما كانت الظروف فالحياة لا تسير وفقا لمخططات البشر .
سنية والفخر ليا فعلا هذا السؤال هل من معتبر ؟
لا حرمت مروركن الغالي عزيزاتي .
دام مروركن الغالي .